الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

3 تحديات تواجه الكارت الذكي للفلاح.. عدم وجود قاعدة بيانات والحيازات الوهمية وغياب الآلية أبرز التحديات.. و350 مليون جنيه عقود خلال 3 سنوات

3 تحديات تواجه الكارت
3 تحديات تواجه الكارت الذكي للفلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرَغم من تصريحات مسئولي وزارة الزراعة على مدار عامين، بأن مشروع منظومة "الكارت الذكي للفلاح" أصبح موضع التنفيذ، ورغم افتتاح أول وأكبر مركز للخدمات الزراعية الإلكترونية بديوان الوزارة؛ لكن حتى اللحظة، لم يتم تشغيل المشروع. 

"كارت الفلاح الذكي" هو حيازة مميكنة يقوم المزارع فيها بتسجيل نوع حيازته ومساحة الأرض الزراعية، ونوعية المحصول الذي سيقوم بزراعته كل عروة زراعية، وهو مشروع بدأت وزارة الزراعة في الإعداد له من سنوات، ولكنه لم يخرج للنور إلا عند العام 2016، بعد توقيع وزارة الزراعة مع شركة ""e-finance لعمل الكارت الذكي للفلاحين. 

ويُعلق الدكتور سعيد خليل أستاذ الهندسة الوراثية بمعهد البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، قائلًا:"إن مشروع الكارت الذكي تعاقب عليه 5 وزراء زراعة حتى الآن بداية من الدكتور عادل البلتاجي ثم الدكتور صلاح هلال ثم الدكتور عصام فايد الذي تم توقيع عقد إنشاء منظومة الكارت الذكي في عهده، مرورًا بالدكتور عبد المنعم البنا الذي عين نائب خصيصًا لهذا الغرض، وأخيرًا الدكتور عز الدين أبو ستيت؛ ولكن لاحياة لمن تنادي". 
ويُضيف في تصريحات للبوابة نيوز، أنه تم التعاقد مع شركة ""e-finance في 22 يونيو 2016، على عمل 5،2 مليون حيازة بقيمة 350،7 مليون جنيه، دفعتهم الحكومة للشركة وحتى الآن لم يتم الاستفادة أو تحقيق أي نتيجة من منظومة الكارت الذكي. 
ويوضح خليل، أن الأسباب الحقيقية وراء عدم نجاح هذه المنظومة هي عدم وجود أي داتا ومعلومات صحيحة لحاملي الحيازات الزراعية المصرية، إضافة لأنه عند توقيع العقد مع شركة أي فيننس، لم يتم وضع الأسس العلمية المضبوطة من قبل مسئولي وزارة الزراعة. متابعًا أنه لن يتم إتمام تنفيذ منظومة الكارت الذكي بسبب سياسات وزارة الزراعة غير السليمة، فضلًا عن وجود نحو نصف مليون حيازة وهمية يجب إبعادها والتخلص منها، كما لم تُوضع بيانات سليمة في الاستمارات التي وزعتها وزارة الزراعة على الفلاحين. 
ويُشير أستاذ الهندسة الوراثية إلى أنه تقدم بمذكرتين لوزارة الزراعة من أجل تنفيذ منظومة الكارت الذكي، لافتًا إلى إمكانية تحقيق 26 استفادة من خلال الكارت الذكي أبرزها تحسين إنتاج الأراضي المصرية وخاصة في الدلتا، وعمل دورة زراعية منضبطة، والحد من التعّدي على الأرض الزراعية من قبل الفلاحين.
وعن تصريحات الوزارة مرارًا بشأن تنفيذ منظومة الكارت الذكي، يقول خليل:"إن هذه التصريحات لمجرد الشو الإعلامي فقط". 

من جانبه، يقول الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة عين شمس، إن البيروقراطية وعدم تحديد الأولويات من قبل مسئولي وزارة الزراعة هي السبب الأساسي في عدم تنفيذ المنظومة حتى الآن. 
ويُضيف في تصريحات للبوابة نيوز، أن المنظومة ستكون مفيدة جدًا للوضع الزراعي في مصر، خاصة من أجل توفير محاصيل استراتيجية هامة مثل القمح والذرة والأرز وغيرها، لافتًا إلى ضرورة تفعيل المنظومة والعمل على الانتهاء منها. 

من جانبه، يؤكد الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على أهمية تفعيل منظومة كارت الفلاح في أسرع وقت ممكن، بما يساهم في وصول الدعم لمستحقيه من المزارعين، بالإعتماد على قاعدة بيانات مدققة تسهل من مهمة متخذ القرار.
ويُضيف في بيان رسمي اليوم، أنه تم حتى الآن الانتهاء من إصدار حوالي 2 مليون و250 ألف كارت ذكي، والمستهدف وصولهم إلى 5.5 مليون كارت عبارة عن عدد الحائزين الذين تم حصرهم من خلال المنظومة حتى الآن.
ويوضح أبو ستيت، أن عدم وجود قاعدة بيانات واضحة ودقيقة يعتبر من أهم معوقات العمل والذي يؤثر سلبًا على متخذ القرار، وعلى المنتج والمستهلك، لافتًا الى ان منظومة الكارت الذكي من شأنها تسهيل الخدمات والتواصل الجيد مع المزارعين، وتخفيف العبء عن كاهلهم، من خلال حصولهم على كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي المميزة والمدعمة بسهولة.
ويُتابع، أنه وضع آلية لتشجيع المزارعين لسرعة تسجيل بياناتهم في المنظومة الجديدة، والتي يجرى حاليًا النظر في تقديم خدمات أوسع وأشمل لهم من خلال الكارت الذكي، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة، لافتًا إلى أنه تم تكليف مديري المديريات بالتواصل مع كافة المزارعين في كافة القرى والنجوع والوحدات والجمعيات الزراعية، لسرعة استيفاء البيانات الخاصة بهم في الجمعيات الزراعية القريبة منهم لاستكمال منظومة كارت الفلاح.