الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت «23».. «كان لي قلب»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعونا نخرج من لغط السياسة، ومن خناقة «مستكة»، ومن أخبار التحرش، دعونا نفتح كتاب «الحب» ونبحث سويا عن المعضلة، لماذا فر الحب من أرضنا؟ لماذا لم نجد له تعريفا ولا صيغة بيننا، لماذ جعلناه مقايضة؟.. كلمة بكلمة وفعل بفعل؟ لماذا بعناه رخيصا على الأرصفة وقد خلقه الله ملكا لا يسكن إلا القلوب؟ لماذا؟ وألف لماذا؟ دون إجابة.. أنا أعترف أني واحد من هؤلاء المبتلين، الذين يفر منهم الحب مع أنهم يوزعونه مجانا على المارة، أنا واحد ممن ينطبق عليهم القول: «في العالم كثيرون يموتوت لأنّهم لا يجدون خبزًا، لكنّ هناك أيضًا كثيرون يموتون وهم عطشى لقليلٍ من الحبّ»، تفتحت عيناي على قصائد «درويش»، وعيت بعد سنوات أن قصة واحدة من الصعب أن تجمعني و«ريتا»، فارتضيت أن أبحث عن «بلقيس» أخذت شعر «نزار» كصورة فوتوغرافية لحبيبتي وصرت في الشوارع أبحث عنها، طاوعه قلمه أن يعلن وفاتها لكن قلبي أنا لم يطاوعني، عشقت تلك التي لا وجود لها فاتهموني بالجنون كـ«سرور»، كتبت 5 أغنيات إلى حبيبتي أسوة بـ«أمل دنقل»، لكني بعد أن انتهيت وجدتني أنسى عنوان المراسلة، «سألت أمس طفلة عن اسم شارع.. فأجفلت ولم ترد»، عدت إلى أوراقي وأخذت من «عبدالصبور» شطره كدعاء قديس، فأنا حزين تائه.. وهواك أغلى مالدي، هذا فؤادي فوق سطح الطرس أهديه لكم، فتقبلوه فهو آخر ما تبقى لدى.. قرأت ألف مليون قصيدة واكتشفت أن القصائد أقصوصات من الورق تشتعل فيها النار فور أن تنزل من صفحتها لصفحة الحياة، اكتشفت أننا نكتب عن الجزء الذي لا يمكن رؤيته سوى في الخيال، أوهمتومونا بالحب وتناقل الوهم الأجيال
والآن أنا شغوف جدا لأعرف ما هو الحوار الذي كان بين آدم وحواء في الجنة قبل نزولهما الأرض، هناك حيث لم يكونا مشغولين بإيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والغاز ومصاريف المدارس، حيث لم يتحدثا في المهر ولا الأدوات الكهربائية ولا الشبكة، أعي تماما أنه لم يكن لهما حديث غير الحب، وأظن أن جريرة آدم لم تكن قضمته للتفاحة، لكنه أحدث فعل غير مجرى هذا الحديث ففرت الروح من الجنة، إلى حيث لا أجدها ولا أجد لها أثرا أقتفيه، أنا أناني إلى الحد الذي أود أن أستعيد جلسة آدم في الجنة ولو لساعات برغم ضجيج الشارع وأزمات العمل وفحيح المواجع والمشكلات.. لكن ذلك لن يحدث هنا، لذا اخترت عنوانا للحياة وللمقال من شطر شطر روحي «لحجازي».. «كان لي قلب».