السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "18".. "لماذا يجافينا الله؟"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مقولة سخيفة تربينا عليها؛ نمت وترعرعت في بيئة ضحلة حتى باتت أخطر من الإرهاب؛ قالوا كذبا وعلمونا زيفا "أشك إذا أنا موجود"؛ أكلنا المقولة السامة ومضغناها فجرت في العروق مجرى الدم؛ طال الشك الحب فتحول لكراهية وطال القلب ففقد البوصلة؛ وطال العقل ففقد الهوية؛ هذا شك في حبيبته فقتلها؛ وهذا في صديقه فذبحه؛ كانت حالات فردية؛ ثم مالبث أن بات مرضا جماعيا أصاب المجتمع برمته؛ فبتنا مواطنين في جمهورية الشك؛ ولأن هذه الجمهورية تحكمها الأنا ضاعت كل الثوابت هنا؛ حتى اليقين بالله ضاع؛ وصلنا إلى ذروة المرض وحطمنا الثوابت الإلهية فقتلنا أولادنا خشية إملاق؛ وأعمانا الشك عن لا الناهية وعن التأكيد الرباني "نحن نرزقهم"؛ ومادام الشك طال قرارات الذات الإلهية فأصبح جائزا بل وقانونا وضعناه أن نشك في كل قرار وكل كلمة؛ فنحن نشك في الرئيس وفي الوزير وفي الغفير وفي القاضي وحتى في الحقائق الدامغة؛ لا نصدق غير الأنا ولا نقتنع إلا بما يتوافق مع هوانا.. ولهذا اخترعنا ألف حجة واهية؛ الكفر والتخوين والظلم والرشوة؛ قسمنا المجتمع إلى معسكرات متناحرة؛ بزغ نجوم يتماشون مع هذه البيئة فاتسعت دائرة الشك وطال سلاحها فانتشرت جرائم القتل في كل مكان؛ وانعكست كل الثوابت فبات المرتشي المضبوط بوثائق وفيديو بريئا يدافع عنه المجتمع ويتهم القاضي بالتلفيق؛ بات السارق أمينا والضابط متربصا له؛ جيش من الشك يداهم كل مؤسسات الدولة ينثر بذور التآمر في كل شبر؛ ولأن لكل مجتمع فلاسفته خرج علينا هؤلاء من شقوق اليأس ليأكدوا لنا بالأدلة أن الشك يقين وأن هؤلاء المجرمين ضحايا وأن القائمون على النظام كلهم متآمرين، ومع كل قرار صار هناك لغط وجدال وتغييب للعقل والحقائق.. والسؤال الأهم لي ولكم لماذا أخرجنا الله من معادلة الحياة؟ ولماذا هو جفانا وتركنا في هذا الغي؟ وأنا أجيب لكم ببساطة لأننا لم نلتزم بلا الناهية التي أقرها.. لأننا لم نوكله في أمور خصه لذاته؛ لأن الأنا ناطحت حتى الرب في السماء.. لأننا استعجلنا عدله وحكمه وتجعلنا بأخذ ما نراه حقا وربما يكون باطلا بإيدينا.. وحتى لا نواصل السقوط في هذه الهوة علينا التخلص من الشك.. علينا التسليم بأن الله موجود.. والحق موجود.. والعدل موجود.. والخير موجود.. والحب موجود.. والشرف موجود.. علينا الإيمان بالآخر وإدراك أن من على سدة الحكم شرفاء.. وأن هناك في دواوين الحكومة شرفاء.. وأن على الجبهة شرفاء.. وأن على منصة القضاء شرفاء.. وأن في هذا الوطن الكثير من الشرفاء.. حتى يتبدل الشك باليقين.