الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"صبيان الترزية" في شبرا: نخدم أولاد بلدنا وننافس "الخواجات"

صبيان الترزية في
صبيان الترزية في شبرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دوما كان لكل صاحب مهنة مساعدون ممن يطلق عليهم بالعامية «صبيانه»، صبى ترزى أو نجار أو ميكانيكى.. إلخ، ممن يتشربون المهنة ويتعلمون أصولها على يد «الأسطوات» فيها، كما أن مهامه أيضا ضرورية، لأنه بمثابة مساعد «الأسطى»؛ فهو من يجهز الخامات للنقاش، ويحضر الأخشاب والمسامير للنجار، ويجمع الأجرة من الركاب للسائق.. إلخ. بمرور الزمن قل «الصبيان» فى كافة المهن تقريبا، وأصبح وجودهم نادرا، إلا فى بعض المناطق والأحياء الشعبية التى لا تزال تحتفظ بالتقاليد والعادات المتوارثة، ومنها «شبرا مصر»، أحد أهم أحياء القاهرة الشعبية التى يرجع تاريخها لعقود من السنين، وحيث يمكنك أن تجد «صبيان المهنة» حتى الآن يمارسون دورهم فى مساعدة «الأسطوات»، ومنهم «عمر السيد، ١٥ عاما، صبى ترزي»، لكنه كما يقول، يعمل فقط مع خاله الترزى بشكل مؤقت فى فترة الإجازة، حيث أرادت والدته إشغاله فى عمل يبعده عن رفقة السوء فى الحي.
ويضيف عمر قائلا: «عملت مساعد لخالى الترزى فى الممر الذى يقع بالقرب من محطة مترو روض الفرج، ويعد من أشهر الأماكن فى القاهرة لبيع الملابس القديمة أو المستعملة.. إلخ، وهؤلاء يقصدون الترزى ليصلح ما يشترونه، أو لإضافة شيء له، فمثلا هناك من يريد قص البنطلون دون عمل تنية، أو قطع معين فى البنطال، وآخر يريد كتابة اسمه كـ«خربوش» فى البنطلون، فكل فرد يصنع شكله والموضة الخاصة به، وبالطبع «أسطوات الكار» لن يفعلوا ذلك، بل تلك مهمتنا نحن «صبيان الترزية»؛ لأننا الأقرب لهؤلاء بحكم العمر والتفكير.
ويتفق «على زين، ١٦ عاما، صبى ترزى»، مع ما سبق فيقول: دورنا فى المهنة مهم ولا يقل عن دور «الأسطى» فى أى شيء، فأنا أقوم بعمل وهو يقوم بعمل آخر، ولا نحتاج إلى مساعدة أحد؛ لأن لكل منا عمل يقوم به ونكمل بعضنا»، موضحا أن ذلك يختلف عن مهن أخرى كالنجارة أو الحدادة؛ حيث مهمة «الصبى» إعطاء الأدوات للأسطى مثلا أو خدمته، لكن «صبى الترزى» مختلف؛ حيث يقوم بعمل أشياء لا يمكن للأسطى عملها، والدليل أننى نعاقدت مع محلات كبيرة لعمل بعض القطعات فى البناطيل، بشكل مختلف واحترافى.
ويختتم على كلماته قائلا: «للأسف البنطلون الخالى من القطع أو الخربشة التى يريدها الشباب تلك الأيام هو أرخص أنواع البناطيل، سواء كان مستوردا أو مصريا، ولذلك تعمد بعض المحلات إلى شرائه وتسليمه إلينا لعمل القطعات الفنية التى يريدها الشباب".