الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود تيمور.. صاحب "حواء الخالدة"

محمود تيمور
محمود تيمور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الأديب محمود تيمور، الذي تحل اليوم 25 أغسطس ذكرى وفاته في عام 1973، أحد أعلام كتاب القصة القصيرة في مصر، وقد كان إبنًا لأسرة عاشقة للثقافة والأدب، فأورثه ذلك حبًا كبيرًا للأدب والشعر حتى باتت الكتابة الأدبية غذاءً لروحه، فوالده هو الكاتب المعروف أحمد تيمور باشا، وعمته هي الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية، وشقيقه محمد تيمور كاتب أول قصة قصيرة في الأدب العربي. 
رأى تيمور نور الحياة بدرب سعادة وهو أحد أحياء مصر القديمة، حيث نما في أسرة عريقة على قدر كبير من العلم والثراء، فوالده أحمد تيمور كان واحدًا من أبرز أعلام عصره وله العديد من المصنفات الفريدة والمؤلفات النفسية التي تدل وتكشف عن موسوعية نادرة وفريدة من نوعها.
وبالإضافة إلى تشبُّع تيمور بالأدب بسبب أسرته، كان لمكان نشأته أثر كبير على كلامه وفكره لأن "درب السعادة" هو أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة، فتأثرت نفس "تيمور" وروحه بتلك الأجواء الشعبية منذ بداياته وتشبعت بها ذاكرة الطفل الصغير الذي تحوَّل فيما بعد إلى كاتب كبير يسرد هذه الحكايات في قصصه، فقام الكاتب محمود تيمور بإعادة تشكيل صور الحياة الشعبية والشخصيات الحية رآها في كثير من أعماله القصصية، ثم انتقل مع أسرته إلى ضاحية عين شمس فتمتع بجمالها الآسر الذي شكَّل معينًا لا ينضب لخياله وذائقته الفنية.
استهل تيمور حياته بعيدًا كل البعد عن الأدب والكتابة، بانتهاء مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية الملكية، دخل مدرسة الزراعة العليا، غير أنه غيّر من مسار حياته ولكن بشكل كان يبدو مؤلمًا في بداية الأمر، فقد أصابه التيفود وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، واشتدت خطورة المرض عليه، فانقطع عن دراسته بالزراعة وبقي طريح الفراش لمدة ثلاثة أشهر استثمرها في القراءة والتأمل والتفكير، حتى اضطر إلى أن يسافر إلى الخارج للعلاج بسويسرا، وحينئذٍ وجد قلبه يميل نحو الأدب ميلًا شديدًا فألزم نفسه بالقراءة والإطلاع، وهناك أتيحت له دراسة عالية في الآداب الأوروبية فدرس الأدب الروسي والفرنسي إلى جانب سعة إطلاعه في الأدب العربي، ومن هنا كان مرضه سببًا في نقطة التحول التي أصبح بعدها القاص الكبير محمود تيمور.
الكثير من القصص والروايات مثل مكتوب على الجبين، وقلب غانية، وقال الراوي، وإلى اللقاء أيها الحب"؛ إلى جانب أعماله المسرحية مثل "عروس النيل، قنابل، حواء الخالدة، اليوم خمر، كذب في كذب" إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى.
توفي تيمور في 25 أغسطس من عام 1973م عن عمر يناهز 79 عامًا.