الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"العذراء" و"الأضحى".. العيد عيدان

القمص بولس ميخائيل
القمص بولس ميخائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسيحيون ومسلمون يقدمون الذبائح للفقراء 
القمص بولس ميخائيل: «مريم» تعتبر قاسما مشتركا بين المسيحيين والمسلمين.. والدليل وجود صوة باسمها فى القرآن

يتواكب الاحتفال بعيد السيدة العذراء مريم، هذا العام، مع اليوم الثانى من عيد الأضحى المبارك. 
وفى عيد العذراء تقيم الكنائس والأديرة القداسات فى الصباح الباكر فى مختلف المحافظات داخل وخارج مصر، تلك القدسات التى توحى بانتهاء فترة النهضة المقدسة، حيث تكثر الصلوات والمدائح للعذراء مريم.
كما تأتى تلك الاحتفالات بعد مرور 15 يوما، امتنع فيها المسيحيون عن تناول اللحوم والألبان كما أن هناك البعض الذى يمتنع أيضا عن تناول الأسماك نذرا منه للعذراء مريم بأن يصوم عن أى لحوم خلال تلك الفترة.
وعلى مدار أيام الصوم نلاحظ توافد المسيحيين على الكنائس والأديرة، ففى القاهرة تشتهر كنيسة العذراء فى منطقة الزيتون، والتى شهدت ظهور العذراء قبل 50 عاما، أو كنائسها الأثرية والتى شهدت مرور العائلة المقدسة بها قبل 2000 عام، مثل كنيستها الشهيرة الأثرية بمنطقة مسطرد وكنيستها بالمعادي، ولا ننسى ديرها بجبل الطير بمحافظة المنيا ودير المحرق بمحافظة أسيوط لننتهى بديرها فى درنكة بأسيوط بالألوف من المصلين أقباطا ومسلمين. 
يتم الاحتفال بعيد العذراء مريم المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها حيث يقبل الأقباط على تناول اللحوم فى صباح هذا اليوم، فمنهم من يتناول اللحوم بمختلف أشكالها، ما بين (الكبدة والبيض والألبان والدواجن بأشكالها المختلفة، على أن تكون وجبه اللحوم هى وجبه الغذاء الرئيسية فى هذا اليوم، ونجد أن تلك الاحتفالات تتشابه مع عادات المسلمين فى تناول الفتة صباح عيد الأضحى المبارك وبعد الانتهاء من صلاة العيد. وكنوع من النذور يقوم بعض المسيحيين بتقديم الذبائح والنذور على اسم السيدة العذراء وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. 
ويقول القمص بولس ميخائيل كاهن كنيسة مار يوحنا المعمدان بمركز القوصية فى محافظة أسيوط، إن العذراء مريم تعتبر قاسما مشتركا بين المسيحيين والمسلمين، ولعل أكبر دليل على هذا وجود سورة باسم مريم فى القرآن الكريم مع العلم أن القرآن الكريم لا توجد فيه سور لاسم سيدة غير السيدة العذراء، لذلك نجد أنه خلال فترة الاحتفالات بصوم العذراء وهو ما يعرف بأيام النهضة داخل الكنائس والأديرة تجد مسلمين يشاركون الأقباط خلال تلك الاحتفالات كما فى دير درنكة بأسيوط، حيث يقبل على زيارته المسلمون والمسيحيون على السواء.
وكان فى القدم الكثير من المسلمين يشاركون المسيحيين فى صوم العذراء مريم عن طريق تناول وجبات مشتركة على رأسها وجبة «الشلولو»، تلك الطبخة الشعبية التى تؤكل باردة، وهى تتكون من الملوخية الناشفة والثوم وقليل من الليمون مع الماء البارد، كما أنهم فى هذا اليوم وما يسبقه من ساعات يتبادلون التهانى والزيارات وهذه مظاهر نادرة لن يعفو عليها الزمن.
ويضيف «بولس» بينما المسلمون يذبحون الأضاحى صباح عيد الأضحى، هناك الكثير من المسيحيين الذين يقدمون الذبائح صباح هذا اليوم وأيضا يقدم جزء من تلك الذبيحة للفقراء والمحتاجين مثلما يحدث فى أضحية العيد لدى المسلمين، وهذا كله يمثل شكلا من الارتباط المصرى والوطنى والدينى فيما بينهم.
وعن التهانى يقول راعى كنيسة مار يوحنا، إنه من المعروف أن غالبية الأعياد يقوم الجميع بتقديم التهانى والمعايدات، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعى ساعدت على تقديم أنواع جديدة من خلال الصور والفيديو، فنجد أن المسلم يرسل صورة العذراء مريم لصديقه المسيحى والمسيحى يرسل صورة خروف لصديقه المسلم رمزًا لعيد الأضحى.