الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الجالية المسلمة بأمريكا تؤدي صلاة الغائب على "زويل الصغير"

 زويل الصغير
"زويل الصغير"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدى العشرات من الجالية المسلمة، بأحد المساجد الصغيرة، في مدينة لينكولن نبراسكا الأمريكية، صلاة الغائب على الطالب عمار محمد أبو النجا، ابن محافظة كفر الشيخ، والذي لقي مصرعه غرقًا بشواطئ ولاية مينيسوتا الأمريكية، أثناء قضائه إجازة عيد الأضحى.
وقالت أسماء فتحي، والدة الطالب المتوفى، إن هناك محاولات حثيثة، وجهود واتصالات بينهم وبين الجامعة لنقل الجثمان من أمريكا ودفنه بمصر، بمسقط رأسه، فور انتهاء الإجراءات القانونية، خاصة أن الأسرة علمت أن موظفًا بالجامعة كان مع عمار أثناء الاستحمام بشواطئ مينيسوتا، وأنه قام بإغلاق هاتفه، وأنه أيضا هو من اتصل به طالبًا أن يقضيا سويًا إجازة العيد في مينيسوتا بدلا من أوهايو التي يقيم بها.
وكان الطالب عمار، الذي يبلغ من العمر قرابة الـ20 عامًا، قد سافر لدراسة الطب بجامعة أوبرلين بولاية أوهايو الأمريكية، بعد تلقيه منحة منها، عقب تخرجه من مدرسة المتفوقين بـ6 أكتوبر، بمجموع كبير في الثانوية العامة، وكذلك تمكنه من عمل أبحاث متقدمة عن مرض السكري من النوع الثاني، وكذلك عمل أبحاث للتخلص من أدخنة المصانع والاستفادة منها، الأمر الذي أدى لعرض أكثر من جامعة عليه الدراسة بمنحة كاملة مجانية ومن بينها جامعة زويل، ولكنه فضل السفر لأمريكا.
وقالت أسماء فتحي: «موجه بالتربية والتعليم»: إن نجلها، اتصل بها آخر مرة ليلة العيد لتهنئتها والمعايدة عليها وعلى إخوته ياسر وعبدالله ونسيبة وسمية. 
وأضافت أنها فوجئت ثاني أيام العيد، برقم دولي من الولايات المتحدة يتصل عليها، فانقبض قلبها، وازداد القلق، حينما سمعت صوت الطرف الثاني يحادثها، وهي «دانا حمدان» فلسطينية، تعمل مسئولة بقسم رعاية الطلاب بجامعة أوبرلين، تخبرها بصوت خفيض يملأه نبرات الحزن، بوفاة «عمار» في حادث غرق في البحر، أثناء استحمامه.
وتقول «والدة الطالب العبقري»: إن نجلها تلقي اتصالًا من موظف أمريكي بالجامعة، يطالبه بالتنزه معه والاستجمام على شواطئ بحر ولاية مينيسوتا، لقضاء إجازة العيد، فذهب معه، مشيرة أن هذا الموظف أغلق هاتفه حاليًا ولم يرد عليهم أو يهاتفهم، وهذا شيء يدعو إلى الحيرة والشك، وسنخبر به عميد الكلية ومسئولي الجامعة، عن طريق محامي الجامعة، وخلال الاتصال الذي سيتلقونه من عميد كلية الطب.
وأوضحت «والدة عمار»، أنها تلقت اتصالًا من مدرسة المتفوقين بـ6 أكتوبر التي كان يدرس بها، ولكنها لم تتلق اتصالًا من الخارجية المصرية أو السفارة أو القنصليات المصرية بأمريكا، والتي طالبت تدخلها لمعرفة سبب وفاة عمار وكيفية حدوثها، باعتبار مواطنًا مصريًا.
وتابعت «والدة عمار»، أن نجلها الذي كان يتبقى له أشهر قليلة ليكمل عامه الـ20، كان متفوقًا طوال حياته، وهو أكبر أبنائها، وكان من أوائل الإعدادية بكفر الشيخ، ومكنه مجموعه من دخول مدرسة المتفوقين بـ6 أكتوبر، واستطاع الوصول لعلاج لداء السكري من النوع الثاني عن طريق تجربته على الفئران وبعض المرضى بمستشفى الأزبكية.
وتقول «والدة عمار»: إن نجلها كان يحلم بالوصول لعلاج لمرض السرطان، وكان الدكتور زويل مثله الأعلى في المجال البحثي، ولكنها إرادة الله.
وأعلنت والدته أن جامعة أوبرلين، خيرتها ما بين دفن ولدها بأمريكا أو نقله على حسابها لمصر، ولكنهم اختاروا نقله لدفنه في تراب وطنه.
وقد نعاه عدد من زملائه الأمريكان بالجامعة من بينهم طالب يدعي «أريانو هنري»، قائلًا: لقد أمسكت عيني لأول مرة عندما قرأت سيرة «بونر» الخاصة بك الصيف الماضي كمتدرب كبير، لذا طبيعيا محادثتنا الأولى كانت حول البحث قليلا فقط، كيف كلانا درس مرضى السكري، وكلانا لم يعرف ما خطوتنا التالية ستكون! وبعد، أنت دائما لديك تلك الابتسامة الذكية، أنا أعرف أنني سوف اشتاق إليك.
بينما قال زميله الإسباني بالجامعة، ويدعي «توبك ماينس»: عندما قابلت «عمار» للمرة الأولى، مضى الكثير من الوقت لكي ينطق ويكرر اسمي بشكل صحيح، ثم قدم نفسه بقوله: «اسمي عمار.. كما تعلم»، كان قد أتى إلى مركز الكتابة ليقوم بعمل ورقة، لقد ابتسمت لأنه كان يبتسم طوال الوقت، طوال جلستنا.
وتابع: «أعرف أن المعنى العربي من اسمه مختلف، رغم ذلك فهو يجسد روح الحب جيدا!، أنا في حالة عدم صدق بشأن خسارته، ولكن من دواع سروري أن أرى الناس الذين يعرفونه أفضل، وهم يشهدون على عطفه الرائع كرمه».