الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الدباغة في مصر» صناعة ليست في الحسبان.. معظم جلود الماشية تصدر للخارج.. والأسعار مابين 40 جنيها للخراف و100 للجمال.. وجزارون: لو اهتمت الدولة بها ستربح كثيرا

الدباغة في مصر
الدباغة في مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلود الأضاحي ثروة قومية وقيمة اقتصادية لكنها مهدرة ولا تنظر إليها الدولة، فربما سمع الكثير عن دباغة الجلود ولكن قليل من يعرف تفاصيل عن عملية الدباغة تلك وعن سوقها وتجارتها التي من الممكن أن تحدث استثمارات بالملايين لولا إهمالها، فجلود الأضاحي فرصة عمل موسمية لكل عاطل وهي بمثابة باب رزق مؤقت للشباب الذين يقومون بجمع الجلود وتوصيلها للمدابغ والورش التي تنتعش في هذا الوقت من العام.

وفي هذا الصدد قال الدكتور رفيق ناشد حلمي، طبيب بيطري، ان جلود الاضاحي تذهب إلى الجزارين لتستخدم في الصناعة، وهناك جزارين اخرين يأخذونها وبيعونها للمتخصصين في اعمال الجلود او تصديرها او بيعها لأماكن اخرى خارج البلد نظرا لرئحتها او صناعتها التي تتكلف وقت وجهدكبير من الصناع.
وتابع ان هناك انواع من الجلود منها من يصنع صنع محلي ومنها ما يصدر للخارج، الانتاج المحلي ينقسم إلى شنط واحذية وبعضالملابس ومصنوعات اخرى، مؤكدا انه بداية من المضحي او الجزار المستفيد من الجلد وصولا إلى المصدر إلى الخارج او المصنع المحلي فكل شخص بدوره مستفاد وكذلك مستفاده لأنها تأخذ ضرائب من الهيئة لتصدير الجلود للخارج.

وأكمل ان الدولة تسعى دائما للاستفادة من كل شئ فمن الجلود يتم الاستفاده منها بعمل اسمدة، وكذلك يستخدم جلود الخرفان إلى صوف يستفاد منه الكثير ويستغل الجلد في اشياء اخرى مع الطبقة الثانية التي تكمن تحت الجلد وهى الذهن تدخل في الصناعه ايضا.
وأكمل أن المدابغ الى تكمن في مصر القديمة التي نقلت إلى اماكن اكبر وأوسع وابراج اكبر لفرش الجلد لوصوله إلى الغرض المطلوب منه بالدبغ بطريقة احدث، وتسعى الدولة إلى تنمية المشروعات الصغيرة، مضيفا أن الجلد المصدر إلى الخارج يعود على الدولة برسوم لاستكمال إجراءات التصدير إلى الخارج، بالاضافة إلى ان هناك شركات تتولى موضوع التصدير فضلاعن العمالة فذلك يقلل من نسبة البطالة.

قال المعلم احمد أحد الجزارين بحي الطالبية بشارع الهرم، أنه في موسم عيد الأضحى يأتي الشباب الذين يجمعون الجلود من الأهالي أو الجزارين، هؤلاء الشباب يظهرون في المواسم فقط ليس طوال العام لان تجارة الجلود تعتبر مصدر رزق لهم في تلك الأيام المباركة، ومن ناحية أخرى تساهم في تقليل البطالة، مضيفا أنه يجمع الجلود التي حصل عليها سواء من الشباب أو الأهالي ويبيعها لتاجر جلود التي يذهب بها إلى المدبغة لتصنيع الجلود الكائنة بمنطقة الروبيكي ومن هنا يتم تصنيعها وتصنيفها.
وأكد أن معظم الجمعيات الشرعية والخيرية والمساجد تجمع تلك الجلود كل عام وتبيعه وتصرف ثمنه على بناء مسجد أو إصلاح تلفيات أو مساعدة أسر معيلة وغيره من أفعال الخير التي باتت تنعدم، مضيفا أنه في اثناء العيد ينتظرون الكثير من الأسر ما يأتي إليها من المساجد أو الجمعيات لأنه كما يسمى (عيد اللحمه).

واضاف أنه في صباح يوم العيد تقوم معظم الأهالي بالذبح في ساحات المساجد وترك الجلد للمسجد ومن هنا تأتي التجار لجمعه وبيعه، سعر جلود الاضاحي مثل بعضها جلد الخراف يترواح بين ٣٥ -٤٠ جنيها أو اكثر حسب الجلد، بينما يترواح سعر الأبقار والجمال من ٦٠ – ٧٠ أو اكثر، وتعتبر صناعة الجلود جزء من استثمار مصر لأنه على حد علمي يصدر الى الخارج والحكومة تأخذ عليه ضرائب بالرغم من أن سعر المصنوعات الجلدية في مصر غاليه جدا، والجلود التي يتم استيرادها من الخارج هى اصلا من مصر فما الفرق بين تلك وذاك.