الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

خطوة في مشوار تنويري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدكتور عبدالرحيم علي.. اسم لمع في السنوات الأخيرة ببريق شريف وجرئ، وفي زمن الخرس الإعلامي أي في حكم الإخوان كان من بين القلائل الذين تكلموا بالحق لصالح مصر، وسبح ضد التيار وهذا يحسب له والدكتور عبدالرحيم قبل أن يكون إعلاميًا وسياسيًا ووطنيًا فهذه كلها قيم نبيلة، ولكن يضاف لها أيضًا قيمة الخدمة الاجتماعية والتوعوية في مصر وتلك قيمة مضافة.
دعتني مؤسسة "البوابة نيوز" للمشاركة في حدث جليل، وهو تكريم بعض المتفوقين في مصر وأيضًا لتكريمي، وبعد التكريم تبنى الدكتور عبدالرحيم تعليم مجموعة من المتفوقين حتى المراحل الأخيرة من المستوى الجامعي، وأيضًا التخصص في الخارج إن شاء المتفوق أن يسافر ويكمل دراسته وكل ذلك على نفقته الخاصة. هزتني البادرة.. أن الالتزام بإكمال تعليم هؤلاء المتفوقين على نفقة رئيس مجلس إدارة "البوابة نيوز" الخاصة لهو حمل ثقيل، لكن ها هو رجل واحد يخلص ويعد ويبدأ المشوار.. نعم هزتني البادرة وعادت بي إلى زمن المستنيرين الكبار رفاعة رافع الطهطاوي "1801-1873"، والثائر المجدد في المناهج التربوية المصرية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين "1889-1973"، وتمنيت أن تصبح خطوة الدكتور عبد الرحيم علي في تبني بعض المتفوقين لإكمال دراستهم على نفقته، حافزًا للمخلصين المصريين على إرسال بعثات للخارج لبناء مصر الحديثة التي نحلم بها جميعًا.
نعم.. إن استعادة عصر التنوير في عهد الرئيس السيسي ممكن، لو أن رجال الإعلام والمال كل منهم تبنى متفوقًا مصريًا واحدًا، بهذا التبني نبعد سيف الجهل والتعصب والفقر والبطالة والتكاسل والبلطجة عن الشارع المصري، ونضمن مع هؤلاء المتفوقين العائدين أن تدخل مصر بسرعة إلى مرحلة التحديث والإنتاج والعمل والانفتاح على الآخر.. هزتني البادرة، فعبرت أمام الجميع عن تقديري وشكري للدكتور عبد الرحيم علي ولـ"لبوابه نيوز"، كمواطنة تعيش منذ 30 سنة على أرض الكنانة، فلفت نظره لغتي، وقدرتي على التعبير.. فسألني: "هو أنتي يا مادلين خريجة إيه؟"، فأجبته مازحة: "يا دكتور.. أنا زميلة قلم سابقة، صحفية، عملت في بداياتي في دار الصياد والشبكة والديار والحسناء حتى تخرجت بتفوق من كلية الإعلام في بيروت، وسافرت إلى أمريكا لاكمال الماجستير لكن قمت بعدد من الدورات الإعلاميه والإعلانيه المهمه وعدت، والسبب إننى كنت مع التخرج ذقت طعم الشهرة وأسكرني النجاح المدوي، لأنني عملت كمقدمة برامج في تليفزيون لبنان، حيث أطلقوا على ألقاب كثيرة هناك، منها.. باربرا والترز العرب، ولكن ساقتني الأقدار فيما بعد للتمثيل، فابتعدت عن الإعلام".. فأسرع بالرد قائلًا: "ممكن من الأسبوع القادم تكتبي مقالة وتنتسبي لأسرة "البوابة نيوز"؟، فلم أتردد ووافقت. فالقلم مزروع بين أصابعي وعلى لساني، واشتقت أن أكون إعلامية أو بصراحة أن أكون صحفية من جديد. وقلت: "سأكتب ومضات.. ومضات تلفتني تهزني أو تسعدني"، وها أنا أتوقع من الومضة الأولى معركة مع السوداويين، وحملة انتقادات وتعليقات ضد ما كتبت، وتعليقات من نوع "مصر بألف خير"، "وأنتي مين علشان تكتبي عن مصر؟"، و"التاريخ.. وإحنا وإحنا "، وأجد نفسي أردد في نهاية ومضتي الأولى مع نزار قباني ما قاله في رثاء عميد الأدب العربي طه حسين وذلك في عام 1973 في القاهرة في إحدى قاعات جامعة الدول العربية: ارمي نظارتيك ما أنت أعمى.. إنما نحن جوقة العميان.. عد الينا فأن عصرك عصر ذهبي. ونحن عصر ثاني. سقط الفكر في النفاق السياسي. وصار الأدب كالبهلوان. أن أقسى الأشياء للنفس ظلمًا. قلم في يد الجبان الجبان.... ومضة أمل.. الأمل أن "مصر العتيقة تقدر تتجدد" موجود، والكفاح من أجل الحداثة الحقيقية ممكن.