الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حسين عبد الرازق ناقش "انتفاضة الخبز 77" بالأحداث والوثائق

حسين عبد الرازق
حسين عبد الرازق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل اسم الكاتب الصحفى والسياسى الراحل حسين عبدالرازق علامة بارزة فى تاريخ الحركات اليسارية فى مصر، كتب عددًا من الكتب المهمة والتى كانت تعبيرًا عن لحظات فارقة فى تاريخ الوطن، مثلما كتبه عن جريدة الأهالى ودورها فى الحركة الثقافية واليسارية فى مصر، وما كتبه عن جمال مبارك باللغة الإنجليزية «أكثر السياسيين نفوذًا بمصر».
ومن بين ما كتبه عبدالرازق كتاب «١٨،١٩ يناير هل كانت مؤامرة أم انتفاضة شعبية؟» ويعرض من خلاله بصورة تفصيلية وجهات نظر الأطراف الموجودة على الساحة السياسية وقت قيام أحداث ١٨،١٩ يناير من عام ١٩٧٧، حين هبت مجموعة من المظاهرات تضمنت لأحداث عنف فى كثير من المدن محتجة على ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، حينما قدم عبدالمنعم القسيونى، نائب رئيس الوزراء ورئيس المجموعة الاقتصادية، مقترحًا جديدًا لمواجهة العجز التجارى برفع أسعار بعض السلع ما واجه بغضب شديد، وقيل إن مقترحه تم عرضه على الرئيس الراحل عبدالناصر، لكنه تم رفضه تمامًا وبحزم شديد.
ودخلت الصحف العالمية مع خط الأزمة، وحاولت كل صحيفة أن تشير بيدها ناحية الأطراف الحقيقية وراء أزمة يناير تلك، فقالت صحيفة «التايم» الأمريكية إن الكثير من تلك الأعمال التى شهدتها البلاد تقف وراءها بصورة كبيرة جماعة الإخوان التى تعارض حكم الرئيس السادات، وذكرت صحيفة «فيجارو» الفرنسية أن تلك الأعمال التى تشهدها مصر من مظاهرات وأعمال عنف لا يقف وراءها الاتحاد السوفييتى بل تقف وراءها ليبيا بشكل رئيسى. وتابعت جريدة «الليموند» الأحداث، وجريدة «السياسة الكويتية» التى راحت تحذر من الاتهامات التى توجه بشكل مستمر لليسار، وذكرت «الجارديان» أن تصرف الحكومة المتخبط يدل على أنها تفتقد أدلة كافية تجاه بعض القوى التى توجه لها الاتهامات بإثارة أزمة واستغلال غضب الجماهير من قرارات الحكومة.
ونجح المؤلف فى رصد وجمع أكبر عدد من الآراء والتقارير والبيانات التى صدرت من عدة أطراف آنذاك، حتى شمل تحقيقات النيابة مع الشهود، وتضارب الأقوال، وتعليقات الصحف على شهادات الشهود المنافية للمنطق مثل شهادة أحدهم الذى حدد بطريقة دقيقة عدد القيادات البارزة التى قادت المسيرات، ووصف أشكالهم وملابسهم وهتافاتهم وأعمال التخريب التى قاموا بها وضحايا أفعالهم حتى سمى فى الصحف بالشاهد التليسكوب.
إن كتاب حسين عبدالرازق يتكون من قسمين: الأول، دراسة وتشمل هل أحداث يناير مؤامرة أم انتفاضة؟ متناولًا تصاعد الأزمة منذ أحداث ١٣ مايو ١٩٧١، والتى تخلص فيها السادات من مراكز القوى وإحكامه السيطرة على الحكم، ثم المظاهرات السلمية والتحول للعنف، الاتهامات الموجهة لليسار.
أما القسم الثانى، ففيه شهادات ووثائق حول الأحداث، بيان ممدوح سالم أمام مجلس الوزراء فى ٢٩ يناير ١٩٧٧، ورسالة خالد محيى الدين لمجلس الشعب فى ٣٠ يناير، وبرقيات وبيانات حزب التجمع، ورسالة الدكتور مصطفى خليل لرئاسة الجمهورية، وتقارير المباحث والأمن.
وكانت السمة الظاهرة فى هذا الكتاب هو رصد الحدث من جميع زواياه مع مراعاة تناقض الروايات واختلاف التوجهات، وقلت تعليقات المؤلف على تلك البيانات والوثائق بشكل كبير، كأنه يقول هذه شاشة تنقل لكم الحدث، وأنتم قادرون على نقد الموقف وإدراك حقيقة الأمر.