اختار يسوع المسيح أن يعيش السنوات الثلاث الأخيرة من حياته في مدينته، وهي كفر ناحوم بفلسطين، حيث صنع العديد من المعجزات. وفي الثاني عشر من يوليو تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية كل عام بعيد القديسين بطرس وبولس، هامتيْ الرسل ومؤسسيْ الكنيسة.
وتعتبر كنيسة القديسين بطرس وبولس أو كنيسة الرسل من أهم الكنائس الأرثوذكسية التي أقيمت خلال الحقبة البيزنطية، ويقصدها المؤمنون من شتى أصقاع الأرض طلبا للشفاعة.
وتطل الكنيسة التي تتميز بقبابها الحمراء على بحيرة طبريا وتنتشر في داخلها الأيقونات التي تجسّد القصص الإنجيلية ومسيرة القديسيْن بطرس وبولس في الزمن الرسولي.
وتوقر الكنيسة هذين القديسين وتُغدق عليهما أجمل الألقاب والصفات، حيث استشهد كلاهما حبا وتفانيا في المسيح. فالقديس بطرس هو الأساس المتين الذي بنى عليه المسيح كنيسته: "أنت صخر وعلى الصخر هذا سأبني كنيستي". أما القديس بولس فقد ثبت في الإيمان وبشّر بالإنجيل بكل ما يملك من قوة: "لقد جاهدت الجهاد الحسن وأتممت شوطي وحافظت على الإيمان".
ميتكاس أرينارخوس، راهب يوناني بالكنيسة، يقول "إن معظم المعجزات ودعوة ثمانية من الرسل الاثني عشر ليكونوا من تلاميذ المسيح جرت في هذه المنطقة. وهذه المعجزة، معجزة الرجل المفلوج، كُرست لهذا المكان وفقا للتقليد. وكان أهل المريض قد جلبوه الى منزل عندما كان يسوع المسيح يخطب في الناس. فلم يتمكنوا من الدخول لأنهم جاءوا متأخرين، فصعدوا إلى السقف وفتحوا فيه فجوة وأنزلوا المريض. ولما رأى يسوع المسيح جهودهم قال للمريض: "مغفورة لك خطاياك" ثم قال له: "قم احمل سريرك وامش".
وفي أعجوبة شفاء المفلوج، رأى الرب إيمان أهل المريض، فأظهر رحمته اللامتناهية. ففي هذه الكنيسة، كما ذكر الراهب اليوناني أرينارخوس: "يبكي الكثيرون هنا طالبين صحة النفس والجسد ومغفرة الخطايا. فهذا المكان شهد على الكثير من أعمال الرحمة الإلهية تجاه الضعفاء".