السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بالصور.. القمامة تهدد "سور مجرى العيون"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما كان السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي يبسط دعائم نفوذه على الدولة المصرية، بنى سور مجرى العيون، لحماية العاصمة من بطش أتباع الدولة الفاطمية، ومؤامراتهم.
يمتد سور مجرى العيون بطول كيلو مترين ونحو مئتي متر، من منطقة "فم الخليج المصري" بحي مصر القديمة، حتى بدايات شارع صلاح سالم عند منطقة القلعة، وكان مخصصًا لسقاية القلعة، حيث اضطلع على مدار عقود من الزمان، بتوصيل مياه النيل إلى ساكني القلعة عبر مجار فوقية كانت تمثل وقت بنائها أعجوبة معمارية فريدة؛ وقد كان الهدف من إنشاء المجرى أيضًا توفير المياه لقلعة الجبل في حالة حصارها وتعرضها للخطر، وقد قام السلطان الناصر محمد بتجديده كاملًا عام 1312، وخلال حكم السلطان الغوري قام للسور مأخذًا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة؛ وبحسب الأثريين فإن السور سمي بمجرى العيون لكونه عبارة عن قناة ترتفع عن الأرض فوق بناء جداري يعرف بالسور فضلًا عن تمتعه بفتحات تشبه العيون.
ويعتبر السور أحد أندر وأشهر الآثار الإسلامية في العالم قاطبة، وقد يمثل في نظر المعماريين، أنه أعلى ما وصلت إليه فنون العمارة الإسلامية وخاصة فن تشييد المنشآت المائية، تشكل السور من برج المأخذ، وتكون من مبنى يضم 6 سواق، المصريون أطلقوا عليه في هذا الوقت عليه لقب "السبع سواقي"، حيث كانت هناك ساقية سابعة خلف السور، وكان مقسمًا إلى عدة عقود، تفضي إلى حامل للقناة المائية الذي يسمى بـ"المجرى"، ومن هنا جاءت التسمية، حيث شيدت المجاري متصلة بعضها البعض بشكل جنزيري منحني غير مستقيم في هيئة عقود أو رنكات، وكان مكتوبًا عليها حتى وقت قريب عبارة "عز لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري أعز نصره". 
ويعد السور الأثري بمثابة جسر رابط بين عدد من الآثار الدينية القبطية والإسلامية، الموجودة على امتداده ومنها كنيسة مارمينا، مسجد وقبة الإمام الشافعي، ومنطقة مجمع الأديان،ومسجد السيدة عائشة، لينتهي المطاف بقلعة صلاح الدين.
الآن، أصبح السور يحتضر ويحتاج الي إنقاذ مجرى المياه الخاص به من كمية المخلفات الكبيرة التي كانت تلقيها المدابغ في شبكة الصرف الخاصة بالمنطقة، التي انتقلت لمجرى العيون سنة 1918، ما أدى إلى ظهور كميات كبيرة من مياه الصرف في الأرض المجاورة للسور، مما اثر علي البنيان والتماسك في الحوائط للسور والتي أصبحت غير مؤهلة للترميم؛ ورغم أن الحكومة قامت بنقل المدابغ إلى منطقة الروبيكي؛ إلا أن الإهمال لم يتوقف.
وروى شهود عيان من المنطقة الخلفية للسور لـ"البوابة نيوز" أن السور يعاني من مشكلات عديدة، أهمها ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفله، ما هدد الأساسات أسفله، فتحول الجمال إلى قبح، وطمست يد الإهمال هوية التاريخ والحضارة تحت مرأى ومسمع من الحكومة، بسبب سوء الاهتمام، والغفلة الواضحة من سكان المنطقة بقيمة هذا الأثر.
وأكد أحد المتواجدين أن خطورة مخلفات المدابغ التي تحتوي على كيماويات وأصباغ كيماوية كان يتم إلقاؤها بجانب السور، ما ألحق الضرر بقاعدته ما يهدد مع الوقت بانهيار الأساس، ومن الممكن ان يستغل هذا المكان في أعمال غير ضارة بالأثر وتدر دخلًا لأهالي المنطقة ليدفع السكان للحفاظ عليه، ولا يتوقف الأمر عند وقوف الباعة عند السور فقط ولكنه أصبح قهوة بلدي لجلوس المارة عليها أمام السور، ووصل الاستخفاف بالآثار إلى عرض بضاعتهم وتعليقها على السور الأثري.