استعرض الدكتور والمؤرخ عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، تاريخ إنشاء قناة السويس منذ بدايتها من حيث اختيار الطبيعة الجغرافية للمنطقة، وذلك خلال كلمته بملتقى الهناجر الثقافى والمقام تحت عنوان "قناة السويس الجديدة تاريخ ومستقبل.. شريان حياة" بدار الأوبرا.
وقال المؤرخ الكبير إن الرؤية العامة لمصر قبل ثورة 52 والتي كانت تنادي بأنه ﻻبد من تأميم قناة السويس وأنه عندما جاء جمال عبدالناصر كان هناك خلفية متواجدة في الوسط الثقافي المصري حول موضوع التأميم وهذه حقائق تاريخية غائبة عن الكثير من الناس.
وتابع الدسوقي أن مشروع توسيع المجري الملاحي لقناة السويس ظل هاجساً عند الإدارة المصرية وتجدد هذا الهاجس خلال فترة مبارك ويبدو أنه تم التخلي عنه بسبب هذه الطبيعة الصخرية المتواجدة بمحور هذه المنطقة، إلى أن جاء الرئيس السيسي وفي أول أيام توليه مقاليد الحكم تولى المشروع، وقام سلاح المهندسين بالجيش الوطني باختبار المنطقة والذي قام بالبحث عن أضعف المناطق التى يتم فيها السيطرة على تلك الصخور وتم عما مجرى مواز للمجرى المتواجد من الإسماعيلية إلى السويس لكنه يصل بالمجرى المقام من الإسماعيلية إلى بورسعيد وهذا ما يوكد معلومة أن المنطقة صخرية وﻻ يمكن توسيعها.
وأضاف الدسوقى أن هذا الإنجاز جعل أعداء مصر يروجون الشائعات والتى كان أشهرها الترويج بأن إسرائيل سوف تفسد هذا المشروع وستقوم بعمل قناة من العقبة " ايلات" إلى حيفا على منطقة البحر المتوسط، وأنه ﻻ يمكن عمل تلك القناة نظرا لطبيعة المنطقة الصخرية والتي حددت من قبل مجرى البحر الأحمر، وهذا ما اضطرهم إلى عمل سكة حديد من ايلات إلى حيفا؛ وأن حرب اليمن التى تجرى حاليا هي جزء من مخطط إسرائيل للسيطرة على باب المندب ليتم التحكم في الملاحة إلى القناة التى أصبحت تسهل عملية المرور، ومن هنا يأتى دور مصر المشارك للمحافظة على باب المندب وحرية واستمرار الملاحة فى قناة السويس .
واختتم الدكتور الدسوقى كلمته: "يجب أن نضع نصب أعيننا هذا التاريخ لبناء قناة السويس وطبيعة المنطقة الجيولوجية للمكان وأن هذا المشروع مبهر جدا، وهذا تحد يضاف للإرادة المصرية القادرة على تحدى القهر في الوقت المناسب".
