الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الجرائم الأسرية.. الطعنة من داخل البيت

طفلي ميت سلسيل
طفلي ميت سلسيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"جرائم احترافية".. تفاقمت معدلات الجريمة في الآونة الأخيرة وازدادت بشكل ملحوظ حيث قد لا يمضي يومًا دون أن تقع جريمة أو أكثر، واختلف المعنى العام للجريمة وظهرت جرائم تقشعر لها الأبدان، فلا صلة رحم ولا قرابة أصبحت تحول بين القاتل وبين إسالة الدماء.
مهارات المجرم تطورت فأصبح يفكر خارج الإطار ويقوم بحيل جديدة للتنكر من التهمة، الأمر الذي بات يصعب المهمة على رجال البحث الجنائي، فأصبحت الطرق التقليدية في التعامل مع بعض الجرائم لا يجدي نفعًا.
وفي إطار ازدياد معدلات الجريمة وبشاعتها تسلط "البوابة نيوز" الضوء على هذه الظاهرة من خلال عرض أشهر الجرائم في هذا العام، وتحليل زيادة معدلات الجريمة ووضع روشته للحد من تلك الجرائم، من خلال آراء بعض علماء النفس والاجتماع وخبراء الأمن والقانونيين.

أسباب زيادة معدلات الجريمة
أرجعت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أسباب ازدياد وتفاقم معدلات الجريمة في الفترة الماضية إلى:
انتشار تعاطي المخدرات، الأمر الذي يتسبب في احداث اختلال في وظائف الإدراك والتفكير، مما يصعب السيطرة على ضبط الذات، فيطلق الفرد الذي يقطع تحت تأثير المخدرات العنان لرغباته وشهواته ويقوم بارتكاب الجرائم دون وعي، وأشارت خضر الى أن أكثر من 79% من الجرائم في مصر تكون سببها المخدرات وهي السبب الأول والأساسي في زيادة معدلات الجريمة.
بالإضافة إلى الزيادة السكانية، حيث أصبح التضخم السكاني يتسبب في خلل بين موارد الدولة وحاجات السكان بها، وكلما اتسعت الفجوة انخفض مستوى المعيشة وبالتالي انحدر المستوى الاجتماعي والأخلاقي ويكون الناتج عن الزيادة السكانية هو معدل ارتفاع معدلات البطالة وزيادة نسبة الأمية مع ازدياد مطرد لظاهرة أطفال الشوارع وأكدت خضر بأن هذه الأشياء إذا اجتمعت فلابد من زيادة معدلات الجريمة.
وأشارت خضر إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وضعف مستوى المعيشة التي تعيش فيه بعض الأسر وقلة دخلها الشهري، فالبعض يصل الى مرحلة اليأس والاعتقاد بأنه لا أمل يعيش لأجله، والفقر هو أحد اهم المسببات في ارتفاع معلات الجريمة خاصة الجرائم الأسرية التي تفاقمت في الآونة الاخيرة بسبب ضعف العلاقات الاجتماعية وزيادة التفكك الاسري، مثل ما حدثت في مذبحة الرحاب وواقعة بولاق الدكرور، فهناك علاقة عكسية بين زيادة معدلات الجريمة وبين الحالة الاقتصادية، فكلما تدنت الحالة الاقتصادية زادت معدلات الجريمة والعكس صحيح.
وكذلك تردي الدور الثقافي في المجتمع عبر وسائل الإعلام والدراما وتسليط الضوء على الجرائم وأعمال العنف والبلطجة التي تزيد من التقليد الأعمى لكل ما نراه علي الشاشات، الامر الذي يتسبب في انحدار المستوي الاخلاقي والفكري وزيادة اعمال العنف، فأصبحت المادة المعروضة تبرز العنف والسلوكيات الخاطئة أكثر من كونها تعالجها، فهناك العديد من المشاهد التي تبث في نفوس الأطفال خاصة روح العنف والتحريض عليه، وجعلهم يخلطون بين الواقع وما يحدث على الشاشة.
مؤكدة أن البعد الديني لدي معظم الناس وتراجع دور العبادة في تعليم روح الدين وسماحته وتهميش قيمه أحد أهم العناصر التي أدت إلى زيادة معدلات الجريمة، ونتج عن ذلك انتاج اجيال تجهل تعاليم الدين وتقبل على العنف والجريمة، ويحلل الاعمال المحرمة في اطار جهله بتلك القيم والمبادئ الدينية التي تواجدت في الكتب السماوية وتحض على عدم العنف، وتمنع إسالة الدماء.

أشهر الجرائم التي حدثت هذا العام..
قتل طفلي ميت سلسيل خلال أيام العيد
تعد واقعة مقتل طفلين غرقًا بمحافظة الدقهلية خلال أيام عيد الأضحي من أبشع الجرائم والتي شغلت ومازالت تشغل الرأي العام برمته، لما تحمله هذه الجريمة النكراء من بشاعة، حيث عثر على جثتين لطفلين مبلغ بخطفهما من قبل والدهما، بفرع النيل أسفل كوبر فارسكور بمحافظة الدقهلية.
وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد أن سبب الوفاة هو إسفكسيا الغرق، وظلت الأجهزة الأمنية بالمحافظة تكثف جهودها لكشف المتهم في الواقعة، وجاء الأب يعترف بأنه هو القاتل لابنيه، وبرغم اعتراف الأب بالجريمة إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالانتقادات والأقوال المتضاربة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي تباشر التحقيق.

قتل طالبة الأزهر في مدينة نصر
وكذلك تعد واقعة مقتل الطالبة الأزهرية "أسماء رفاعي السعيد" صاحبة الـ21 ربيعًا أحد أبرز الوقائع التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، فبعد العثور على جثة طالبة كلية تمريض جامعة الأزهر، استطاعت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من فك طلاسم تلك الواقعة والقبض على المتهم.
وكانت البداية عندما تلقى قسم شرطة أول مدينة نصر بلاغًا من غرفة النجدة يفيد العثور على جثة فتاه داخل شقتها بمنطقة الحي العاشر بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة للطالبة "أسماء رفاعي" من محافظة الدقهلية وتقيم في القاهرة بسبب دراستها، كانت مسجاة على الأرض وترتدي ملابسها كاملة، وبها إصابات عبارة عن كدمات بالوجه وحول رقبتها قطعة قماش، وبتكثيف الجهود تبين أن وراء الواقعة "فرحان ع" 22 سنة سائق، وبعمل الأكمنة تم القبض على المتهم الذي اعترف بالتهمة بغرض السرقة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة.

العثور على ثلاث جثث لأطفال بالمريوطية
ولعل واقعة العثور على ثلاث جثث لأطفال بالطريق العام بدائرة قسم شرطة الطالبية، واحدة من أهم الوقائع التي حدثت في الآونة الأخيرة، والتي ظلت حديث الشارع والإعلام لفترة طويلة، وبعد مجهودات مضنية من رجال الأمن تم فك ألغاز القضية عن طريق سائق توك توك والذي كان المتهمون قد استقلوا توك توكه الخاص أثناء تنفيذ الجريمة دون علمه بما يحدث.
وكان قسم شرطة الطالبية قد تلقى بلاغًا يفيد بعثور الأهالي على ثلاثة جثث لأطفال بتقاطع شارع الثلاثينى بدائرة المركز، وبالانتقال والفحص تبين وجود الأطفال في حالة تعفن وبهم آثار حروق، وظل الغموض يحاوط هذه الواقعة إلى أن جاء سائق التوك توك وأرشد عن المتهمين وتبين أن وراء الواقعة هي أم الأطفال، وأنهم أبناء لرجال مختلفين، وهي تعمل في أحد الملاهي الليلية وفي يوم وعند عودتها للمنزل تفاجأت بنشوب حريق في الشقة ومصرع الأطفال الثلاثة فخشيت من المساءلة القانونية فقامت برفقة صديقتها بالتخلص من الأطفال، وتم القبض على المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بما سبق، وتم تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة للتحقيق.

مذبحة بولاق.. أب ينهي حياة أسرته بالكامل
وكذلك حملت مذبحة بولاق طابعا إنسانيا وتعاطف معها الجميع، ففي يوم وليلة نتستيقظ على مصرع ربة منزل ونجلتيها والفاعل مجهول، وبعد مجهودات مكثفة وتحقيقات مستمرة تبين أن وراء الواقعة هو الزوج الذي خشي على أسرته من الفقر فقتلهم جميعًا.
وكانت البداية عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا من الزوج يفيد تفاجئه عند عودته من العمل بمقتل زوجته ونجلتيه، وبالانتقال والفحص تبين عدم وجود أي آثار عنف على مداخل ومخارج الشقة، وبتضييق الخناق على الزوج اعترف بارتكابه الواقعة خشية منه على أسرته، فقام بخنق زوجته "هبة ا" ونجلتيه "جنة الله" 12 سنة، و"حبيبة" 10سنوات، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

مذبحة الرحاب.. الجريمة الغامضة والأعنف خلال العام
أسرة كاملة لقت مصرعها والقاتل مجهول، شغلت قضية مذبحة الرحاب عقول الجميع لأشهر طويلة وكاد أجزم بأنها تشغل عقول البعض حتى الآن، فهذه الجريمة لها طابع الغموض الذي ميزها عن غيرها من الجرائم، فمقتل أسرة كاملة داخل فيلا بمدينة الرحاب هي الجريمة الأصعب في فك طلاسمها حتى الآن.
كانت البداية بورود بلاغ إلى قسم شرط الرحاب يفيد بانبعاث رائحة كريهة من فيلا مجاورة وبالانتقال وفتح الفيلا عثر على 5 جثث لأسرة مقتولة بأكملها بطلقات نارية، وتبين أن الجثث لرجل الأعمال يدعى "عماد س"، 56 سنة، وزوجته "وفاء ف" 46 سنة، وأولاده "محمد" 22 سنة، "نورهان"، 20 سنة، "عبد الرحمن"، 18 سنة، وظلت التحقيقات والتكيفات الأمنية مستمرة علي مدار شهور لكشف غموض تلك الواقعة وفي النهاية قيل بأن الأب هو من وراء قتل زوجته وأولاده، كان قد تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

سائق يذبح زوجته ويسم أطفاله الأربعة في دمياط
واقعة مأساوية شهدتها قرية شرمساح بمنطقة الزرقا بمحافظة دمياط، عندما أقدم سائق توك توك على ذبح زوجته ووضع السم لأطفاله الأربعة بسبب مشاكل مادية وفي النهاية يتناول قرص غلة سامة ولقي مصرعه في الحال.
كانت البداية لقي قسم شرطة الزرقا بلاغا يفيد بمقتل ربة منزل وأطفالها الأربعة داخل مسكنهم بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء الواقعة الزوج والذي قام بذبح زوجته وسمم أطفاله وفر هاربًا، وبعمل الأكمنة تم القبض على المتهم الذي اعترف بالواقعة بسبب اعتياد زوجته على المشاجرة معه بسبب ضيق حالته المادية فقرر ذبحها ووضع السم للأطفال والهروب، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

"البوابة نيوز" تضع روشتة للحد والسيطرة على زيادة الجرائم
وفي سياق متصل وضع الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ علم النفس جامعة عين شمس خطة محكمة للحد من وقوع الجريمة والسيطرة على الزيادة المطردة لها حيث نوه إلى ضرورة:
تغليظ العقوبات على جالبي ومروجي المواد المخدرة حيث طالب سيد بأن يكون الإعدام هو العقاب لهؤلاء المروجين كما طالب أيضا بتشديد العقوبة على متعاطي المواد المخدرة تحت أي مسمى، للحد من تعاطي وترويج تلك السموم بين الشباب والتي تجعلهم مغيبين غير واعين بما يقومون به.
وكذلك تشديد الرقابة على المادة الإعلامية المقدمة للجمهور ومراجعتها جيدًا وإزالة المادة التي تدعو للعنف منها قبل عرضها حتى وأن تسبب الأمر في إلغاء المادة المعروضة من الأساس، فالعنف يبث في النشء روح العنف ولن تستطيع الأطفال في التفرقة بين الواقع والتلفزيون فيقدمون على التقليد الأعمى في تلك المراحل السنية الصغيرة ويتحولون من أطفال إلى مجرمين يحاربهم المجتمع.
وأكد سيد ضرورة التوعية الدينية وهذا الأمر يقع على عاتق رجال الدين من خلال رفع روح التوعية بين الشباب خاصة عن طريق الميديا وتفعيل دور العبادة والمناقشات البناءة والحث على نشر روح التسامح وعدم الميل إلى العنف، وتفهيم الأطفال خاصة بالمبادئ والقيم الدينية والأخلاقيات التي تنبذ العنف وتشير إلى ذنب المحرض عليه.
وأضاف بضرورة وضع برامج متنوعة لعلاج المنحرفين وتحويل الرغبات والميول الخطرة عند الانسان إلي طاقة إيجابية ومحاولة نزع روح اليأس والاكتئاب وبث بزور الأمل في الأشخاص، من خلال برامج مقننة تعمل على تحويل طاقة الشر والكره الموجود والكامن داخل هؤلاء المرضى إلى حب للحياة وإقبال عليها والتمسك بالأمل ورفض ونبذ كل وسائل العنف.
وشدد على أهمية تفعيل دور الأسرة والمدرسة في إنشاء جيل يتقبل الرأي والرأي الآخر ولا يميل إلى الروح العدوانية والانتقام ومعالجة التفكك الأسري ووضع برامج لكيفية التغلب علي المشكلات الأسرية وعدم تفاقمها، تدريب الفرد علي أن الحاجة أم الاختراع فليس الحاجة هي التي تدفع الشخص إلي ارتكاب الجرائم ولكن ضعف الأنفس والشعور بالانهزامية والتسليم بالعجز وعدم المقدرة هي التي تدفعه لفعل أي شيء من أجل الإحساس بالانتصار.

وفي سياق الموضوع قال المستشار حسن فريد رئيس محكمة جنايات القاهرة: بأن القوانين الرادعة لمثل تلك الجرائم التي حدثت مؤخرًا، موجودة فلا حاجة لتطوير القوانين، ولكن لابد أن تطبق تلك القوانين بالطريقة الصحيحة، مضيفًا بأن لكل من الأجهزة عمله الخاص الذي يكمله على أتم وجه، فجميع الأجهزة في الدولة تتكاتف من أجل المصلحة العامة لبلدنا، فلا يوجد تهاون في العمل، فالجميع يضع نصب عينيه الغرض الأساسي في القضية وهي الحقيقة.

ومن جانبه قال المستشار محمود سامي رئيس محكمة الاستئناف الأسبق: بأن السبب الأساسي في زيادة معدلات الجرائم في مصر في الآونة الأخيرة يرجع إلى عوامل اقتصادية واجتماعية، فبين الاقتصاد وزيادة معدلات الجريمة علاقة عكسية، وكذلك شعر البعض بالتهميش المجتمعي يخلق بداخله حالة من الكره والبغض المجتمعي فيلجأ إلى العنف لتعزيز فكرة ما بداخله وهي كونه على القدرة من الانتقام، فلابد من وجود فكرة الاحتواء من الدولة لأبنائها، وزرع الحب الوطني ونبذ فكرة العنف، وفتح باب المناقشة لعدم الشعور بالكبت.
وأضاف رئيس محكمة الاستئناف الأسبق: بأن اعتراف بعض المتهمين بالجرائم ليس دليلا  كافيا لوقف التحريات فقد يكون مأجورا لتحمل العقاب بديلًا لشخص آخر مقابل أموال أو مصالح، وأكد بأن البحث الجنائي والنيابة مكملين لبعضهما البعض ولكل منهما عمله، وأن لاحظت النيابة أي تقصير في البحث تأمر بإعادة البحث في القضية برمتها من جديد.
وأشار إلى صعوبة وضع كاميرات مراقبة على كافة الشوارع لكثرة الأماكن الأمر الذي يجعل التكلفة كبيرة للغاية، مضيفًا بأن هناك محاولات مستمرة وجهود مضنية من رجال الأجهزة الأمنية لمنع وقوع الجرائم، وأكد بأن جهاز البحث الجنائي المصري يعتبر أقوي جهاز بحث فى العالم في فك غموض الجرائم، مؤكدًا بأن لكل جريمة أو قضية طابعا خاصا، فلعل البعض يلاحظ أن بعض الجرائم تفك طلاسمها سريعًا في حين تتأخر الحلول في جرائم أخرى، ويحدث ذلك لأن لكل قضية طبيعتها المختلفة عن الأخرى.

الطرق التي يستخدمها رجال البحث لفك غموض الجرائم
وفي إطار كيفية التعامل مع الجرائم بمختلف أنواعها؟ قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق: بأن الأجهزة الأمنية فور تلقيها بلاغ حدوث جريمة، تتوجه الى مكان الحادث لمعاينة المكان واتخاذ الإجراءات اللازمة، ثم تقوم على الفور بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف لغز وتفاصيل الجريمة، موضحًا بأنه في الجرائم الكبيرة التي تهز الرأي العام يكون هناك تنسيق بين قطاعات الأمن المختلفة وفي بعض الحالات يشارك ضباط قطاع الأمن العام وقطاع الأمن الوطني بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي ومديريات الأمن المختلفة، وتحدث متابعة مستمرة من وزير الداخلية، لنظر تداعيات الحادث والمعلومات التي توصل إليها فريق البحث، مشيرًا إلى أن المحقق أو الباحث الجنائي هو الشخص الذي يتولى ويتكلف بالبحث وجمع الدلائل لكشف غموض الجرائم من قبل رجال الضبط القضائي. ودوره يكمن في منع الجريمة قبل وقوعها، أو اكتشافها بعد وقوعها، وضبط مرتكبيها، ويلزمه عمله الا يغير او يعبث بأي دليل من الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة.
وأكد نور الدين أنه من أجل الوصول إلى هوية الفاعل أو الفاعلين ومعرفة كيفية وقوع الجريمة فإن الأسلوب الوحيد الذي يمكننا من ذلك هو دراسة مسرح الجريمة عن طريق الاهتمام بالآثار سوءا كانت بيولوجية أو غير بيولوجية، ومطابقة التسجيلات الجنائية المسجلة لدى أجهزة الأمن عند رفع البصمات مع التحريات الشخصية المعروفة من مناقشة شهود العيان وكل من له صلة سواء من قريب أو من بعيد بالجريمة ومسرحها، والتحري عن علاقات المجني عليه والأماكن التي يتردد عليها، وخطة حياته اليومية، وعداواته وصداقاته، وخلافاته، وكل الأمور المتعلقة بحياته، للتوصل إلى الجاني الحقيقي، مشيرًا إلى أن التقنيات الحديثة تساعد كثيرا رجال البحث الجنائي في كشف غموض الجرائم، مثل غرف العمليات الحديثة المزودة بالتقنيات التكنولوجية وأجهزة الحاسب الآلي بالإضافة الي كاميرات المراقبة التي لها الدور الأكبر في كشف الجرائم فهي بمثابة عصا موسي السحرية لأجهزة البحث الجنائي لقدرتها علي كشف غموض العديد من الجرائم التي قد تكون معقده ويصعب حلها.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، بأن هناك جرائم كبيرة حدثت حيرت أجهزة الأمن وتأخرت تحرياتها وكشف غموضها بسبب عدم اكتمال الأدلة، وعند حدوث ذلك يتم حفظ القضية برمتها إلى أن يظهر أمر جديد أو يدلي أحد بمعلومات جديدة تفرض فتح القضية مرة أخرى، وأوضح بأن الجرائم التي تكشف تفاصيلها سريعا تكون بسبب اعتراف الجاني او تأكيدات شهود العيان أو كاميرات المراقبة فاكتمال الأدلة تساعد كثيرا في كشف الغموض فسرعة كشف الغموض من عدمه لا يتوقف علي نوع الجريمة سواء جريمة كبيرة أو صغيرة، لكنه يتوقف على اكتمال الأدلة، وأن الأدلة الجنائية عندما تقدم تقريرا وافيا وشاملا، فإنها تسهل كثيرا من عمل القضاة، ولكن المحكمة تدرس كل الأدلة المقدمة اليها ولا يكتمل الدليل إلا باقتناعها.