الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

زوروا مصر.. مدينة رشيد بالبحيرة "روزيتا الشرق"

نخيل مدينة رشيد
نخيل مدينة رشيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا رشيد.. "روزيتا الشرق" كما يطلق عليها في دول الاتحاد الأوروبي إحدى أهم المدن الساحلية في مصر علي مر التاريخ والتي كانت دائما في مقدمة المدن التي يخطط الغزاة لدخولها باعتبارها أولى البوابات علي نهر النيل بعد الإسكندرية حيث تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي مصب نهر النيل بفرع رشيد الذى سمى باسمها، وفيها ولد الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ.
وفي كل شارع برشيد قصة وحكاية سطرها الأهالي في التاريخ المصري في مقاومة الغزاة للوطن والدفاع عنه بشتى الطرق المتاحة للمقاومة في تلك الفترة ودحرهم للعودة مرة أخرى، والتسبب في فشل مخططهم لدخول مصر عبر بوابة رشيد وهذا ما حدث مع حملة فريزر الإنجليزية عام 1807 والهزيمة القاسية والخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات الحملة في شوارع رشيد عقب دخولهم المدينة.
رشيد هي أرض القمر التي تحدث عنها المؤرخون والشعراء والأدباء في كتابتهم حيث شهدت واحدة من أجمل قصص الحب في التاريخ بين " زبيدة البواب" والقائد الفرنسي "جاك مينو" الذي أشهر إسلامه ليتزوج منها، وفيها اكتشف حجر رشيد الذي فك رموز اللغة الهيروغليفية وعرف العالم بأسرار الحضارة المصرية القديمة وبها 57 أثرا إسلاميا احتلت به المرتبة الثانية بعد القاهرة عاصمة القطر المصري.
ومن جانبها أكدت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة على الانتهاء من تطوير كورنيش مدينة رشيد الأثرية للبدء في تطويرها تنفيذا لخريطة السياحة العالمية ووضعها تحت مظلة اليونسكو لجعلها متحفا مفتوحا لما تحويه من آثار إسلامية تتمثل فى البيوت والمساجد الأثرية وتعتبر ثلث الآثار الإسلامية الموجودة بالعالم وثانى المدن الأثرية الإسلامية بعد القاهرة بالإضافة إلى طاحونة أبو شاهين وحمام عزوز فضلا عن الآثار القبطية والفرعونية وموقع مدينة رشيد المتميز حيث إلتقاء نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت محافظ البحيرة أن مدينة رشيد تشهد أعمال تطوير تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الثالث للشباب بمدينة الإسكندرية لوضعها فى مكانها اللائق على الخريطة السياحية العالمية فى غضون ثلاث سنوات.
وأشارت محافظ البحيرة إلى أنه تم تنفيذ أعمال مشروع التطوير بقيمة 500 مليون جنيه، حيث إن التكلفة المبدئية لمشروع تطوير مدينة رشيد تبلغ أكثر من مليار و500 مليون جنيه.
وأوضحت محافظ البحيرة أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير منطقة أبو مندور الأثرية وتطوير منطقة كورنيش النيل وإقامة 3 مراسى على النيل مع تطوير المراسى القديمة وتشغيل أتوبيس نهرى لخدمة السياحة الداخلية وكذلك الانتهاء من إنارة الكورنيش بالكامل مع تركيب الأعمدة الديكورية التى تضفى شكلا جماليا.
وكشفت محافظ البحيرة على وجود مخطط لإنشاء أكبر مشروع سياحى بمنطقة المثلث الذهبى الذى يلتقى فيه نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى إنشاء أكبر مركز للصناعات البحرية وصناعة السفن وصناعات الأسماك داخل المنطقة الصناعية التى تضم 500 فدان بالقرب من الطريق الدولى الساحلى.
- رشيد تضم 57 أثرا إسلاميا احتلت بهم المرتبة الثانية بعد القاهرة. 
تحتل مدينة رشيد بمحافظة البحيرة المرتبة الثانية بعد القاهرة عاصمة الدولة المصرية بوجود الآثار الإسلامية حيث يوجد بها 57 أثرا إسلاميا متنوعا حيث يوجد في كل شارع بيت أثري على الطراز المعماري القديم.
وقال محمد تهامي مدير آثار منطقة رشيد، إن المدينة تضم 57 أثرا إسلاميا ترجع إلى العصر العثماني من بينها 22 منزلا أثريا و10 مساجد وحمام وطاحونة وبوابة وقلعة وبقايا سور قديم مشيرا إلى أن هذه العمائر ترجع للعصر العثماني فيما عدا قلعة قايتباي وبقايا سور رشيد والبوابة التي تعود للعصر المملوكي حيث بنيت هذه المنازل من الطوبة الرشيدي السوداء.
وأشار تهامي في تصريحات لـ"البوابة نيوز" إلى أن المنازل الأثرية برشيد تعكس ما كان يتميز به أهل المدينة في عصر العثمانيين والأتراك من التقدم في فن العمارة والنجارة والبناء هذا بالاضافة بالإضافة الطابع الإسلامي الذي كان موجود في ذلك الوقت بما تحويه من مشربيات وصالات وإشغال صوفية وقباب مبنية بالطوب.
وأعلن مدير أثار رشيد ان تم ترميم 12 منزلا منها وهي منازل الميزوني وأبوهم ومحارم والجمل والتوقاتلي وعلوان وثابت ومكي وعصفور والبقرولي وباق 10 منازل تحتاج لترميم منها فرحات والقطاع الشمالي لمنزل رمضان والقناديلي وطبق حيث جاري توفير ميزانية من الآثار لترميها.
- كنيسة الشهيد العظيم مارمرقس الاثرية برشيد يرجع تاريخ إنشائها للقرن الخامس الميلادي
قال القمص لوقا أسعد عوض راعي كنيسة الشهيد العظيم مارمرقس الرسول الأثرية برشيد، إن تاريخ إنشاء الكنيسة يرجع للقرن الخامس الميلادي، مضيفا أن رشيد في الأصل بلد فرعونية ثم تحولت إلى بلد قبطية وكان بها عدة كنائس منها كنيسة مارمرقس الأثرية.
وأشار القمص لوقا إلى أن رشيد كانت كرسي أسقفة في عصر البابا كيرلس رقم 66 من باباوات الإسكندرية وتم تجديد الكنيسة الحالية منذ 600 سنة عقب غمر مياه نهر النيل للكنيسة القديمة تحت الأرض، لافتا إلى أن الكنسية من الجانب الغربي كان يوجد بها سرداب وقد تهدم مع حركة العمران بالمدينة حيث كان يستخدم في الهروب عند غارة البربر هو من كنيسة رشيد حتي مكان كنيسة ادكو.
وتابع القمص لوقا أن الكنيسة يوجد بها ايقونات غير موجود في مكان في العالم منها أيقونة الملاك ميخائيل حيث إنها كانت في الأصل موجودة بالقدس، ثم نقلت للإسكندرية، ثم إلى رشيد، إضافة إلى لوجود العديد من الايقونات الأثرية مثل أيقونة أثرية للصلبوت وترجع تاريخها للقرن 18 الميلادي وايقونة اخري اثرية للسيدة العذراء من القرن 19 الميلادي وايقونة فريدة وغير متداولة للقديس مارمرقس وهو يرتدي خدمة القداس ويرجع تاريخها للقرن الرابع عشر الميلادي.
ولفت راعي الكنيسةإلى ان الكنيسة يوجد بها عمودان من الجرانيت الاحمر اسطواني الشكل وعمودان من الخشب الاسطواني الشكل وايضا كمرتان من الخشب الاسطواني الشكل وكلها قديمة منذ بدء تاريخ بناء الكنيسة في القرن الخامس الميلادي.
- قلعة " قايتباي " برشيد حصن منيع للغزاة واكتشف بها حجر رشيد
تعد قلعة " قايتباي " برشيد احد أهم الحصون في العصر المملوكي حيث تم إنشائها بالبر الغربى لفرع رشيد على بعد ستة كيلو مترات شمال رشيد لمنع دخول السفن التجارية من جهة البحر المتوسط الي نهر النيل.
وقال وليد الكفراوي احد شباب رشيد أن السلطان قايتباى أقام القلعة برشيد حيث أقام بها سلسلة حديدية ضخمة زنتها 250 قنطارًا لتمنع دخول السفن وتم تصميمها مثل قلعة قايتباي بالإسكندرية.
وأشار الكفراوي ان قلعة قايتباي برشيد يوجد بها جب يرتفع حوالى 12 قدمًا فوق ارتفاع السور الخارجى وأبراج الأركان وكان هذا البرج الكبير الذى يتوسط البناء الملجأ الأخير لرجال القلعة وتشتمل على 74 مدفعًا منها سبعة كبيرة الحجم بدرجة غير عادية وتتألف حاميتها من 184 رجلًا.
وأضاف الكفراوي انه تم بناء القلعة من الطوب والحجارة وفى عهد الحملة الفرنسية رممها الفرنسيون عام 1789 ميلادية خلال الحملة وأطلقوا عليها اسم قلعة "جوليان" وهو قائد لواء قتل فى أوائل عهد الحملة وأكتشف فيها " حجر رشيد" مفتاح اللغة المصرية القديمة.
وتابع أن القلعة شهدت المعارك التى دارت بين الإنجليز والفرنسيين فقد هاجمها الإنجليز ودافعت عنها حاميتها الفرنسية دفاع الأبطال إلى أن سلمت فى 29 إبريل 1801.
- رشيد بلد المليوني نخله
اشتهرت مدينة رشيد بمحافظة البحيرة بزراعة النخيل بين محافظات الجمهورية حتى سميت ببلد المليون نخله في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتزايد أعداد النخيل خلال السنوات الماضية، وتعدت أعداد أشجار النخيل برشيد للمليوني نخلة.
وتتميز رشيد عن غيرها من المدن بوجود أشجار النخيل بالشوارع وأمام المنازل داخل المدينة حيث زراعة النخيل كانت ولا تزال هي المهنة الأساسية التي يعمل بها جميع أهالي رشيد بجانب الصيد.
ويقول حمادة خميس المنار، صاحب مكتب توريد زراعية، أن زراعة النخيل في مدينة رشيد منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي حيث كان يستخدم النخيل في ترسيم الحدود بين الأراضي الزراعية، مشيرا أن عقد احدي الأراضي الزراعية للعائلة كان مدون في العقد وجود النخيل كحدود للأرض من جميع الاتجاهات.
وأشار المنار، في تصريحات للبوابة نيوز، أن رشيد تعد احد اكبر المدن التي تصدر فسائل النخيل سواء داخليا أو خارجيا، لافتا أن العام الماضي قمت بتوريد 6000 نخلة لمزارع الشركات الكبرى في مصر ودولة الكويت هذا بالإضافة لدولة قطر قبل انقطاع العلاقات الدبلوماسية معها
وأوضح المنار، أن فدان الأرض الزراعية بأشجار النخيل يضم ما بين 60 – 80 نخلة حيث يزرع بمحاصيل أخري بجانب النخيل، قائلا ان شجرة النخيل الواحدة المثمرة تتكلف 100 جنيها من تقليم وأسمدة وعمال زراعية حيث أن العمال الزراعية برشيد من اغلي الأجور علي مستوي الجمهورية حيث يصل راتب العامل بموسم الحصاد 250 جنية يوميا
وتابع علي عوض، مزارع، أن أشجار النخيل هي الأساس بكل ارض زراعية حيث يوجد 20 نخله علي الأقل بكل فدان يزرع جميع المحاصيل الزراعية ومعلنا أن هناك مشكلة الآن تواجه النخيل برشيد منها سوسة النخيل وتجمير المزارعين للنخيل لكشف الأرض الزراعية لزراعة محاصيل أخري تعتمد علي ضوء الشمس وزراعة الموالح.
ويكمل عوض، انه يوجد نخيل عمره يتعدي مائة عام برشيد، حيث إن عمر النخلة لا يرتبط بسن معين طالما هناك اهتمام ومحافظة علي النخلة في الأرض، موضحا أن رشيد تعرضت لسوء حالة طقس من عامين ورياح شديدة تسبب في فقدان نحو 30 ألف نخلة.