الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الصحراء البيضا".. أول حديقة جيولوجية في مصر.. اليونسكو تختار المنطقة بحضور 9 دول عربية.. ومختصون: تدعم تطوير السياحة البيئية وتضعها على الخارطة العالمية

الصحراء البيضا..
"الصحراء البيضا".. أول حديقة جيولوجية في مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة مهمة، صَنفت منظمة الثقافة والعلوم بالأمم المتحدة "اليونسكو" محمية "الصحراء البيضا" في قائمة التراث العالمي كأول حديقة جيولوجية مصرية. 

وبحسب الدكتورة منال فوزي عضو اللجنة الوطنية لليونيسكو، وأستاذ علوم البيئة في جامعة الإسكندرية، فإنه تم تقرر تصنيف المحمية على هذا الأساس بعد الاجتماع الذي حضرته 9 دول عربية، الذي كان يهدف إلى إعداد الملفات الخاصة بالحدائق الجيولوجية التابعة لليونيسكو في المنطقة العربية، وجاء اختيار الصحراء البيضاء، بإجماع الخبراء لتكون أول حديقة جيولوجية مصرية تتوفر فيها المعايير التي حددتها اليونيسكو. 
وتُعد الصحراء البيضاء محمية طبيعية، بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء المصري في عام 2002، وتبلغ مساحة المنطقة المحمية فيها نحو 3010 كيلومترات مربعة، فيما تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 6 آلاف كيلومتر مربع.

وتقع في الجزء الشمالي الغربي من منخفض الطباشير بواحة الفرافرة، التي تقع على بعد 570 كيلومترًا جنوب غربي القاهرة. والظواهر الجيولوجية التي تتضمنها الصحراء البيضاء منحتها الأفضلية وبالإجماع، فمن أبرز ما تتضمنه هو احتواؤها على مجموعة من الكثبان الرملية والوديان التي بها غطاء نباتي يحتوي على معظم الأحياء البرية التي تعيش في المنطقة.
كما تحتوي على آثار منازل قديمة ترجع إلى العصر الروماني وبقايا أوانٍ فخارية، وتعتبر المنطقة ذات قيمة عالية من حيث التنوع الحيوي، لما تحتويه من نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض، إذ إنها تعتبر مأوى لأنواع الغزال المصري والغزال الأبيض والكبش الأروي.
ويعتبر التوقيت من شهر أكتوبر وحتى أول ديسمبر هو التوقيت المثالي للذهاب في رحلات سفاري إلى الصحراء البيضاء، حيث يكون الجو ملائما ولا تنشط هناك الرياح أو الأعاصير الترابية. وتحتوي المحمية على تكوينات صخرية نادرة، كما يوجد بها أيضا جبل يسمى بجبل الكريستال نظرا لتكونه من صخور شفافة ملونة تشبه الكريستال إلى حد كبير، وهذه الصخور باهظة الثمن.

وتوجد ثلاث عيون مياه رئيسية داخل نطاق المحمية (عين حضرة - عين السرو - وعين المكفى) تحيط بها أشجار النخيل والمزروعات الكثيفة، وتوفر المياه للحيوانات، وتمثل مكانا لاستراحة زوار المحمية. ويوجد بالصحراء البيضاء منطقة "المشروم" وهي عبارة عن صخور طباشيرية بيضاء تشبه عش الغراب، وهي أكثر المناطق جذبا للسائحين داخل المحمية.
واختارت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) منطقة الصحراء البيضاء لإجراء أبحاثها الخاصة بالرحلات، المزمع إرسالها إلى كوكب المريخ؛ إذ إن سطح الأرض في تلك المنطقة هو أقرب منطقة في العالم شبهًا بسطح ذلك الكوكب.
ويقول على غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية سابقًا، إن هذا الاختيار مهم من أجل الإسهام في تحسين صورة مصر السياحية. 
ويُضيف، لكن السياحة البيئية في مصر تعاني، إذ لم تأخذ قسطًا وافرًا من الدعاية لا فى برامج وزارة السياحة أو من قبِل الحكومة نفسها، لافتًا إلى عدم وضع وزارة السياحة استراتيجية رسمية واضحة المعالم لها.
ويُشير إلى أن أى مُنتج لا بد له من دعاية، وذلك من خلال وضع تعريف وبرامج زيارة للمحميات، وإنشاء "سيستم دعائي"، متابعًا أنه لا توجد بنى تحتية فى كل المحميات الطبيعية لاستقبال السائحين من غرف وفنادق محمولة ومرشدين سياحيين، وحمامات بدلًا من تلويث البيئة، كما يحدث حاليًا.
ويتابع قائلًا:"من الممكن أن تُسهم السياحة البيئية فى إضافة نحو نصف مليون سائح سنويًا بشكل مبدئي.. وقد تزداد الأعداد تباعًا مع التطور". "أى سائح فى العالم يبحث عن أماكن جديدة، وبالتالى يجب التجديد والتطور فى الأنماط السياحية التى تقوم بمصر، إذ الاعتماد على السياحة الثقافية فقط، كما هو قائم الآن موجود فى مناطق كثيرة فى العالم، ولكن السياحة البيئية لها وضع مختلف، خاصة وأنها غير مكلفة للدولة، فالمناطق موجودة، وتحتاج فقط لمن يروج لها".