الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أحدث مفاجأة حول مكان اختباء "أبو بكر البغدادي"

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أيام من نشر أنباء حول موته سريريا، خرجت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بمفاجأة جديدة حول زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، كشفت فيها أنه يختبئ في بادية الشام أو البادية السورية وهي منطقة صحراوية، تقع في جنوب شرقي سوريا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أمس الجمعة الموافق 17 أغسطس، إنها حصلت على معلومات جديدة حول مصير البغدادي، من قيادي عراقي في تنظيم داعش يدعى "إسماعيل الحيثاوي"، وهو مسجون حاليا في العراق بعد إلقاء القبض عليه في تركيا وتسليمه إلى بغداد.
وأوضحت أنها أجرت مقابلة مع الحيثاوي (47 عاما)، وهو يحمل درجة دكتوراه بالفقه الإسلامي، داخل سجنه، حيث أفاد أنه كان مسئولا عن إعداد المناهج التعليمية بالمعهد الإسلامي التابع لتنظيم داعش بمدينة الرقة في شمال سوريا، وأنه التقى البغدادي بمخبئه في مايو 2017 في إطار اجتماع موسع لقيادة التنظيم.
وتحدث الحيثاوي خلال المقابلة الصحفية، عن لمحة نادرة عن الدائرة الداخلية للبغدادي والتوترات داخلها مع انهيار خلافتهم المزعومة، موضحا أن البغدادي بدا حينها هزيل جدا وابيضت لحيته.
وأشار القيادي "الداعشي" المسجون إلى أن اجتماعه مع البغدادي كان في الوقت الذي اقتربت فيه معركة الموصل في شمال العراق من ذروتها، مضيفا أن الاجتماع المذكور اقتصر على قادة التنظيم الكبار.
وصرح الحيثاوي بأن الاجتماع كان في مكان سري بالبادية السورية بموقع صحراوي قرب مدينة الميادين في دير الزور في شرق سوريا، موضحا أن الوصول إلى هناك استغرق يومين كاملين، تخللتهما إجراءات أمنية معقدة، حيث انتزع الحراس من المشاركين بالاجتماع ساعات اليد والأقلام، وكل الأدوات التي يمكن أن تسهل تعقبهم من قبل أجهزة الاستخبارات المتعددة التي تلاحقهم.
وأفاد بأن البغدادي حينها كان يجلس في نهاية الغرفة ويتحدث بصوت منخفض مع اثنين من قادة التنظيم كانا يستعرضان آخر التطورات العسكرية، وأضاف "ما لبث صوته أن علا"، واتهمهما وهو يستشيط غضبا بعدم الكفاءة، مؤكدا أن الرجلين أقصيا من عضوية مجلس القيادة في ختام الاجتماع.
وقال الحيثاوي إنه صدم بتدهور وضع البغدادي الصحي، مشيرا إلى أن البغدادي كان نحيفا للغاية، ولحيته أصبحت أكثر بياضا.
وتابع أنه عندما تحول النقاش إلى المناهج الدراسية التي تدرس في مدارس "داعش"، رفض البغدادي اقتراحه واعتبره "أكاديميا للغاية"، مضيفا أن البحث تركز بعد ذلك حول ما إذا كان يتوجب إجلاء عائلات المقاتلين من المناطق المستهدفة بالقصف تجنبا لخسائر لا ضرورة لها بالأرواح، وقال إن البغدادي كان من مؤيدي الإجلاء.
وأوضح الحيثاوي أن البغدادي كان أول من غادر الاجتماع بعد اختتامه، وقال إن مسئولي الأمن في تنظيم "داعش" أوقفوه عندما هم بالخروج وأخضعوه للاستجواب "لشكهم في ولائه" وتأثيره على عائلات أعضاء التنظيم، مبينا أنهم أطلقوا سراحه بعد بضعة أسابيع، وأنه فر بعد ذلك إلى تركيا بصحبة زوجته وابنته، حيث اعتقل بعد أن اجتاز الحدود.
وحول ترتيبات المقابلة السابقة، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الحيثاوي أُدخل إلى أحد مراكز التوقيف العراقية مغمض العينين ويرتدي بدلة رياضية بينما كانت يداه مكبلتان بالأصفاد، ثم أجلسه ضابط مسلح على كرسي وحرر معصميه وأزال الوشاح من فوق عينيه.
وبعد مرور 4 سنوات، من إعلان خلافته المزعومة، خسر تنظيم "داعش" كل المناطق التي سيطر عليها تقريبا في العراق وسوريا، ومات العديد من أعضائه الرئيسيين، لكن البغدادي لا يزال طليقا وظهر في رسالة صوتية نشرت في سبتمبر من العام الماضي حث فيها أنصاره في جميع أنحاء العالم على شن هجمات ضد الغرب والقتال في العراق وسوريا وأماكن أخرى.
ولا تزال الروايات متضاربة حول مكان اختباء البغدادي والحالة الصحية التي عليها، ففي 13 أغسطس، كشف مصدر أمني عراقي، أنه ميت سريريا جراء ضربة جوية عراقية استهدفته في الأراضي السورية في يونيو الماضي.
ونقلت قناة "السومرية" العراقية عن المصدر، قوله، الاثنين الموافق 13 أغسطس، إن القوات الجوية العراقية استهدفت في يونيو الماضي اجتماعا لقيادات داعش في الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل عدد منهم، وإصابة آخرين.
وتابع المصدر أن "من بين المصابين زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي"، مشيرا إلى أنه بحكم الميت سريريا.
وفي 9 مايو الماضي، قال ضابط برتبة لواء، في جهاز الاستخبارات العراقية، إن "البغدادي موجود في شرق سوريا، حيث تقع مناطق نفوذ التنظيم، وهي مناطق الهجين الشدادي والصور ومركدة".
ونقلت "فرانس برس" عن الضابط، الذي طلب عدم كشف هويته، قوله حينها:"إن البغدادي يتنقل بالخفاء في هذه المناطق في الجانب السوري من الحدود، وليس بموكب"، واستطرد "البغدادي يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص ".
وأشار الضابط إلى نجاح جهاز الاستخبارات العراقي في اعتقال خمسة من أبرز قادة داعش، وقتل "حوالى 39 آخرين" بغارة جوية داخل سوريا في 19 إبريل الماضي.
واستطرد "الاعترافات التي حصلنا عليها تشير إلى ضعف كبير داخل صفوف داعش، وضعف في التمويل بعدما فقد جميع المصافي النفطية التي كان يسيطر عليها".
كانت وسائل الإعلام قد ذكرت على الأقل ست مرات منذ 2014 أن البغدادي قُتل أو أصيب إصابة خطيرة، فقد قيل ثلاث مرات إنه قُتل في غارات للطائرات الروسية أو الأمريكية، وروجت تقارير أخرى عديدة أنه اُعتقل في هجوم بالمدافع شنته القوات السورية، حيث أصيب ثم توفي مسموما.
وتسبب رفع الجائزة الأمريكية أواخر 2016 للقبض على البغدادي من عشرة ملايين دولار إلى 25 مليونا في ورود سيل من البلاغات المزعومة برؤيته.
ورغم مقتل كثيرين من عناصر وقيادات داعش، يشكل بقاء البغدادي على قيد الحياة خطرا كبيرا، لأنه عرف عنه الدهاء، والقدرة على استقطاب المتطرفين، وهذا يظهر بوضوح في سيرته الذاتية. 
ولد البغدادي، واسمه الحقيقي، عواد إبراهيم البدري، في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين في شمال العراق عام 1971 لأسرة بسيطة وسنية، وعُرفت عائلته بتدينها، خاصة أنها تدعي أنها من نسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ودخل البغدادي جامعة بغداد ودرس العلوم الإسلامية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام 1996، ثم حصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عام 1999، وقضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي المتواجد في بغداد، مع زوجتين له، وستة من الأبناء.
وعرف عنه أنه كان محبا للغاية لكرة القدم، إذ أصبح نجما لفريق مسجد مديمة الطوبجي المتواجد في منطقته، إلا أنه سرعان ما انجذب إلى الأشخاص المتشددين، الذين يتبنون نهج العنف والقتل والخراب، وانضم إلى جماعات السلفية الجهادية، وأصبح تحت وصايتهم.
وفي 2003، وبعد الغزو الأمريكي للعراق، ساعد البغدادي في تأسيس جماعة باسم "جيش أهل السنة والجماعة"، وفي فبراير 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه، في مدينة الفلوجة، وظل بالسجن عشرة أشهر.
وحسب رواية أحد رفاقه في السجن، كان البغدادي قليل الكلام، لكنه كان ماهرا جدا في التنقل بين الفصائل المتنافسة داخل السجن، الذي كان يضم مزيجا من عناصر سابقة مقربة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجهاديين.
واستغل البغدادي فترة سجنه في تحقيق أهدافه الإرهابية، إذ شكل تحالفات مع العديد من المعتقلين، وظل على اتصال بهم، حتى بعد الإفراج عنه.
واتصل بعد إطلاق سراحه، بأحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، الذي كان يقوده حينها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وحينها انضم للقاعدة.
لكن سرعان ما تغيرت الأمور، إذ قتل الزرقاوي عام 2006 في غارة جوية أمريكية، وحينها، خلفه أبو أيوب المصري.
وفي أكتوبر من نفس العام، قرر أبو أيوب المصري حل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق، وأسس تنظيما يُسمي بـ"الدولة الإسلامية "في العراق، وكان معهم في هذا التنظيم أبو بكر البغدادي وقام بالعديد من العمليات الإرهابية حينها، خاصة أنه كان لديه ميول إرهابية، كما تم تعيين البغدادي رئيسا للجنة الشريعة، وتم اختياره عضوا في مجلس الشورى للتنظيم، والذي كان يضم 11 عضوا.
وعام 2010، حدث تحول إرهابي كبير في تاريخ أبو بكر البغدادي، إذ تم تنصيبه قائدا لتنظيم القاعدة في العراق وأصبح أمير التنظيم، كما يقولون الإرهابيون، وحينها استطاع البغدادي بعقله الإرهابي أن يعيد بناء التنظيم.وعام 2011، استغل البغدادي الاضطرابات المتزايدة في سوريا، وأصدر أوامره لأحد النشطاء التابعين له بسوريا ليؤسس فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي عُرف بـ" جبهة النصرة"، وحينها حدثت خلافات كبيرة بينه، وبين أبو محمد الجولاني زعيم الجبهة.
وعام 2013، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة في العراق، وحينها طلب أيمن الظواهري، زعيم التنظيم الأم، من البغدادي منح جبهة النصرة استقلالها وإعطائها الحرية الكاملة في قراراتها، لكن البغدادي رفض هذا الأمر، ودخل في صدام مع الظواهري، إذ أعلن انفصال تنظيمه عن التنظيم الأم.
وعقب ذلك، قام رجال البغدادي في العراق وسوريا بقتال عناصر جبهة النصرة، وحينها فرض البغدادي سيطرته وقبضته على شرق سوريا، ووضع مجموعة من القوانين والتشريعات الخاصة به.
وبعد أن عزز البغدادي مقاتليه في شرق سوريا، أمرهم بالتوسع في غرب البلاد، وفي يونيو 2014، أعلن البغدادي بشكل رسمي عن ولادة تنظيم "داعش" الإرهابي، وحينها سيطر بشكل كامل على مدينة الموصل في العراق، وعلى ما يقارب من ثلث مساحة بلاد الرافدين، كما أعلن سيطرته على أراض في سوريا، واتخذ الرقة معقلا له، إلا أنه في 2017، تعرض التنظيم لهزائم قاسية في العراق وسوريا، وقتل أيضا قادة كبار في صفوفه، بينهم الناطق باسمه، أبو محمد العدناني، الذي قتل في 30 أغسطس 2016 في حلب شمالي سوريا، وتضاربت الروايات حول كيفية مقتله، إذ أعلن التحالف الدولي لمحاربة داعش، مصرعه في غارة جوية، فيما زعمت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، أنه قتل خلال متابعته لما سمتها العمليات العسكرية في حلب.