الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف واجهت "الرجاء" عواقب خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بالعذراء مسرة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إطار احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الآونة الحالية بمرور 100 عام على تأسيس مدارس الأحد بالكنائس، وبالتزامن مع إعلان عام 2018 عامًا لذوى القدرات الخاصة ومن هنا، تسلط «البوابة» الضوء على خدمة ذوى الاحتياجات الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى بدأت فى الظهور بين جدران كنائس مصر منذ حوالى 29 عاما.
ففى كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة، وتحديدا أسرة القديسة مهرائيل لذوى الإحتياجات الخاصة «الرجاء»، حيث واجهت الأسرة ببدايتها عدة عواقب متعلقة بكيفية الخدمة، منها وجود مكان مناسب لإقامة الاجتماعات وممارسة الأنشطة المختلفة بشكل يتناسب مع إعاقات الحركة لبعض المخدومين، فهناك صعوبة فى انعقاد الخدمة بصحن الكنيسة وممارسة الألعاب بداخلها، وأيضا قاعات مبنى خدمات الكنيسة بسبب الأدوار العليا، وعدم وجود مكان آخر يتسع للأعداد وطبيعة الحركة، إلا أن الحل جاء سريعا من الله بإتاحة عقد الخدمة فى نادى الكنيسة المواجه لها، حيث كان ذلك موعد اجتماع خدام الكنيسة بالنادي، إلا أنه عقب عرض الأمر عليها رحبوا بالاستغناء عن جزء من وقتهم لملائكة الكنيسة الجدد.
بدأت يد الله تمتد لخدام أسرة الرجاء، فالـ15 عددهم زاد فزادت الأفكار وأساليب التعليم والترفيه، والـ4 سيارات أصبحت رتلا وأصبح كل مخدوم يحضر من منزله مباشرة دون الحاجة لأماكن تجمع، وبدلا من أن يكون الدرس فى اليوم لمجموعة مختلفة الأعمار والتصنيفات، بات هناك تقسيم حسب العمر الذهنى ودرجة الإعاقة، الأمر الذى خلق أفكارا جديدة للخدمة وتعديل السلوك اليومى لبعض المخدومين، لتدخل خدمات أخرى فى مساعدة الأسرة الوليدة، ومنها مسرح العرائس، حيث تم خلق خصية كرتونية خاصة بالأسرة وهى «كرنبة هانم وكركر بيه»، وهما الشخصيتان اللذان لاقى قبولا رهيبا من المخدومين، مكن الخدام من خلالهم من توصيل السلوكيات والمعلومات الدينية المراد تعليمها بشكل مبسط وفكاهي.
اتسعت دائرة عمل الأسرة، وبات الخروج خارج حيز الكنيسة أمرا مطلوبا، فمن هنا بدأ التفكير فى أمور جديدة، منها إقامة الحفلات وتنظيم الرحلات وأيضا إقامة مؤتمرات خارجية، فبالنسبة للشق الأول فإن حفلات أعياد الميلاد وعيدى الميلاد والقيامة أظهرت حب المخدومين لذلك اللون من المناسبات، فتم اعتماد الفكرة بشكل أكبر على مدار السنة، وذلك على شاكلة العرائس والموسيقى واللعب، الأمر الذى يساعد ذوى الإعاقة فى إخراج طاقاتهم.
أما بالنسبة للشق الثاني، فتم تنظيم رحلات مختلفة سواء دينية أو ترفيهية أو تعليمية، فالملاهى والمصايف وحديقة الحيوان وطاحونة البابا كيرلس كانت البداية، لتستكمل اليوم بكنيسة القديس بشنونة ودير سمعان الخراز ورحلات «الداى يوز» بحمامات السباحة، والتى تقام بشكل دورى وفى أماكن قريبة من الكنيسة.
أما المؤتمرات فبات للكنيسة مؤتمر سنوى للأطفال وذويهم «مصيف» وتنوعت بيوت المؤتمرات التى زارتها الأسرة، حسب ظروف كل عام، إلا أن وجود خدمات ملائمة لذوى الإعاقة هو أهم ركن فى اختيار مكان إقامة المؤتمرات.
كان النمو الروحى هو أصعب ما يواجه الخدام فى المخدومين، نظرا لصعوبة الاستيعاب، إلا أن الخدام لاقوا فى القداس الإلهى وسر التناول ضالتهم، ولأن علاقة الإنسان بالله هى الشغل الشاغل للجميع، فقد قررت الأسرة تنظيم يوم لحضور القداس بصحبة المخدومين، كى يحصلوا فيه على سر التناول، أحد أسرار الكنيسة السبعة، ويعد التناول من أهمها، وقد كان للأمر مردود بالغ السعادة على القائمين على الخدمة، وتم ذلك بتكرار مرور السيارات على المخدومين أحد أيام الجمعة من كل شهر.