الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اليوم.. الذكرى الـ49 لإحراق يهودي متطرف المسجد الأقصى المبارك

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الــ49 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، عندما أقدم اليهودي أسترالي الجنسية مايكل دينيس على إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك القبلة الأولى للمسلمين، فأتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.
ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، في مثل هذا اليوم من عام 1969، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
واستطاع أبناء الشعب الفلسطيني آنذاك إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، كما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.
وأثار إحراق المسجد الأقصى من قبل المتطرف مايكل، ردود فعل كبيرة عند العرب والمسلمين، حيث أدى في اليوم التالي للحريق آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، واشتعلت المظاهرات بالمدينة المقدسة، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.
ومن بين ردود الفعل، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 سبتمبر الذي أدان إسرائيل لحرق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطس عام 1969، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.
أما إسرائيل وبعد إلقائها القبض على الجاني، وجدت له مبررا وهو 'الجنون'، ليسافر إلى مسقط رأسه استراليا، بعد أن مكث فترة قصيرة في مستشفى للأمراض النفسية قرب عكا.
وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق التي تعرض له المسجد الأقصى وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع 1970.
ومنذ ذلك الوقت وقبله، تعمل إسرائيل جاهدة بشتى الوسائل والطرق لتهويد المدينة المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين بالنسبة للمسلمين في العالم، من خلال أعمال حفرية تحته، إلى بناء الأنفاق المتواصلة بعضها بعضا التي أدت إلى تقويض أساسات المسجد في الحرم القدسي، في محاولة بائسة منها لإقناع العالم أن القدس ليست عربية.
ولا تزال جريمة إحراق المسجد الأقصى بعد تسعة وأربعين عاما واقعا قاتما بممارسات وأشكال متعددة تزيد من جراح الأمة التي مثل إحراق المسجد لديها محطة ظلام دامس.
وقال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس "إن المواد التي استخدمت في إحراق الأقصى كانت شديدة الاحتراق ولا يمكن لأي مواطن أن يكون بحوزته مثل هذه المواد التي لا يمتلكها إلا دول".. مشيرا إلى أنه لا يوجد شك أن مايكل دينيس لم يكن لوحده الذي أضرم النيران لأن النيران وضعت في عدة مواقع.
فيما طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، حكومات الأمتين العربية والإسلامية، بتوفير الدعم الشامل واللازم من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك.
وقال المحمود، في بيان، "إنه رغم مرور نصف قرن على وقوع الجريمة المروعة إلا أن تلك النيران لم تنطفئ حتى يومنا هذا، لأن الاحتلال يصر على استمرار إشعالها عبر اعتداءاته اليومية على المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس العربية المحتلة".
وأكد أن القدس وفي القلب منها المسجد الأقصى خط أحمر، وهي قلب فلسطين وتمثل أقدس مقدسات العرب والمسلمين والمؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، ولن يسمح لأحد بالمساس بها، مشددا على أن استمرار الاحتلال في محاولات المساس بالمقدسات يدفع إلى تحويل الصراع إلى ديني، وطالما حذر الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، من مخاطره على فلسطين والمنطقة والعالم.