السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي في بكين للمشاركة بمنتدى الصين إفريقيا.. برنامج عمل مكثف للرئيس خلال الزيارة.. قمة تجمع بنظيره "جين بينغ" لبحث أوجه التعاون المشترك.. السفير سونج آيقوه: نحترم مصر وقيادتها لملفات القارة السمراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الساعات المقبلة العاصمة الصينية بكين، للمشاركة في قمة منتدى الصين إفريقيا، والذي يعد أحد أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة الإفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الإفريقية. 

وستشهد الزيارة كذلك عقد لقاء قمة بين الرئيس والرئيس الصيني شي جين بينغ لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين، كما سيلتقي الرئيس خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، وسيعقد كذلك لقاءً مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر.
وتمثل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين التي سيشارك خلالها في أعمال منتدى "الصين - إفريقيا" للتعاون على مستوى القمة خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتوطيد أواصر التعاون المشترك بينهما في كل أوجه ومجالات التعاون إلى جانب دعم وتطوير علاقات التعاون الصيني الإفريقي بريادة مصرية.
كما ستعطي القمة المرتقبة بين الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات استراتيجية شاملة منذ الزيارة الأولى للرئيس السيسي للصين عام 2014.
كما ستبحث القمة العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها.

ومن جانبه كد سونج آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين التي سيشارك خلالها في أعمال منتدى "الصين - إفريقيا" للتعاون على مستوى القمة تمثل خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتوطيد أواصر التعاون المشترك بينهما في كل أوجه ومجالات التعاون إلى جانب دعم وتطوير علاقات التعاون الصيني الإفريقي بريادة مصرية.
وأضاف أن مصر بقيادة الرئيس السيسي سوف تكون رئيسا للدورة المقبلة للاتحاد الإفريقي، وذلك في ضوء العلاقات الوطيدة بين مصر ومختلف الدول الإفريقية، التي شهدت اهتمامًا كبيرًا من جانب القيادة المصرية على مدى السنوات الأربع الماضية.
وأعرب السفير الصيني عن خالص تهنئته لشعب مصر على الإنجازات الكبيرة التي حققها على مدى السنوات الأربع الماضية خاصة في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية وإقامة العديد من المشروعات العملاقة، التي لفتت أنظار العالم بعد أن نجح خلال فترة وجيزة في تحويل مرحلة الاضطرابات إلى الاستقرار والتنمية والرخاء.
وقال إن الصين تتطلع بكل حماسة وترحيب بتلك الزيارة التي تعد زيارة الدولة الثانية للرئيس السيسي للصين، حيث كانت الأولى له عام 2014 فضلًا عن كونها الزيارة الخامسة له لبكين التي سبقها 4 زيارات سابقة أسفرت نتائجها عن تطوير كبير في مسيرة العلاقات بين البلدين في ظل تبادل الزيارات بين رئيسي البلدين والتشاور المستمر بينهما في كل ما من شأنه خدمة قضايا بلديهما ودعم مسيرة الأمن والتنمية والاستقرار بين دول العالم.
وأكد أن الاتصالات والمشاورات والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين هي أبرز علامة لقوة ومتانة العلاقات بينهما، وأن الشعبين المصري والصيني يتطلعان لنجاح تلك الزيارة.
وأشار السفير إلى أن القمة المرتقبة بين الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج ستعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات استراتيجية شاملة منذ الزيارة الأولى للرئيس السيسي للصين عام 2014.
وأوضح أن القمة ستبحث العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها.
ونوه أن مختلف الوزارات والجهات المعنية في كلا البلدين تعمل بكل قوة على مدى الفترات الماضية على التحضير من أجل نجاح تلك الزيارة لكي تسفر عن نتائج إيجابية وعملية لدعم مسيرة التعاون المشترك بين البلدين.
وأضاف سفير الصين لدى مصر، أن من أهم القضايا التي سيتم بحثها تنسيق المواقف بين البلدين حول ربط "مبادرة الحزام والطريق" بقناة السويس.
ولفت إلى أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي على مستوى القمة الذي يشارك في أعماله الرئيس السيسي يعد أكبر مناسبة تقيمها الصين خلال هذا العام، موضحا أنه عندما يتم الحديث عن التعاون الأفريقي الصيني فإن أول ما يخطر على الأذهان بهذا الشأن هو التوجه إلى مصر والتعاون والتنسيق معها بهذا الصدد في ضوء علاقاتها الدبلوماسية القوية مع مختلف دول القارة.
ونوه أن الصين تعتبر أن إقامتها لعلاقات دبلوماسية مع مصر عام 1956 هو في الوقت نفسه بداية لتاريخ جديد للعلاقات مع دول القارة الأفريقية، مؤكدًا أن مساهمة مصر ودورها في أفريقيا محفور في الأذهان خاصة أن مصر دولة كبيرة ومؤثرة في تلك القارة، كما أن مصر حريصة على دعم العلاقات الصينية الأفريقية ونظمت لهذا الهدف اجتماعًا عام 2009.
وأضاف السفير سونج آيقوه: "أننا على ثقة أن الرئيس السيسي سيقوم بدور فعال خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في تنفيذ النتائج التي ستسفر عنها قمة المنتدى الأفريقي الصيني الذي سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة بمشاركة 20 من قادة دول القارة".

وأكد أن قناة السويس تعد ممرا بالغ الأهمية للتجارة العالمية وأنه يمر عبرها العديد من السفن الصينية بصورة يومية التي تمثل جزءًا كبيرًا من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا.
وأوضح أن قناة السويس تكتسب أهمية كبيرة للتعاون الصيني المصري لكونها جزءًا مهمًّا للحزام والطريق خاصة طريق الحرير البحري، حيث تمر البضائع من آسيا إلى أوروبا.
وقال السفير، إنه بفضل تطوير محور قناة السويس لم تعد قناة السويس مجرد ممر بحري وحسب، بل ستكون قاعدة تجارية وصناعية ولوجستية بالغة الأهمية على المستوى العالمي.
ونوه أن هذا الأمر يعني مجالا جديدا للتعاون المصري الصيني في إطار "الحزام والطريق" خاصة في جنوب قناة السويس بالعين السخنة، حيث توجد منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري وهي منطقة صناعية تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من مليار دولار أمريكي معظمها استثمارات صينية.
وأشار إلى أن هناك شركة صينية لديها استثمارات تقدر بنصف مليار دولار أمريكي تقوم بإنتاج الألياف الزجاجية على نحو يجعل من مصر ثالث دولة على مستوى العالم تنتج الألياف الزجاجية بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع السفير: "أتوقع أن تسفر زيارة الرئيس السيسي ضمن نتائجها عن الإعلان عن ضخ استثمارات جديدة من الجانب الصيني في تلك المنطقة".
وأشار إلى أهمية الدور البناء لمصر كركيزة أساسية للحزام والطريق بفضل قناة السويس، منوها أن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري المصرية الصينية تعد نموذجًا يحتذى للتعاون بين الجانبين الصيني والأفريقي.
وأشار السفير إلى أن التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات يسير بكل سلاسة في ضوء تعميق الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين التي تعد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري أبرز ملامحه.
وأوضح أنه في إطار التعاون العملي بين الجانبين يوجد للصين مساهمات في المشروعات الكبرى على مدى أكثر من عام مضى أبرزها مشروع كهرباء مدينة العاشر من رمضان ومشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وإنشاء الشبكة الوطنية للكهرباء وغيرها.
وأعرب السفير الصيني لدى مصر عن أمله في أن تسفر نتائج زيارة الرئيس السيسي للصين عن الاتفاق على المزيد من المشروعات المشتركة بين الجانبين في المرحلة المقبلة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية التي جرى التحضير لها بمعرفة الخبراء والمعنيين في كلا البلدين.
وقال السفير سونج آيقوه، إن الدورة الحالية لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي هي استمرار للقمم السابقة، حيث سبق أن عقدت الدورة الأولى ببكين 2006، والدورة الثانية بجوهانسبرج بجنوب أفريقيا عام 2015 وهذه هي الدورة الثالثة التي ستعقد خلال أيام ببكين.
وأشار إلى أن هذه الدورة ستركز على المشاورات بين قادة الصين والدول الأفريقية حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، كما سيصدر عن القمة إعلان سياسي وبرنامج تنفيذي.
وأشار إلى أنه كان تم في القمة السابقة التي عقدت عام 2015 الإعلان عن دخول الصين وأفريقيا عصرًا جديدًا بعد الإعلان عن شراكة استراتيجية شاملة، بينما سيتم في هذه القمة الإعلان عن برنامج تنفيذي لهذا التعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى جانب أنه سيتم خلال أعمال القمة استعراض نتائج تنفيذ قمة جوهانسبرج وبحث إجراءات جديدة لتعزيز التعاون في المرحلة المقبلة.

وأكد قيام الرئيس الصيني بتقديم اقتراحات للتشاور بشأن هذا التعاون وأيضا سيطرح قادة أفريقيا المشاركون بأعمال القمة أفكارهم حول سبل تعزيز ذلك التعاون. 
وقال إن الجانب الصيني سيطرح خلال أعمال القمة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في العالم الذي يشمل مجالات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية شاملة، منوها أن بلاده ستعمل على اتخاذ خطوات تنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول الأفريقية ليكونوا في مقدمة دول العالم.
وأضاف أنه من بين الخطوات التنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو مراعاة هموم الدول خلال تحقيق المصالح الذاتية لكل دولة بما يسهم في تطوير مختلف الدول الأخرى وتحقيق التعاون والكسب المشترك.
وأشار إلى أنه من أخلاقيات هذه الدورة أنها ستبحث في سبيل بناء مجتمع مصير مشترك صيني أفريقي بشكل أوثق وكذلك ستعمل على الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين.
وقال إنه في العصر الحالي هناك تيار معاد للعولمة والجانب الصيني والأفريقي سيبذلان جهودهما لإقامة منظومة دولية أكثر عدالة وإنصافا.
وأعرب عن تطلعه لنظام متعدد الأطراف وتجارة حرة معا لأنه لا يمكن تحقيق مكاسب مشتركة دون منظومة متعددة الأطراف وتجارة حرة ومن ثم فإنه على الصين وأفريقيا مسئولية كبيرة في هذا الصدد.
وأكد تقدير الصين لجهود وخطوات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر التي تكشف أنها تسير في طريق صحيح بهذا المجال، وأنها ستنجح في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي المنشود، مشيرا إلى أن الشعب سيجني فوائد ونتائج ذلك الإصلاح بصورة تلبي طموحاته وتطلعاته.
وقال السفير سونج آيقوه، إن قانون الاستثمار الجديد واللوائح المتعلقة به تمثل خطوة مهمة في طريق الإصلاح، منوهًا أن المستثمرين الصينيين وكذلك المستثمرين حول العالم أبدوا اهتمامًا كبيرًا بإقرار قانون الاستثمار.
وأوضح أن هناك إقبالًا كبيرًا من جانب الشركات الصينية للتعرف على قانون الاستثمار الجديد ولوائحه من خلال التواصل مع المكتب التجاري الصيني في القاهرة انطلاقا من قناعتهم أن هناك أهمية كبرى باللوائح التنفيذية المتعلقة بهذا القانون في جذب الاستثمارات وتيسير عمل المستثمرين على أرض الواقع.
وأكد أن تحسين بيئة الاستثمار وبناء المناطق الاقتصادية تمثل خطوة مهمة في سبيل الإسراع بخطوات التنمية الاقتصادية في الدول النامية، مشيرًا إلى أن الإصلاح عملية مستمرة بلا نهاية وأن بلاده كانت قد بدأت جهود الإصلاح الاقتصادي منذ 40 عامًا وأنها ما زالت متواصلة ومستمرة.
وأكد سفير الصين لدى مصر أن هناك تطورًا كبيرًا فيما يتعلق بتدفق السائحين الصينيين إلى مصر لزيارة معالمها الأثرية والسياحية.
وأوضح أن عدد السائحين الصينيين بلغ عام 2017 نحو 280 ألف سائح فيما كان عددهم في عام ذروة السياحة الوافدة لمصر عام 2010 نحو 100 ألف سائح فقط، منوهًا أن نوعية السائح الصيني تمثل الأكثر مساهمة، من حيث جنسيات السائحين في منظومة السياحة بسبب حرصهم على زيارة أكبر عدد من المواقع الأثرية والجولات السياحية والإقبال على شراء البضائع والمقتنيات المحلية.
وقال إن السائحين الصينيين لديهم دراية كبيرة بأهمية السياحة إلى مصر في ضوء معرفتهم بتاريخها العريق وآثارها الفريدة التي تعكس وتجسد لحضارتها العريقة، متوقعا أن تشهد السنوات المقبلة تزايدًا مستمرًّا لأعداد السائحين الوافدين من بلاده إلى مصر.
وأشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج عندما زار مصر توجه لزيارة معبد الأقصر الذي وصفه أنه "تحفة عالمية ثمينة وفخر لمصر"، منوهًا أن الانطباع اللصيق للشعب الصيني تجاه مصر هو أن معالمها السياحية في مقدمة المعالم السياحية بالعالم.