الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الناقد صلاح بيصار: جداريات الحجاج أهم ما يميز العيد من الدلتا لجنوب الوادي

الناقد والفنان التشكيلى
الناقد والفنان التشكيلى صلاح بيصار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاد بنا الناقد والفنان التشكيلى صلاح بيصار، أمين عام نقابة الفنانين التشكيليين إلى قريته «قرية شنوان» والتى أنجبت العديد من الكتاب والأدباء والمثقفين ومنهم وديع أبو زكرى والدكتور شكرى عياد، حيث قال: «إننا كنا نصنع ألعابنا بأنفسنا، فأطفال مصر فى القرى من أذكى أطفال العالم، لأنه يعتمد على نفسه فى كل شيء حتى صنع الألعاب، مثل العجل والذى كان يصنع بأغطية زجاجات المياه الغازية، كما كانت الموالد الشعبية لها بهجة خاصة فى الأعياد، وكانت الزيارات العائلية أهم سمات العيد والتواصل بشكل مباشر، وليس بشكل افتراضى كما يحدث الآن عبر الفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل عبر الواقع الافتراضى».
وتابع بيصار: «أن البدائل الآن قد تغيرت فقد كنا نذهب لزيارة أقاربنا ونتلاقى معهم وهذا ما نفتقده الآن فى العلاقات الاجتماعية الحقيقية، وأصبحنا نستهلك ساعات كثيرة خلف شاشات الموبايل وصفحات التواصل الافتراضى على الرغم من وجود بعض الجوانب الإيجابية، إلا أنها يظل معظمها افتراضى فلم يكن هناك متسع للزيارات الشخصية» مضيفًا: «إلى أننا نود العودة إلى التقاليد الاجتماعية التى تجعل الناس يتواصلون مع بعضهم البعض ويرجعون إلى القيم والتقاليد التى نشأنا عليها». 
أما عن الأضحية قال بيصار: «إنه كان يتم الذبح بداخل المنازل، أما الآن أرى أنهارًا من الدماء فى شوارع مدينة نصر محل إقامتي، وهو ما يؤدى إلى التلوث، ومشاهد الشوارع تنبئ عن وجود مجازر بها، وأرجو أن ينتهى هذا المشهد الدامى من الشارع، وأن نظهر بمظهر متحضر، وأن نحترم الشعائر الدينية». 
وأن أهم ما يميز العيد هو أن الجميع يرتدون ملابس جديدة بغض النظر عن الإمكانيات المادية لكل الأسر، فكل الأطفال يرتدون ملابسهم الجديدة حتى لو كان جلبابًا أو قميصا وبنطلونا، فالجميع واحد، هذا بالإضافة إلى أغانى العيد المبهجة والتى كانت تذاع فى التليفزيون فى بدابة فترة الستينيات مثل أغنية ليلى مراد، وإعادة إذاعة الأفلام السينمائية، وأجمل ما فى العيد هو ظهور جداريات الحجاج والتى كانت تزين واجهات منازل الحجاج، والتى كان يقوم برسمها الفنانون الشعبيون، فتظهر صور الجمال والكعبة والطائرة والسفينة والمياه، والتى انتشرت فى جميع القرى المصرية والأحياء الشعبية، لا سيما جنوب الوادى والتى مازالت موجودة حتى الآن هناك، وأن هذه الجداريات كانت تعبيرًا عن فرحة الأسرة بوصول الحاج من أرض الحجاز. 
وأتذكر كتابا أصدرته الجامعة الأمريكية تم توثيق هذه الجداريات فيه، والتى تعبر عن فرحة المصريين والتى تم توثيق فيها رسوم الحج للمصريين وتظهر فيها رسومات الدلتا والصعيد والتى تظهر الروح المصرية المحبة والمبهجة.
كما عبر عن سعادته بتزامن صيام المصريين المسلمين مع صيام العذراء فى توقيت واحد، والذى يؤكد على تلاحم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، كما أرجو أن نعود إلى القيم والأخلاق التى تربينا عليها وأن تعود الجوانب الإيجابية فى الشخصية المصرية والعلاقات الاجتماعية كما كانت، فالناس أصبحوا مشغولين ويلهثون وراء ضغوط الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة، والإيقاع السريع للعصر فهناك أشياء كثيرة تجعل الناس يعطون ظهورهم بعضهم إلى بعض، وأن يكون التلاحم فى الأعياد والتى كانت تتلخص فى كلمات الناس للحجاج مثل «السلام أمانة للرسول.. ودعواتك لنا فى الحج.. ولا تنسَى ماء زمزم».
البدائل الآن قد تغيرت فقد كنا نذهب لزيارة أقاربنا ونتلاقى معهم وهذا ما نفتقده الآن فى العلاقات الاجتماعية الحقيقية، وأصبحنا نستهلك ساعات كثيرة خلف شاشات الموبايل وصفحات التواصل الافتراضى.