الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انطلاق الموسم السياحي في الأقصر بزيارة رئيس فيتنام.. توقعات بزيادة أعداد الزائرين من البلد الآسيوي.. خبراء: "تران" تجول بحرية بين المعابد.. والآمال تجددت في جذب دول شرق آسيا لمصر

انطلاق الموسم السياحي
انطلاق الموسم السياحي في الأقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زيارة تاريخية قصيرة، لم تستغرق يومًا واحدًا أجراها رئيس جمهورية فيتنام تران داي كونج، لمدينة الأقصر، ولكنه قضى خلال تلك الساعات جولة سياحية مكوكية بين معابد الأقصر ومقابرها التاريخية، والتي كان لها صدى كبير في الأوساط السياحية، وسط توقعات بارتفاع تدفقات السياحة الفيتنامية للأقصر خلال المواسم السياحية المقبلة.

وحظيت تلك الزيارة الخاصة للرئيس الفيتنامي لآثار مدينة الأقصر، ومعالمها الفرعونية، قبل زيارته الرسمية لمصر تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، باهتمام واسع كما جددت آمال الأوساط السياحية بالمحافظة في جذب مزيد من سياح شرق آسيا، وفتح أسواق جديدة للمقاصد السياحة المصرية، وبخاصة مقاصد السياحة الثقافية، خاصة وأن أجندة عمل الرئيس الفيتنامي بمصر تتضمن توقيع برتوكول تعاون سياحي بين البلدين.
"البوابة نيوز" استطلعت آراء الخبراء السياحيين حول تلك الزيارة، حيث أكد رمضان حجاجي، مدير غرف شركات السياحة والسفر بمحافظة الأقصر، أن زيارة الرئيس الفيتنامي إلى الأقصر تعد خطوة مهمة في استعادة الحركة السياحية للمقصد السياحي المصري، لافتا إلى أن ذلك سيكون له مردود لتدفق السياحة ورجوعها إلى معدلاتها إلى المحافظة.

وأضاف حجاجي، أن القرار السياحي لم يعد بعيدا من القرار السياسي فزيارة الرئيس الفيتنامي تعكس رسالة هامة جدا وأكثر بكثير من الزيارات التي نقوم بها في كافة دول العالم للترويج للسياحة لأنها تبعث برسالة عن الأمن والأمان الذي تشهده مصر بصفة عامة والأقصر بصفة خاصة وتأتي في وقت تستعد فيه الأقصر للموسم السياحي الشتوي الجديد، مشيرا إلى أن هناك دول صانعة قرار في مجال السياحة عندما تتحرك هذه الدول تتحرك معها السياحة، مشيرا إلى أنه تم نشر هذه الزيارة في كافة مكاتبنا على مستوى العالم للترويج لهذه الزيارة وكيف أن في الأقصر رئيس دولة يتحرك بحريته وسط جو من المحبة والأمن والأمان في الأقصر. 

فيما قال ثروت عجمي، مستشار غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في الأقصر، إن الأقصر باتت أحدى الوجهات التي يقصدها بلدان شرق آسيا والصين في الوقت الحالي، وأن المدينة لا ينفض عنها سياح آسيا طوال العام، وأن زيارة رئيس فيتنام، سوف تساعد بالفعل في تعريف سياح فيتنام والدول المجارة لها بمصر وآثارها وتاريخها كما فعلت زيارة الرئيس الصيني مطلع 2016 إلى محافظة الأقصر والتي ساهمت في رفع معدلات التدفقات الصينية من 100 ألف سائح سنويا إلى 300 ألف سائح العام الماضي مؤكدا أن صناعة السياحة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات السياسية بين الدول ونسوق مثالا على ذلك أن هناك صورة للرئيس عبدالفتاح السيسي بصحبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الهرم حيث ساهمت هذه الصورة في جلب تدفقات سياحية ألمانية كثيفة.

من جانبه، أكد محمد عثمان، الخبير السياحي وعضو لجنة التسويق بالأقصر ونائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على السياحة الثقافية، إن بلدان شرق آسيا، تمثل بديلا جيدا لأسواق تراجعت تدفقات سياحتها إلى مصر، ولكن بات من الضروري، استغلال مثل تلك الزيارات في الترويج والتسويق للسياحة المصرية بوجه عام، والسياحة الثقافية التي تشتهر بها الأقصر وأسوان والجيزة، بشكل خاص معبرا عن ثقته بأنه في حال تشغيل طيران مباشر بين مصر ودول شرق آسيا فسوف يرتفع حجم السياحة الوافدة من تلك البلدان لمصر بنسبة تصل إلى 40% من حجمها الحالي.
وأضاف عثمان، أن آثار الفراعنة في الأقصر، تمثل عامل جذب كبير لمواطني شرق آسيا، والدليل أن الأقصر هي مقصد لبعض رؤساء وزعماء وساسة دول شرق آسيا، حيث زارها الرئيس الصيني الحالي شي جين بينج، وزارها رئيس سنغافورة الأسبق إبان توليه حكم بلاده، ويزورها مسئولون حكوميون كبار في الهند والصين وكثير من بلدان شرق آسيا مؤكدا أن جذب مزيد من هؤلاء السياح يحتاج إلى قرار سيادي وتدخل مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتسيير رحلات طيران مباشرة ما بين المدن الكبرى في شرق آسيا، والمدن السياحية المصرية، مثل الأقصر وأسوان، خاصة وأن الكثير من سياح تلك البلدان كانوا يصلون للأقصر ومصر عبر مطار الدوحة بقطر.
فيما أكد أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن زيارة الرئيس الفيتنامي لمدينة الأقصر، جددت الآمال في إقامة بورصة للسياحة الصينية وسياحة شرق آسيا منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، على أرض مدينة الأقصر لافتا إلى إن الشركات والفنادق جاهزة لاستقبال مزيد من سياح شرق آسيا والصين، بعد أن انتهت من تدريب كوادر سياحية تجيد اللغة الصينية، بجانب انتشار بعض المطاعم الصينية التي تقدم أطعمة بلدان شرق آسيا، وإنشاء مركز لتعليم اللغة الصينية في كلية السياحة والفنادق في الأقصر.

وكان الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج، قد وصل لمطار الأقصر، ظهر السبت، قادما من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي كان قد استهل منها جولته بالقارة الإفريقية، حيث اختار مدينة الأقصر التاريخية، الغنية بمقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، لتكون أولى محطات زيارته لمصر وقضى يوما واحدا بالمدينة ما بين فندق الإقامة "وينتر بالاس التاريخي" وزيارة معبدي الأقصر وحتشبسوت، ومقبرتي الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومقبرة الملك رمسيس السادس، بجانب حضور عرض للصوت والضوء في معابد الكرنك الشهيرة، قبل أن يغادرها يوم الأحد، متوجها إلى العاصمة القاهرة، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكبار المسئولين المصريين.
يشار إلى أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفيتنامي سيتضمن التأكيد على أهمية العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين البلدين والإشادة بالتطور الإيجابي الذي يشهده التعاون بين مصر وفيتنام لاسيما في ضوء زيارة الرئيس السيسي إلى هانوي في شهر سبتمبر 2017، فضلا عن التطلع إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وتنشيط السياحة الفيتنامية إلى مصر وتقدير فيتنام للدور الرائد الذي تقوم به مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، ودورها المقدر في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. 
يذكر أن فيتنام ومصر لديهما علاقات صداقة وتعاون قديمة تعود لعام 1958، حيث أنشأت فيتنام مكتبا تمثيليا تجاريا في مصر ثم في عام 1963 أقامت فيتنام ومصر علاقات دبلوماسية بشكل رسمي، حيث فتحت فيتنام سفارة لها في القاهرة وفي العام التالي فتحت مصر سفارتها في هانوي عاصمة فيتنام.