الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على تاريخ "كسوة الكعبة".. وهذا هو مصير "المستبدلة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كسوة الكعبة، من أهم مظاهر التشريف والتكريم لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها التي برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، وتسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، وهي قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، وتكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة.
ويتم رفع كساء الكعبة المبطن بالقماش الأبيض في موسم الحج، لحمايتها من قطعها بآلات حادة للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة أو الذكرى أو نحو ذلك، وليس أنها إحرامًا للكعبة فإن الكعبة جماد لا تحرم ولا تؤدي نسكًا، وإنما يكسوها المسلمون اتباعً لسنة الرسول محمد، وستارة باب الكعبة المشرفة مصنوعه من الذهب الخالص بالجهة الشرقية وعددها أربع صمديات تتضمن سورة الإخلاص والموجودة في الأركان الأربعة بالكعبة المشرفة وعدد أربعة قناديل "الله أكبر" والمثبتة عند خطة النية.
وكان أول من كسا الكعبة المشرفة بكسوة كاملة، هو "تبع أبى كرب أسعد ملك حمي"ر فى عام ٢٢٠ قبل الهجرة، وتقول إحدى الروايات إن أول من كسا الكعبة جزئيا هو إسماعيل عليه السلام، وأول امرأة كست الكعبة هى نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبدالمطلب إيفاء لنذر نذرته، ويرجع تاريخ تصنيع مصر لكسوة الكعبة، مع بداية الدولة الفاطمية، حيث اهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون، وفى عهد محمد على باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة، بعد الصدام الذى حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب فى الأراضى الحجازية، وقافلة الحج المصرية فى عام ١٢٢٢هـ الموافق عام ١٨٠٧، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة فى عام ١٢٢٨هـ، وآخر كسوة كعبة كانت عام ١٩٦٢، بعدها توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
وكانت الكسوة ذات ألوان مختلفة ومصنوعة من نسيج وجلد، ومن ستائر تسدل أو نمارق تعلق، هذا كله في الجاهلية، وفي الإسلام كان: أول من كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابن الزبير، ومعروف أن الثياب اليمانية مخططة بيضاء وحمراء، كما كساها الحجاج في زمن عبدالملك بن مروان من الديباج، وفي عهد المأمون كان يكسوها ثلاث مرات في السنة، فيكسوها الديباج الأحمر يوم التروية والقباطي يوم هلال رجب والديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من رمضان، وفي عصر المأمون يذكر للمرة الأولى بوضوح ألوان كسوة الكعبة.
وممن كسا البيت؛ "الصليحي صاحب اليمن" وكانت من الديباج الأبيض، وكذلك كساه الفاطميون بالديباج الأبيض، وكساه السلطان محمود سبكتكين من الديباج الأصفر عام 466ه، وأول من كسا الكعبة من الديباج الأسود الخليفة الناصر العباسي المتوفى عام 622هـ، وكان قد كسا من الديباج الأخضر قبلها ثم كساه بعد ذلك من الديباج الأسود، فاستمر ذلك إلى يومنا هذا.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للكسوة نحو 20 مليون ريـال ما يعادل "5 ملايين دولار"، وتذهب كسوة الكعبة القديمة بعد خلعها إلى لجنة تفتيق ثوب الكعبة المشرفة لوضعه بمستودعات الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمكة المكرمة والتي تمارس أعمالها بفك وتفتيق نسيج ومكونات الكسوة وأجزائها المشكلة منها وتجريد البطانة عن الثوب الحرير والمذهبات.
ويتم استخدام آليات حديثة وبمهنية عالية الدقة في مهمة تفتيق الكسوة، ويشارك في إنجازها لجنة مشتركة من مصنع كسوة الكعبة المشرفة وإدارة المستودعات وبتعاون الجهات المعنية والفنية بالرئاسة إلى جانب أنواع من الأدوات والخامات اللازمة لإتمام العمل، وبعدها يتم إعادة الثوب القديم إلى مستودع تصنيع الكسوة، قبل تسليمه للحكومة السعودية، التي تتولى عملية تقسيمه لقطع صغيرة وفق معايير معينة، وتقدمها كهدايا لكبار الشخصيات من الضيوف والمسئولين، إضافة إلى المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية بالخارج.