الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب أنطونيوس لحدو: عدد قطع :الحلة الكهنوتية" يزداد مع ارتفاع الرتبة

الأب أنطونيوس لحدو
الأب أنطونيوس لحدو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقول الأب أنطونيوس لحدو، مدرس اللاهوت الدفاعى فى كلية «مار أفرام» السرياني، إنه لا يمكن أن نفهم عظمة وجمال الثياب الكهنوتية المقدسة إلاَّ من خلال «يسوع» الكاهن الأعظم، فهى صنعت «للمجد والبهاء» (خر 28: 2)، ليس لمجد الكاهن وبهائه الشخصي، وإنما لمجد السيد المسيح الذى يتمثل الكاهن به، لذلك اهتم الله بذاته بهذه الثياب، فهو من وضع فكرة هذه الثياب ورسم تصميمها، واهتم بكل قطعة منها ابتداء من نوع القماش ولونه، إلى كيفية حياكته ونوع الخيوط وصور الزخرفة والنقوش التى تزين كل قطعة وفق ما ورد فى العهد القديم بسفر الخروج، وفرض الله طقوسا (ترتيب)، خاصة لطريقة تكريس وارتداء الكاهن لهذه الثياب بيد نبيه موسى، وما يعمله موسى النبى بأمر من الله، هو ذاته ما يفعله البطريرك أو المطران عند رسامته للكهنة، فأثناء الرسامة الكهنوتية يبارك البطريرك أو المطران كل قطعة من ثياب الكاهن الجديد، ويلبسه إياها قطعة تلو الأخرى بترتيب معين.
وأضاف الأب السرياني، قد يسأل البعض: لماذا كل هذا الاهتمام من الله بهذه الثياب وتفاصيلها؟ والإجابة لأنها صورة الكاهن الأعظم الرب يسوع المسيح، ولذلك كان القديس أثناسيوس يرى أن هارون لبس ثيابًا كهنوتية ليعمل ككاهن، وكان هذا رمزًا لابن الله الذى لبس جسدًا حتى يخدم لحسابنا ككاهن يشفع فينا بدمه.
وعندما نقرأ عن ثياب الكاهن فى الكتاب المقدس نرى أمورا عجيبة، مثلا الرداء والزنار مصنوعان من نفس مواد خيمة الاجتماع «مكان الصلاة فى التوراة»، أى من الكتان المبروم والأسمانجونى والأرجوان والقرمز مضافًا إليه مادة الذهب، وهذه المواد وجدت بكثرة فى خيمة الاجتماع.
فالعمل الكهنوتى المرتبط بالكنيسة، يقدم صورة حية لسمات السيد المسيح نفسه، مثل: النقاوة المشار إليها بالكتان، والحياة السماوية (الأسمانجونى والذهب) والفكر الملوكى (الأرجوان) والتقديس بدم المسيح (القرمز)، وشرف الكهنوت عظيم، لكن إن أخطأ الكهنة فهلاكهم فظيع، لذلك إكراما لسرّ القربان المقدّس واقتداء ببعض رسوم العهد القديم، فرضت الكنيسة استعمال ملابس كهنوتيّة خاصّة عند القيام بتقريب الذّبيحة الإلهية والأسرار الأخرى، وتسمّى بالثّياب الطّقسية أو المقدّسة (خر 35: 19 و28: 2 )، وعندما يباشر الكاهن بارتدائها يتلو عليها آية من المزامير تعبر عن الغرض والهدف من هذه القطعة، مع رشهما بإشارة الصليب بأعداد معينة وتقبيلها.
وعن طقوس ارتداء الملابس الكهنوتية، يقول الأب أنطونيوس لحدو، إنه قبل أى قداس يجب على الكاهن الاستحمام وتنظيف بدنه جيدا استعدادا لما هو مقبل عليه، وهذا ما أمر الله به نبيه موسى «وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ» (خر 29: 4)، ثم ينـزع ثيابه الخاصّة (جبه، جاكيت شتوي) أثناء الخدمة الثانية بعد تهيئة القرابين على المذبح، وهى تشير إلى تقدمات هارون وبنيه فى الناموس، قائلا: «انزع عنّى أيّها الرّب الإله الثّياب الوسخة الّتى ألبسنى إيّاها الشّيطان بسبب أعمالى الشّريرة، وأَلبِسنى ثيابا مختارة تليق بخدمة وقارك ولتمجيد اسمك القدّوس ربّنا وإلهنا إلى أبد الآبدين»، وهذا يشير إلى تجرّده بالكامل من الأمور العالميّة وابتعاده عن الأرضيّات والجسديّات، وخلع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد «إذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أعْمَالِهِ» (كو 3: 9).
وعن الحلة الكهنوتية فى الكنيسة السريانية قال «لحدو»، إنها تتكون من عدة قطع يزداد عددها بارتفاع الرتبة الكهنوتية، ما بين الكاهن والمطران والبطريرك (البابا) رئيس الكنيسة.