الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بلدنا من التعافي للانطلاق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شعور عام بأن البلد دخلت مرحلة الانطلاق بعد أن تعافت بسرعة غير متوقعة من آثار يناير التى كادت تحرق البلد ومن فيه. 
بالطبع جرت محاولات متنوعة ما بين منح البلد حيوية ديمقراطية. ومع الأسف جاءت الممارسة على الأرض من جانب هؤلاء مختلفة. لا هم أخذونا إلى الديمقراطية ولا هم تركونا نستكمل الحياة. والأهم أن هؤلاء أنفسهم هم من باعونا للأمريكان والغرب وحصلوا لأنفسهم على الثمن نقدا. وكمواطنين وجدنا أنفسنا مهددين من الخارج والداخل. واخترنا طريقنا أن نبنيها.
الآن بلدنا بتتحرك بقوة إلى الأمام. وتعلمنا أن هناك دائما ضحايا فى السلم والحرب وحتى فى وقت الانكماش. وأعتقد أن الجميع يشارك فى الوضع الحالى بطريقة أو أخري. المواطن الذى يعانى من المعيشة والأسعار هو فى مقدمة المُضحين والمساندين. ورغم الشكوى من تغير نمط حياتنا والمعاناة من هذا التغيير والذى ضرب المجتمع ككل. إلا أن الغضب محدد فى كلمة هنا وشكوى هناك. وبمرور الوقت بدأ أولادى يتفهمون أن الضرورة تتطلب جهاز تكييف واحد. سيارة عند الضرورة القصوي. وبدأت ألاحظ تغييرا فى السلوك الاستهلاكي. إذًا عندما يستشعر أولادنا أن هناك مبررات لتغيير نمط حياتنا كأسرة هو بذاته نجاح. أعترف أننى شخصيا لم أنجح فى نشره بين أفراد الأسرة. فى أوقات مختلفة. والآن أرى حتى فى الدائرة الأكبر شكوى نعم. لكن يصحبها سرد لكيفية التقشف بدرجة أو أخري.
الناس البسطاء الفقراء أو الطبقة الثانية. بدأت تنظر لمستقبلها بطريقة مختلفة. ورغم المعاناة التى تواجهها. إلا أن تعافى البلد بشكل عام ودخوله مرحلة الانطلاق قلل من غضبها. حيث الحلم هنا واحد. ومحدد فى دولة قوية مستقرة تحتل مكانة عالمية تتيح لها أن تنطلق بأولادها إلى عصر يتسم بالعدالة. فى المعيشة والشغل والفرص. دولة يسودها الحق والرخاء.تتراجع فيها الواسطة وأيضا الرشوة والفساد.
بالطبع فى كل دول العالم الفساد موجود. والغش والرشاوى وسلطة المال.ومصر على مدار تاريخها تعانى من تلك العمليات السوداء. فى أمريكا.روسيا. إنجلترا. فرنسا. الهند وباكستان. ودولنا العربية حدث ولا حرج.لكن وجود تنمية. وحركتى بيع وشراء. تجعل القلق والفساد يمثلان شريحة من تورتة التنمية. بينما فى حالة الأمراض التى تصيب الاقتصاديات. عادة ما تزداد نسبة الفساد وقوته لأن التورتة الاقتصادية محدودة. 
الفساد فى أمريكا هو الأقوى وفى روسيا أيضا. لكن قوة الاقتصاد الأمريكى كمثال يمتص هذا السلوك. 
مصر قبل يناير ٢٠١١. التنمية الاقتصادية طغت على الفساد. بينما المعاناة الاقتصادية التى واجهت البلد بشكل عام منذ يناير. أظهرت الفساد وكأنه المرجعية. مع تطور الاقتصاد وتعافى البلد ودخوله مرحلة الانطلاق بالطبع. حركة التنمية وعلاج المشاكل المزمنة مثل الصحة والتعليم. وتوفير حضانة للاستثمار تضمن جذب لاعبين جدد. كمستثمرين أجانب أمور تساعد فى الانطلاقة. وبناء مجتمع الفرد فيه يتمتع بقدرات ومؤهلات خاصة. تتيح له الانطلاق. 
مصر القوية. ينعم فيها المصريون بدخول اقتصادية تتيح لهم معيشة مريحة وظروف أفضل. من المفترض أن يشعر المواطن بالطفرة الاقتصادية.وهو المقياس الأهم فى عملية الانطلاقة. مع أن هناك دلائل أخرى على الانطلاق. عندما أشعر أن التطور يضرب بلدى والتقدم فى فروع الحياة والاقتصاد أمر أصبح ملموسا. وسيظل الصراع بين رغبة الفرد فى الحصول على مصالح خاصة. واحتياج البلد لمقومات حتى لو على حساب الفردر أمرا لن ينتهي. وما بين الطرفين. أتمنى لبلدى القوة أولا. حتى على حساب مشاكل وهموم وحرمان جزئى لى ولغيرى. 
بالطبع يقل اعتماد الدولة على مقدرات المواطن تدريجيا بتحقيقها لتقدم اقتصادي. لأن الاعتماد بعد الانطلاقة. يكون على مقومات الإنتاج.وأيضا على الضرائب كمثال واضح الآن. وبالطبع مرحلة الانطلاقة تتم فيها مراجعة كل شىء. أجور وخدمات. والدولة فيها تمنح هداياها للمواطن بتخفيف الأمور.
مصر دخلت مرحلة القوة وننتظر الانعكاس على المواطن. ليس شرطا أن نمنح الناس المكافآت والحوافز. بل نحتاج إلى نظام ومنهج. من خلاله أعرف ماذا يحدث لى عندما ينطلق بلدي. وينتعش. وأنا أيضا أعلم ماذا ستحصل الدولة منى عندما تعاني. وكلنا عرفنا وتعبنا. وننتظر سلوك الحكومة فى حالة الانطلاقة من حيث السلام الاجتماعي.