أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن خطة لبناء ترسانة صاروخية باليستية ( ارض – ارض ) قصيرة وطويلة المدى ضمن تشكيلات الجيش الاسرائيلى ، وذلك تنفيذا لقرار اتخذته الحكومة الاسرائيلية فى وقت سابق من العام الجارى باستحداث سلاح جديد فى تشكيلاتها أطلقت عليه " القوة الصاروخية " .
وقال افيجدور ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلى ان الترسانة الصاروخية التى تسعى اسرائيل الى امتلاكها ستعتمد على اذكى منظومات القصف الصاروخى وأدقها فى الإصابة بمرمى يصل الى 300 كم ويطال مناطق عديدة فى الشرق الأوسط فى حده الأقصى وبمرامى اخرى تتراوح بين 30 إلى 150 كيلومترا .
وبحسب صحيفتى هآارتس و تايمز أوف إسرائيل فستكون القوة الصاروخية الاسرائيلية الجديدة " قوة هجومية " تتكامل معها منظومات صاروخية دفاعية ضد العدائيات الجوية مثل منظومتى سهم – 1 و سهم – 2 و مقلاع داوود لاعتراض الهجمات الصاروخية المتوسطة و المنخفضة والبعيدة المدى وذلك فى اطار ما يعرف بمنظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخى فى اسرائيل التى قررت اسرائيل استثمار ثمانية مليارات دولار امريكى فى تطويرها خلال الأعوام العشرة المقبلة .
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان اعتمادات ضخمة قد خصصت للترسانة الصاروخية الاسرائيلية وان التصنيع جار للصواريخ وإن ما يلزمها من عمليات بحث وتطوير يشهد مراحله الاخيرة ، وهو ما أكده اسحق اهرونوفيتش مدير مؤسسة التصنيع العسكرى الاسرائيلية التى وقعت وزارة الدفاع الاسرائيلية معها عقد توريد ضخم لم يتم الكشف من قيمته وإن تمت الاشارة الى ان قيمته تقدر بمئات الملايين من الشواكل .
وترى الحكومة الاسرائيلية انها محاطة بتهديدات أمنية " صاروخية " من كل اتجاه لا سيما من صواريخ حزب الله اللبنانى الحليف لإيران و المقدر عددها وفق الاستخبارات الاسرائيلية بمائة ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى .
وكان البنك المركزى الاسرائيلى قد نبه فى وقت سابق الى خطورة تنامى وتيرة الانفاق العسكرى فى اسرائيل على اقتصادها بعد ان تبنت حكومة نيتانياهو استراتيجية رفع الانفاق العسكرى بنسب تتراوح بين 2ر فى المائة و 3ر فى المائة سنويا من الناتج المحلى الاجمالى لإسرائيل حتى العام 2030 وذلك ضمن استراتيجية أمنية متكاملة تتبناها اسرائيل استلزمت انفاقا اكبر على التسلح ، كما حذر بنك اسرائيل المركزى من ان استراتيجية دعم الانفاق العسكرى التى تتبناها الحكومة الاسرائيلية ستتسبب فى تفاقم عجز الموازنة العامة فى اسرائيل ما لم يصاحبه تحرك مواز لزيادة الضرائب و خفض بنود الانفاق الأخرى فى القطاعات المدنية الامر الذى يشكل معادلة صعبة .
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الاسرائيلية فسوف تكون منظومة الصواريخ الباليستية الجديدة التى تم التعاقد عليها اقل كلفة مقارنة بغيرها من وسائل ايصال النيران فضلا عن دقتها بالمقارنة بنيران المدفعية بعيدة المدى او استخدام المقاتلات ، وستعمل المنظومة الصاروخية الجديدة وفق نظام تحديد الموضع / جى بى اس / لضرب اهدافها بدقة متناهية وستكون طرازاتها ذات المدى 40 كم قادرة على حمل رأس متفجر زنة 20 كج و تصل سرعة اطلاقها الى 18 صاروخ فى الدقيقة الواحدة .
أما الصواريخ من الطراز البالغ مداه 150 كم والذى تسعى اسرائيل الى تصنيعه وامتلاكه فهو نظام من المدفعية الصاروخية بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس متفجرة زنة 120 كجم ، ووفقا لمؤسسة التصنيع العسكرى الاسرائيلية فقد سعر توريد هذا النوع من المقذوفات الصاروخية الى 300 الف دولار للمقذوف الصاروخى الواحد ، ويقول الخبراء الاسرائيليون ان الطراز ذي المدى الاطول من منظومة الصواريخ الجديدة هو تكتيكى الطابع و يصل مداه الى 300 كم وبإمكانه تغطية كل المناطق اللبنانية .
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية قد نقلت عن ليبرمان فى يناير الماضى اعلانه انه قد تقدم للحكومة بطلب إعتماد نصف مليار شيكل كتمويل إضافي لموازنة الدفاع الإسرائيلية لتطوير نظم الايصال النيرانى الذاتية كالصواريخ و المدفعية الصاروخية و تطوير صواريخ " اريحا " الاسرائيلية بعيدة المدى فى غضون الأعوام القادمة .
