على نغمات النوتات الموسيقية وأنغام التشيلو، والقيثار، والناي، والآلات الموسيقية المختلفة، يقام مهرجان "أصوات القدس" بمدينة القدس الفلسطينية، وهو مشروع موسيقي كلاسيكي يستهدف سكان المدينة المقدسة وسياحها، وقد بدأت هذه المبادرة منذ عام 2006، بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات واللقاء والتفاعل بين أوروبا والشرق الأوسط من خلال حضور فنانين من النمسا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا والأراضي المقدسة.
يقول إريك أوسكار هوتر مدير "أصوات القدس"، إنه "عندما يعزف المرء، يمكنه الاستماع إلى الضوضاء والصلوات وأجراس المدينة. وهذا ما يحدث بالفعل. ويتوقع الجمهور الشيء ذاته، لذلك لا ندعو جماعة معينة، بل الجميع! فهؤلاء الناس من أصول مختلفة، ومن الرائع رؤيتهم معا".
ويتابع؛ من أكثر اللحظات التي طال انتظارها الحفلة الموسيقية التي تُقام عند الفجر في أجمل المواقع البانورامية في البلدة القديمة. وفي فجر يوم جديد، يوقظ الموسيقيون مدينة القدس بموسيقاهم الرائعة حتى تبزغ الشمس وراء جبل الزيتون، فينتشر الضوء ويتلاشى الظلام!
ويضيف مدير "أصوات القدس" قائلًا "إن رسالة هذا المهرجان لا تتضمن العزف في الكنائس فحسب، بل في الأماكن المفتوحة أيضًا. وتُنظّم هذه الحفلة الموسيقية عند الفجر في قلب البلدة القديمة، حيث لا توجد هنا جدران حولنا. ونستطيع رؤية شروق الشمس مصحوبا بالموسيقى، وهذه تجربة غير عادية بالفعل".
المشاركون أكدوا أنه قد أتيحت الفرصة للطلاب الشباب من معهد مانيفيكات، التابع لحراسة الأرض المقدسة، كي يعزفوا ويُظهروا مواهبهم مع فناني المهرجان. ومن بينهم، ماريان الصغيرة. حيث يستطيع الشخص المشاركة بغض النظر عن معتقداته الدينية أو بلده أو ثقافته.
وعبرت تانيا بلتسر، معلمة في معهد مانيفيكات، عن سعادتها بالمشاركة بالمهرجان قائلة: "أنا سعيدة بالمشاركة في هذا الحدث للمرة الثانية، لكن أربعة من طلابنا يعزفون هذه المرة مع موسيقيين محترفين في الرباعي الوتري. لقد عملوا بجد ليكونوا هنا! وهذا أمر مهم بالنسبة للأرض المقدسة، وخصوصا لطلابنا في المعهد، حيث ينفتحون على العالم من خلال مقابلة أشخاص مختلفين بتقاليد مختلفة. والموسيقى تعزز الروابط معهم، وأصوات تلمس القلب وتسمو بالروح ويتردد صداها عاليا من هذه الأرض.
