الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك الكلداني يوضح أسباب هجرة المسيحيين من العراق

الكاردينال لويس ساكو
الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان، عن قلقه من الوضع الراهن والمستقبل فى العراق، معددًا فى مقاله له عوامل بقاء أو هجرة المسيحيين من بغداد.
قال "ساكو" إن المسيحيين في العراق هم أهل الأرض الاأصلاء، وليسوا جالية هاجرت إليه، فجذورهم الدينية تعود إلى القرن الأول الميلادي، والعرقية من كلدان وآشوريين وسريان وعرب، إلى الآف السنين.
وأضاف: "قدَّم المسيحيون خلال تاريخهم الطويل، خدمات بالغة الأهمية لبلدهم، اقتصادية وثقافية واجتماعية"، مستطردًا: إنهم يؤمنون بأن العراق هويتهم، وهم جزء لا يتجزأ من نسيجه الوطني، لذا يرفضون أن يهمَّش انتماؤهم للأرض وللشعب العراقي الواحد، ويتطلعون للحصول على السلام والاستقرار، والمساواة التامة، والمواطنة الكاملة، والحرية والكرامة، بالرغم من كل الذي حصل.
وعن أسباب هجرتهم قال الكاردينال ساكو: "ما تعرض له المسيحيون من ضغوط اجتماعية وسياسية، والتعامل معهم كأقلية وكمواطنين من الدرجة الثانية موجعٌ، نذكر على سبيل المثال ما تعرضوا له في الحرب العراقية الإيرانية، واحتلال الكويت و13 سنة من الحصار، وسقوط النظام 2003 واخفاق الحكومات المتعاقبة في إرساء أسس الدولة الوطنية، وفي ترسيخ ثقافة المواطنة والمساواة، بدل المحاصصة الطائفية والقبلية التي تحمي أفرادها، وتصاعد موجة الخطاب المتشدد، مستخدِمًا ادبيات قديمة لتبرير العنف، بالرغم من أن الدين في أساسه رحمة، وتقبّل الآخر، ومعاملة حسنة".
وأضاف: "هذا فضلًا عن تفاقم الوضع الأمني خلال 13 سنة الماضية، ومسلسل الاختطاف والفدية والقتل، والتفجير والاستيلاء على البيوت والممتلكات. هذه كلها أدّت إلى اهتزاز ثقة المسيحيين بالمستقبل، وأرغمتهم على الهجرة".
وتابع: "كانت الصدمة في سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش على مدينة الموصل، وبلدات سهل نينوى سنة 2014، وافراغها من المسيحييين، وذلك بتخييرهم بين اعتناق الإسلام، وعهد الذمة – الجزية، والتهجير، والقتل، بل من المؤسف أن داعش طمس المعالم المسيحية القديمة والحديثة في الموصل".
وشدد ان أطرافًا سياسية محلية بعد سقوط النظام، تصارعت على بلدات سهل نينوى المسيحية، بهدف إعادة رسم الخريطة الديموجرافية لصالحها.
وأوضح: كذلك شجعت المسيحيين على المغادرة منظمات دولية، من خلال تقديم التسهيلات، كما ان الاعلام الغربي لم يقصّر في نشر مقالات تؤكد انه لن يبق مسيحيون في العراق بعد خمس أو عشر سنوات.
وأوضح: لقد قُتل منذ عام 2003، ما يقارب 1220 مسيحي في حوادث عنف متعددة في عموم العراق، بينهم 700 شخص قُتل على الهوية ومنهم رجال دين، وتم الاستيلاء على 23 ألف عقار، وفُجِّرت 58 كنيسة، عدا ما قام به تنظيم الدولة من حرق وتدنيس لكنائس الموصل وبلدات سهل نينوى، وبسبب كل هذه العوامل هاجر مليون مسيحي من البلاد من أصل 1.5 مليون.
وعن عوامل تشجعهم على البقاء قال: يحتاج المسيحيون والأقليات الأخرى الى تطمينات للبقاء والتواصل مع تاريخهم ومواطنيهم، يريدون ان تنظر إليهم الحكومة، بنفس العين التي تنظر بها الى الآخرين، وان تُشعِرهم انهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.
وشدد: ثمة أمور تحتاج الى حسم سريع وواضح: كاحترام خصوصيتهم، ومناطقهم، وحمايتهم من أي جهة تستهدفهم، او أي قانون يظلمهم، إنهم يحتاجون الى بناء الثقة بينهم وبين جيرانهم، في المناطق المحررة من داعش، عبر إجراءات عملية: معاقبة الجناة، وتعويض الضحايا، واستعادة املاكهم، ورفع الألغام من حقولهم، واعمار مناطقهم وتحسين الخدمات ليعودوا الى ديارهم.
واختتم: الوضع يتطلب استراتيجية مدروسة، لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وأيضًا التوعية والتنوير والتربية على ثقافة قبول الآخر، والاحترام المتبادل بين أهل الديانات، في البيت ودور العبادة، والمدرسة والمناهج، والمعلمين، ورفض أية إساءة إلى أي مواطن، بسبب دينه أو مذهبه أو عرقه أو جنسه.