الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التظلمات تكشف إهمالًا وفوضى بتصحيح الثانوية العامة.. طالبة قنا تتربع على المركز الأول.. وخبير تعليمي: يجب إعلان الحقائق.. معاقبة المقصرين ضرورة.. وتكريم "يمنى"

تصحيح الثانوية العامة
تصحيح الثانوية العامة .. صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت نتائج هذا العام، للثانوية العامة وطلاب مدارس «ستيم» مهازل لدى عدد كبير من هؤلاء الطلاب الذين صعقوا من نتائجهم، وقام أكثر من 116 ألف طالب وطالبة، بتقديم تظلمات من نتائجهم.
ووفقًا للإحصائية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم،، بلغ إجمالي عدد الطلاب الذين تم تعديل درجاتهم بالزيادة في ضوء التظلمات المقدمة منهم 20.736 طالبًا.

وبلغ إجمالي عدد كراسات الامتحان المتظلم من نتائجها في الدور الأول 358.283 كراسة امتحان، من إجمالي عدد كراسات الامتحان في جميع المواد التي أدى الطلاب الامتحان، وبلغ عدد كراسات الامتحان التي استحقت الزيادة في مختلف المواد الدراسية 19.212 كراسة بنسبة 5.3% من إجمالي عدد كراسات الامتحان المتظلم من نتائجها.
تعديل الأوائل
ولأول مرة في تاريخ الوزارة، يحدث تعديل بدرجات الأوائل، لتصبح طالبة عقب تظلمها، الأولى على الجمهورية، وتزيح الطالب المعلن عنه، فضلا أنها لم تحصل على التكريم والجوائز والمنح المقدمة للحاصلين على المركز الأولى لأنها استردت حقها بعد شهر من إعلان نتيجة الثانوية العامة.
والطالبة يمنى أحمد الخضرى، ابنة مركز قوص بمحافظة قنا، شعبة "علمي علوم" حصلت على حقها بالتظلم من نتيجتها رغم تفوقها، وتحصل على درجتين جديدتين، واحتلت المركز الأول، بالثانوية العامة للعام الدراسى 2017-2018، وأصبح مجموعها 410 درجات بدلا من 408.
جاء ذلك بعد زيادة درجاتها في مادة الفيزياء التى تظلمت منها، وحصلت على 60 درجة بدلًا من 58، ليصبح ترتيبها الأولى على مستوى الجمهورية.
وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن 4 طلاب بالثانوية العامة دخلوا ضمن قائمة أوائل الثانوية العامة، بعد تظلمهم من نتيجة امتحانات الدور الأول.
وبنتيجة الطالبة يمنى، أُزيح الطالب "شوكت أحمد""، شعبة علمي علوم، والذي أعلنت اسمه الوزارة رسميًا، الأول على الجمهورية، والحاصل على 409.5 درجات، ليكون الثاني مكرر، وهي سابقة لم تحدث من قبل أن تتغير نتيجة الأول على الجمهورية، لكن مشهد الإهمال لم يقف عند مقدري درجات طلاب الثانوية العامة فقط، بل وصل لطلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "ستيم"، والذين يصل عددهم إلى 679 طالبًا، بالصف الثالث الثانوي.

رسوب «STEM»
ووصلت نسبة الرسوب لأول مرة هذا العام، إلى 44% من نتيجة الثانوية 2018، مما أدى إلى مخاوف لدى الكثيرين من أولياء الأمور والطلاب أنفسهم على مستقبلهم، حتى بعد أن بلغت النتيجة 78.54%، وتعديل بعض النتائج من دور ثان إلى ناجح، عشوائيًا، عقب احتجاجات أولياء الأمور، والتظلمات.
وقالت مصادر لـ«البوابة نيوز»، إن قرابة 70% من الطلاب سحبوا طلبات التحويل، من تلك المدارس، بعدما قامت أعدادًا كبيرة من تلك النسبة بملء الطلبات واعتمادها من وحدة "ستيم" بوزارة التربية والتعليم.
وكشفت المصادر، عن إجراء إعادة هيكلة بقرار من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لوحدة "STEM" بالوزارة وهي المسئولة عن مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا.
وأوضح مصدر أن إعادة الهيكلة تأتي بعد أن وصلت نسبة الرسوب إلى 44% من نتيجة الثانوية لهذا العام، مرجحا أن الهيكلة تشمل قيادات بوحدة، "STEM"، وعددًا من مديري المدارس.
وأشار إلى أن نتيجة الثانوية العامة وماحدث بها من وقائع للغش خاصة في لجان «أولاد الأكابر»، والمشهورة بالغش في امتحانات الدور الأول 2018، ونتيجة طلاب الثانوية بـ«ستيم»، قد تقف أمام تجديد الثقة للدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام ورئيس عام امتحانات الثانوية العامة، وذلك خلال شهر نوفمبر المقبل.

إعادة التصحيح
قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم السابق، إن ما يحدث في تظلمات الثانوية العامة، إعادة لرصد الدرجات فقط، لافتًا إلى أنه لا يوجد إعادة تصحيح إلا بُحكم قضائي.
وأضاف «نور الدين»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن كل ما يحدث هو جمع الدرجات على الكراسة، لافتًا إلى أنه قد يكون هناك خطًأ في الجمع، وقد تكون صحيحة.
وأشار إلى أن القانون يمنع تصحيح كراسة الإجابة، حتى لو اكتشف خطأ بالداخل، ولذلك نطالب ونسعى لتعديل القانون ليسمح للطالب بإعادة التصحيح، وليس إعادة رصد الدرجات فقط.
وأوضح أن درجات الطالبة يمنى أحمد محمد أحمد بالشعبة العلمية، تشير إلى أنها الأول على الثانوية العامة، وبهذا الشكل، يكون هناك شُبهة فساد، خاصة أن القصة كلها في نصف درجة، بينما لا نستطيع أن نتهم أحدًا، وهنا نشيد بالوزارة بإعادة حق الطالبة.
وتساءل «نور الدين»: كيف نعطي الطالبة ونعوضها عن الجوائز والحوافز المعنوية مثل التكريم والرحلات، وغيرهما؟
وطلب معاون وزير التربية والتعليم السابق، بإعادة اعتبار الطالبة يُمنى أحمد محمد أحمد بالشعبة العلمية، معنويًا وماديًا، وتكريمها، وكذلك تقديم المتسببين للتحقيق وإعلانه للرأي العام، لافتًا إلى أنه في حال عدم تقديم هؤلاء للتحقيق واتخاذ إجراءات ضدهم، ستكون هناك شبهة واضحة من الفساد.
وأكد أنه من الضروري إعادة النظر في قانون التظلمات، سواء في تصحيح كراسة الإجابة، وتغليظ العقوبة للمقصرين. 
ووصف «نور الدين»، وقائع الغش التي حدثت خلال امتحانات الثانوية العامة، أنه أمر كان متوقعا في ظل منظومة التعليم الحالية، وإهدار حقوق المعلم، لافتًا إلى أنه إذا كان الغش يتم بسبب أشخاص ضعفاء النفوس، فهذا عيبٌ على الوزارة التي لم تكفل له كرامته، وتعطي المعلم ما يكفيه، بدلا من قبول أي هدية، وإذا كان بسبب عدم التأمين الكافي، فلا يمكن إعفاء الوزارة من المسئولية أيضًا.
وتابع: إذا أرادت الوزارة ضبط عملية التحويل للجان بعينها، يكون على الأقل له محل إقامة منذ 3 سنوات، وببنود القانون، والتي تحمي الموظف أولًا لكي لا يكون هو الضحية في النهاية.