الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ناجي العلي.. شهيد المقاومة بالفن

ناجي العلي
ناجي العلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رسام أبعده الاحتلال عن موطنه، فسافر مع أهله إلى جنوب لبنان ليعيش في مخيم "عين حلوة"، وبالرغم من ذلك أخذه الهجر بعيدًا عن أهله، ولم يعرف للاستقرار معنى أو مكانا، هو الفنان رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي".
وُلد "العلي" بقرية الشجرة في فلسطين في 1937، وبعد انتقاله مع أسرته إلى مخيم لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية بسبب نشاطاته المعادية للاحتلال، مما أدى به إلى قضاء أغلب وقته داخل جدران الزنزانة يرسم عليها شعوره، حتى تركه الجيش الإسرائيلي، ولم يستمر الاستقلال كثيرا فاعتقله الجيش اللبناني بعد ذلك أكثر من مرة فكان يرسم على جدران السجون أيضا، وكأنها الطريقة الوحيدة التي سلكها للتغلب على حواجز السجن.
وفي رحلته العلمية اتجه ناجي نحو طرابلس لدراسة ميكانيكا السيارات، فحصل على الشهادة ثم تزوج من "وداد صالح" الفلسطينية وأنجب منها 4 أولاد، فبدأ ابنه خالد بإعادة إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة حيث تم ترجمتها بعد ذلك إلى الإنجليزية والفرنسية ومجموعة من اللغات الأخرى.
أبدع "العلي" في رسوماته حتى أنه ابتكر الكثير من الشخصيات لعل أهمها "شخصية حنظلة"، حيث مثلت الشخصية صبيا في العاشرة من عمره وتم نشرها في جريدة السياسة الكويتية عام 1969م، ومن بعد ذلك أصبح حنظلة بمثابة توقيع "ناجي العلي" على رسوماته وطابع خاص تميز به بين الفنانين والمواطنين كلهم.
وشهد هذا الرسم وصاحبه جماهيرية شديدة وحب كبير خاصة من الجمهور الفلسطيني لأن حنظلة بمثابه رمز الفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه إلا أنه شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أو يخاف أحدا.
ولم يكتفِ "حنظلة" بأعماله الفنية للتعبير عما يدور بداخله، فكتب العديد من المقولات المُعبرة عن تجربته وخبراته الخاصة وكان من بينها "اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حال "ميت" كانت بمثابه أبرز مقولاته التي صاحبت إحدى رسوماته في الصحف، وتحققت هذه العبارة في مشهد خطير من حياته وهو مشهد اغتياله الذي يشوبه الكثير من الغموض حول من قام به، لكنه كان مصيرا محتما لفنان فلسطيني رفض جميع الانحرافات السياسية.
وعن الأعمال الفنية التي قدست وميزت هذا الفنان الثوري العظيم، جاء الفنان المصري "نور الشريف" بعمل فيلم يحمل اسم "ناجي العلي"، وكانت له ضجة كبيرة في وقته.
ورسم "العلي" بعض الرسومات التي تمس القيادات في ذلك الوقت، فأطلق شاب مجهول النار عليه، وأسفرت التحقيقات البريطانية حول هوية هذا الشخص أنه يُدعى "سمارة" وعلى ما يبدو أنه الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب كونه موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في 22 يوليو 1987م، فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة.
لم تستمر حياته طويلا بسبب حادث الاغتيال، الذي أسفر عن وفاة رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" في 29 أغسطس 1987م، ودُفن في لندن بالرغم من وصايته بالدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده، ولكن وصيته لم تتحقق لصعوبتها.