أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول أن الوكالة ستستمر في القيام
بمهامها إزاء اللاجئين الفلسطينيين التي منحتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة
طالما لم يتم التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده المفوض العام للأونروا، مع وزير
الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، حيث أعرب عن شكره
للجهود التي يبذلها الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني لدعمه جهود الوكالة في
تقديم خدماتها المتعددة إلى نحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني.
وأشار المفوض إلى التعاون المستمر بين الوكالة والأردن القائم على
الشراكة والحوار المفتوح حول المبادرات التي تدعم كرامة اللاجئين الفلسطينيين.
وعبر عن شكره وتقديره لمساهمة وزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن
الصفدي لعقد مؤتمر روما الوزاري الذي كان نقطة البداية لمعالجة النقص المالي غير
المسبوق "للأونروا" بسبب قرار الجهة المانحة الأساسية لتقليل التمويل
للوكالة، حيث كانت هذه نقطة البداية لإيجاد الحلول لنقص التمويل حتى تتمكن الوكالة
من تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح أن الوكالة تمكنت من فتح المدارس خلال العام الدراسي الحالي
للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وسيتم فتح مدراس الوكالة في الأردن يوم الأحد
المقبل كما سيتم فتح المدارس في سوريا ولبنان أمام الطلبة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الوكالة بحاجة إلى 200 مليون دولار لكي تغطي نفقات
العام الدراسي الحالي، مؤكدا أن الوكالة ستستمر ببذل جميع طاقاتها وإمكانياتها
لتغطية كافة نفقات العام الدراسي الحالي لأن الشعب الفلسطيني يستحق الحصول على
افضل الخدمات في مجال التعليم والصحة.
بدوره، قال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن
لقاء اليوم يأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة لبحث الجهود المشتركة
للحفاظ على الأونروا والتعامل مع التحديات المالية التي تواجهها.
وأضاف أن الأونروا تواجه عجزا ماليا حادا وهذا يهدد قدرتها على
الاستمرار بتقديم خدماتها الحيوية لأكثر من 5 ملايين لاجئ في مناطق عملها الخمس
ويهدد حق مئات الألوف من الطلبة في التعليم.
وتابع "نعمل معاً منذ فترة على سد هذا العجز ونحذر من تبعات
استمرار هذا العجز على المنطقة برمتها وندعو المجتمع الدولي بأن يقوم بكل ما
يستطيع لضمان توفير الدعم اللازم للوكالة حتى تتمكن من القيام بدورها إزاء
اللاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي".
ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى التزام بأن قضية اللاجئين هي قضية من
قضايا الوضع النهائي تحسم وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار 194
ومبادرة السلام العربي بما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.
وقال: "نحن نعمل بشراكة كاملة مع الوكالة وسنقوم خلال الشهر
المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم مؤتمر برعاية الأردن
والسويد والاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا بصفتها رئيس اللجنة الاستشارية للأونروا
بهدف حشد الدعم للأونروا وعندما أقول حشد الدعم اعني الدعم المالي والسياسي".
وثمن الصفدي الدعم الكبير الذي تلقته الأونروا من دول شقيقة وصديقة تدرك أهمية الحفاظ على الأونروا وتدرك أهمية إرسال رسالة واضحة للاجئين الفلسطينيين بأن العالم ما زال يأبه بقضيتهم وان المجتمع الدولي مستمر في تقديم الدعم الذي يستحقه.
