الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حديقة الحيوان.. هنا متعة كل الناس من حلايب إلى السلوم.. رفع سعر التذكرة بين ترحيب "الزراعة" ورفض المواطنين.. واقتراح الزيادة يثير غضب الزوار

حديقة الحيوان
حديقة الحيوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انقضت إجازة العيد ولم تنقض الزيارة إلى حديقة الحيوانات التى أصبحت محل جدل واسع خلال الأيام الماضية بسبب ما أثير حول زيادة سعر تذكرة دخولها، وكانت البداية من وزارة الزراعة حيث تواترت أنباء عن تفكيرها فى رفع قيمة تذكرة الزيارة من 5 جنيهات إلى 25 جنيهًا فى أحد أيام الأسبوع غير المواسم والأعياد والعطلات الرسمية، لتحدث هذه الأنباء أصداء واسعة بين المواطنين والمختصين والقائمين على الحديقة.

من جانبها كشفت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة، عن أن الوزارة تدرس رفع أسعار تذاكر حدائق الحيوان بالقاهرة والجيزة والمحافظات، والتى تشمل ٧ حدائق إقليمية، وحديقة حيوان الجيزة، والأسماك، من ٥ جنيهات إلى ٢٥ جنيهًا فى أحد أيام الأسبوع فقط، موضحة أن هذه الزيادة مقترحة ولن يتم تطبيقها فى الأعياد والإجازات الرسمية، حتى لو تصادفت مع اليوم المحدد لتطبيق الزيادة مع هذه الأعياد، لافتة إلى أن الوزارة تسعى لتطوير الحديقة وإضافة أنواع جديدة من الحيوانات، لرفع معدلات الدخل حتى تغطى المتطلبات والتكلفة اليومية العالية لتغذية الحيوانات.
تابعت محرز، أن السعر الجديد سيكون مناسبًا لبعض طبقات المجتمع، والتى ما زالت الوزارة تبحثه ما بين ٢٠ و٢٥ جنيهًا للتذكرة الواحدة، مشيرة إلى أن الزيادة ستطبق لمدة يوم واحد فقط كل أسبوع، على أن تظل بسعرها الحالى ٥ جنيهات طوال أيام الأسبوع وفى المناسبات والأعياد والإجازات الرسمية للدولة، مما سيجعل تطبيقه عقب عيد الأضحى المبارك، مضيفة أن الدولة خصصت ٣٥ مليونًا لتطوير حدائق الحيوان على مستوى الجمهورية، حيث إن العائد من زيادة التذكرة لمدة يوم واحد فقط سيتم إنفاقه على التطوير والتحديث المستمر فى الحديقة.
وأوضحت، أن الإبقاء على أسعار الدخول لحدائق الحيوان فى الأعياد والعطلات الرسمية والمناسبات القومية يأتى مراعاة للبعد الاجتماعي، ولكن الزيادة فى يوم واحد فى الأسبوع يأتى لزيادة العائد من تذاكر الدخول، خلال اليوم الأقل إقبالًا من المواطنين على زيارة حديقة الحيوان، ويتم الاستفادة من عائده فى تنفيذ خطط التطوير الجديدة بحديقة الحيوان بما ينعكس على إشاعة الرضا لدى زوار الحديقة.

من جانبها، قالت الدكتورة مها صابر، مدير عام حديقة الحيوان بالجيزة، إن مقترح زيادة سعر تذكرة الحديقة موجود منذ فترة طويلة داخل أروقتها، إلا أنها لقت صداها فى الرأى العام نتيجة إعلان وزارة الزراعة المقترح، موضحة أن رفع سعر التذكرة سيكون يوما واحدا فقط، وفقًا للمقترح الموجود داخل الحديقة، والذى سيكون فى الغالب يوم الثلاثاء أو الأحد، وذلك تسهيلًا على رحلات المدارس الدولية والإنترناشونال من مختلف أعمار الأطفال والصغار فى مرحلة «الحضانة».
وأوضحت صابر، لـ«البوابة»، أن الأطفال من الممكن الاستفادة والقدوم للحديقة فى اليوم المخصص لرفع سعر التذكرة، نتيجة انخفاض الزحام داخل الحديقة، وكذلك استفادة كبار السن والقدوم للحديقة لاستعادة الذكريات والتنزه داخل الحديقة بعيدًا عن حالة الزحام التى تتواجد فى الأيام العادية، مؤكدة أن المقصود من زيادة سعر التذكرة هم المواطنون الذين لا يستطيعون القدوم للحديقة فى أيام «الزحمة» ويستطيع القدوم إليها فى اليوم المخصص لتطبيق الزيادة.
وأكدت، أن إدارة الحديقة لا تريد رفع سعر التذكرة، ولكن اليوم المخصص للزيادة سيكون للمواطنين الذين لا يريدون الذهاب إلى الحديقة نتيجة الزحام التى تشهده يوميًا، لافتة إلى أن مقترح الزيادة لم يتم طرحه للتطبيق بشكل رسمى من قبل الجهات المسئولة وإدارة الحديقة، ولكنه مقترح قابل للمناقشة والتعديل، حيث إنه سيتم تطبيقه فور صدور ورقة رسمية بمواعيد التطبيق والزيادة التى سيتم تطبيقها على المواطنين، مشيرة إلى أن المقترح بدأ الحديث عنه عندما طالب الحقوقيون الذين قاموا بزيارة الحديقة أكثر من مرة إدارتها بعمل يوم مخصص للبعض من كبار السن أو الصغار وغيرهم وأهمية متابعتهم، الأمر الذى يكون صعبًا فى أيام الزحام «الأيام العادية»، وأن يكون فيه سعر التذكرة مرتفعا عن سعرها الحالي، لأنه سينعكس بالطبع على عدد زوار الحديقة وسيقل عددهم فى هذا اليوم.

وأضافت مدير عام حديقة الحيوان بالجيزة، أنه نتيجة ارتفاع أعداد الزوار يوميًا وعزوف البعض عن القدوم للحديقة نتيجة الزحام يلجأون إلى الحدائق الخاصة، التى لا تتضمن الحيوانات البرية الموجودة بحديقة الحيوان دون غيرها، مؤكدة أن طلب الحقوقيين بهذا المقترح جعل إدارة الحديقة تفكر فيه جيدًا، وتعمل على دراسته منذ فترة، وهذا ما أعلنته وزارة الزراعة أيضًا مع تطبيق الزيادة يوم واحد، وأن يظل طوال الأسبوع سعر التذكرة كما هو ٥ جنيهات.
وأكدت، أنه قبل تطبيق قرار الزيادة سيتم توضيح وإعلان هذا القرار للمواطنين وأسبابه ودوافعه، وليس بشكل مفاجئ للجمهور، وسيتم ذلك من خلال الصفحة الرسمية للحديقة.
فكرة خاطئة 
علق أحد المواطنين على فكرة الزيادة قائلا: لا أصدق أن الحكومة تمنعنا من دخول الحديقة «بزيادة مضاعفة لتذكرة الزيارة»، فيما قالت سيدة: «نهرب إليها فى الأعياد وهى تقريبا المتنفس للأسر الفقيرة والوسيلة المهمة لاستمتاع الصغار، مطالبة بإعادة النظر فى قرار وزارة الزراعة الذى بحسب وصفها ليس فى صالح حديقة الحيوانات التى يزورها نحو ٣ ملايين زائر سنويًا».

وقال على السيد، أحد المواطنين المترددين على حديقة الحيوان والحدائق الأخرى، إنه يذهب إلى الحدائق فى الأعياد والمناسبات والإجازات الرسمية باستمرار، ويصطحب معه أسرته لتقضية يوم كامل والتنزه فى الحديقة مع أطفاله، موضحًا أن سعر التذكرة فى الوقت الحالى ٥ جنيهات مناسب للجميع، ولكن فى حال زيادتها لـ ٢٥ جنيها سيكون أمرًا صعبًا جدًا على المواطنين، وسيؤدى إلى عدم ذهابهم إليها من الأساس، قائلًا: «حرام أنها تزيد كل ده، الناس هتجيب منين علشان تخرج تفسح عيالها بـ٢٠٠ أو ٣٠٠ جنيه فى يوم واحد، وكده مش هيرحوا ولا أنا هروح لو زادت لـ ٢٥ جنيها».
فيما قالت زينب أحمد، مواطنة: «جنينة الحيوانات أو الأسماك أو الفسطاط وغيرها هى الأماكن الوحيدة اللى الناس البسيطة بتخرج علشان تتفسح فيها فى الأعياد والأيام العادية كمان، بس لو رفعوا سعر التذاكر بتاعتها لـ ٢٥ جنيها محدش هيروح، لأنه حرام أسرة من ٥ أو ٦ أفراد ينزلوا ويصرفوا أكتر من ٣٠٠ جنيه فى يوم واحد، ده مبلغ زى كده ممكن يمشى أسر أيام مش يتصرفوا فى يوم واحد علشان فسحة، لازم يكون فيه رحمة ونحس ببعض شويه، وكمان جنينة الحيوانات مبقتش زى الأول ومبقاش فيها حاجة حلوة علشان يرفعوا تذكرتها للمبلغ ده، طورها الأول وبعدين ارفعوا سعرها بس بشكل مناسب مع الكل مش هتكون للأغنية بس، وكمان ارفعوا أسعار كل حاجة مش مشكلة بس الأول زودوا المرتبات وشوفوا دخل الأسر البسيطة والناس الفقيرة كام فى اليوم أو الشهر، لازم قبل زيادة الأسعار الحكومة تدرس الموضوع من كل ناحية مش مجرد قرار مش مدروس ولازم يطبق».
أما خبراء الاقتصاد فقد تحفظوا على اقتراح زيادة التذكرة حتى ولو ليوم واحد، وقال الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إن إعلان وزارة الزراعة رفع سعر تذاكر حديقة الحيوان من ٥ جنيهات إلى ٢٥ جنيها قرار خاطئ تمامًا، متسائلًا: «كيف سيتم رفع سعر التذكرة أربعة أضعاف سعرها الحالى مرة واحدة؟»، لافتًا إلى أن تطبيق هذا المقترح سيكون أمرًا صعبًا، وإن كان يوم واحد أو يومين فى الأسبوع، فلن يحظى بالصدى أو رد الفعل المطلوب من قبل المواطنين، فلن يقبلوا على الذهاب إلى الحديقة فى هذه الأيام.
وتابع الشريف، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن حديقة الحيوان والحدائق العامة متنزه رسمى لجميع طبقات الشعب، وخاصةً الطبقات المتوسطة والفقيرة، مؤكدًا أن قرار وزارة الزراعة أو دراستها برفع سعر تذكرة الحديقة يحتاج إلى إعادة مراجعة دقيقة وشاملة، وأن يتم رفع أسعارها بحد متوسط، وليس بأربعة أضعاف سعرها الحالي، حيث إن هذه الحدائق تذهب إليها الأسر التى تتضمن عددًا كبيرًا من الأطفال، وبالتالى فإذا تم الافتراض أن أسرة مكونة من أب وأم و٥ أطفال على سبيل المثال سيدفعون أكثر من ١٠٠ جنيه للدخول فقط إلى الحديقة، فضلًا عن مصروفات الطعام والشراب، فهل هذا معقول؟.
وأضاف، أن حديقة الحيوان بالجيزة والأسماك والحدائق الأخرى تسعى إلى جمع الإيرادات مما سيجعلها فى أيام رفع سعر التذكرة إلى ٢٥ جنيها لن تجمع الإيرادات المطلوبة، موضحًا أن حديقة الحيوان تحتاج إلى كثير من الحيوانات واستيرادها من الخارج، وتطويرها بما يتناسب مع كيان مهم مثل حديقة الحيوان، مشيرًا إلى أن رفع سعرها أمر لا خلاف عليه ولكن بالحد المسموح وليس بهذا الشكل، لأنه سيكون صعبا على المواطنين تقبله مما سيؤدى إلى هجرة الحديقة وعزوف المواطنين عن الذهاب إليها، وخاصةً أصحاب الطبقات الشعبية والأطفال والشباب وغيرهم.
وأكد، أن مقترح وزارة الزراعة صعب تنفيذه وسيؤدى إلى حدوث أزمة فى الشارع، مضيفًا أن المواطنين لن يذهبوا إلى الحدائق فى الأيام العادية أو فى الأعياد والمناسبات، وسيقل الإقبال بشكل كبير من قبل المواطنين والأطفال والشباب، وستدخل الحديقة ضمن الأماكن المخصصة لأصحاب «الأموال».
بينما قال الدكتور علاء الغندور، استشارى العلاج النفسى السلوكي، إنه من المؤكد أن الحدائق هى المتنفس الوحيد للبسطاء، فإن من يذهب إلى هذه الحدائق يكون بصحبة أسرته بالكامل، موضحًا أن الأسرة قد تكون مكونة من ٥ أفراد، وبالتالى ستكون تذاكر الدخول فقط تصل إلى ١٥٠ جنيها، بخلاف المصاريف الأخرى للمواصلات والطعام والشراب وغيرها، مما سيجعل الذهاب إلى الحدائق أمرًا مرهقًا ماديًا ومعنويًا.
وأضاف الغندور، فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن الحدائق فى حالة زيادة أسعار تذاكرها ستتحول من وسيلة للترفيه إلى وسيلة لصب الغضب على المتسببين فى زيادة الأسعار للحدائق، فضلًا عن غياب اللذة والمتعة من الذهاب إلى الحدائق والاستمتاع بها، قائلًا: «الناس اللى بتروح مرة كل أسبوع هتبقى مرة كل شهر أو شهرين، مما سيشعره بالاستفزاز والغضب، وسيزيد عدد الكارهين ومعاناة البعض بارتفاع الأسعار، وخاصةً أن الحدائق مفيهاش الخدمات الكاملة أو الاهتمام بتقديم خدمة كويسة».
وأوضح، أن الحدائق لم تحسن خدماتها المقدمة للمواطنين للمطالبة بزيادة الأسعار غير المبررة بهذا الشكل المبالغ فيه، مشددًا على ضرورة دراسة أى قرار فيما يتعلق بزيادة الأسعار ودراسة أبعاده وآثاره النفسية السلبية على المواطنين. 
جوهرة التاج.. أعرق حدائق الحيوانات فى أفريقيا
تُعد حديقة الحيوانات أكبر الحدائق فى مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات فى أفريقيا، وكانت تسمى «جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى أفريقيا»، بدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة فى الطبيعة المصرية، وتوجد بها ما يقرب من ٦ آلاف حيوان من ١٧٥ نوعًا، من بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
محطات رئيسية 
فى عام ١٨٧١ تم البدء فى إنشاء حديقة حيوان الجيزة، وفى عام ١٨٦٧ بناء الجبلاية الملكية وجبلاية القلعة، وفى عام ١٨٦٩ بناء جبلاية الشمعدان، وفى عام ١٨٧٣، ١٨٧٥ بناء جبلاية الإبداع، وفى عام ١٨٩١ الافتتاح للجمهور فى عهد الخديو توفيق، وفى عام ١٨٩٦ افتتاح بيت الدب، ويوجد بالحديقة ٦٥ نوعًا من الثدييات، و٦٥ نوعًا من الطيور، و٢٥ نوعًا من الزواحف.
وفى عام ١٨٩٨ تم افتتاح البيت الحكومي، وفى عام ١٩٠١ افتتح بيت الفيل وبيت السباع، وفى عام ١٩٠٩ أنشئت المكتبة العلمية، وفى عام ١٩١٠ أصبحت حديقة حيوان الجيزة تحت سلطة وزارة الزراعة، وفى عام ١٩١١ تم افتتاح الكوبرى المعلق، وفى عام ١٩١٤ تم إنشاء المتحف الحيواني، وفى عام ١٩٣٤ تم إنشاء جامعة القاهرة وطريق نهضة مصر الذى فصل حديقة الأورمان عن حديقة الحيوان، مما أدى إلى إزالة العديد من النباتات، وفى عام ١٩٣٦ افتتاح الباب العمومي، وفى عام ١٩٣٨ تم إضافة الجزء الجنوبى لحديقة الأورمان لتزيد مساحة حديقة الحيوان من ٥٠ فدانًا إلى ٨٠ فدانًا، حيث تم جلب الحيوانات من سرايا الجزيرة (فندق ماريوت الآن)، وفى عام ١٩٤٩ افتتحت الاستراحة الملكية، وفى عام ١٩٨٧ جمعية الطيور العالمية قاموا بإنشاء مركز بيئى تعليمى بتكلفة ربع مليون جنيه تحت إشراف مندى بهاء الدين.
وفى عام ١٩٩٠ تم افتتاح مركز التعليم والوعى البيئي، وفى عام ١٩٩٣ قتل «أسدان» حارس بعد ترك الباب الخارجى للقفص مفتوح، وتم قتلهم بالرصاص، وفى وقت لاحق داس فيل على أحد الحراس وقتله، وفى عام ١٩٩٨ تم غلق متحف الحيوان.
وفى يناير ٢٠١٣ شب حريق فى حديقة حيوان الجيزة، وتم احتواء الموقف بعد خسائر لحقت بالمكان، وفى مايو ٢٠١٣ تمت إعادة افتتاح الحديقة.