الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: ليس هناك ثقة في أي جماعة تزعم أنها تحمل لواء الشريعة

هشام النجار
هشام النجار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام"، إن المرحلة الحالية تمثل ذروة وخلاصة تجربة الدولة مع الجماعات المتشددة، مشيرا إلى أنه تم الخروج بدروس ومحددات ضامنة لعدم تكرار بعض الأخطاء التي وقعت فيها الدولة بالسابق.
وأضاف النجار في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه من الممكن الخروج ببعض النقاط الرئيسة في هذا الملف: الأولى: أنه لا مجال للتعامل مع تنظيم ولا جماعات، فهذا الشكل من الكيانات غير الشرعية غير مسموح بالتعامل معه بما يعني إضفاء مشروعية على وجوده. 
ثانيا: لا مجال لإجراء مراجعات برعاية من قادة تنظيمات، بحيث تروج تلك التنظيمات أن ما جرى كان صفقة، وقد حصلت على امتيازات ومكاسب. 
ثالثا ينبغي أن تتم هذه المراجعات بشكل حصري من قبل الدولة بالتعاون بين مؤسساتها الدينية والأمنية والثقافية والتربوية مستهدفة بها الأفراد الراغبين في التوبة والخروج من أسر التنظيمات المتشددة والعودة للصف الوطني، ويطلبون من الدولة مساعدتهم في تأهيلهم فكريا وعلميا لعبور هذه المرحلة. 
رابعا: لم تعد هناك ثقة في أية جماعة أو تنظيم يزعم أنه يحمل لواء الشريعة ويسعى لتطبيقها وإقامة الخلافة، فجميعها ثبت أنها مخترقة مخابراتيا، وممولة من دول خارجية والتعامل مع تلك التنظيمات والكيانات يتم من خلال قانون الدولة ودستورها وقضائها.
خامسا: هذه التنظيمات تستخدم ورقة المراجعات للمناورة والخدع التكتيكية حال شعورها بالانهزام وعدم المقدرة التنظيمية والمالية والحركية على مواصلة مواجهة الدولة ومؤسساتها، وهي في كل مرة تزعم أنها تتراجع لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق، ومن ثم العودة من جديد بعد استعادة التنظيم لقوته على الأرض. 
سادسا: المراجعات الفكرية والفقهية متاحة الآن ومن السهل على كل أحد خارج التنظيم وداخله الإطلاع على إنتاج المفكرين والكتاب والباحثين الذين عالجوا بالفكر والدراسة مجمل أفكار وأطروحات هذه التنظيمات وأطروحات منظريها التكفيرية، ولم تعد هناك حجة لدى أحد أنه لا توجد مصادر لمعرفة الخير من الشر والصواب من الخطأ.
وتابع النجار "أما ارتباط بعض أعضاء تلك التنظيمات بقادتهم فهذا ارتباط وراءه المصلحة والمادة والمكانة داخل التنظيم فقط، وإذا ادعى أحد أنه ينتظر مراجعات من قادة جماعة الإخوان، فهو مخادع ماكر مؤكدا أنه من المستحيل أن تقدم القيادات على القيام بمراجعات وكتابتها، إلا إذا كانت عازمة على طرد نفسها من التنظيم، وتكرار تجربة اثنين من قيادات الجماعة الإسلامية هما كرم زهدي وناجح إبراهيم، اللذان تم طردهما على أيدي مجموعة عبود وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغني".
وأكد تراجع الإخوان دائما عن تعهداتهم، مشيرا إلى ان التعهد الذي أخذه عليهم الرئيس الراحل أنور السادات مقابل إخراجهم من السجون، أخلوا به وتعاونوا على قتله وشحنوا القوى الحليفة لهم ضده وتعاونوا مع خصومه السياسيين وحرضوا على الدولة في المجلة التي فتحها لهم حتى أنه في النهاية ندم على ما فعل معهم، قائلا:"أنا كنت غلطان"، وأيضا موقفهم من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فقد كانت هناك اتفاقات ضمنية مكنتهم من خوض الانتخابات على الرغم من كونهم جماعة محظورة غير شرعية، ورغم ذلك تآمروا ضد نظام الحكم القائم مع قوى خارجية، مستغلين ثورة يناير 2011.
وخلص النجار إلى القول: "إن التصدي للأفكار المتطرفة يكون عبر تكثيف العمل الفكري والتربوي والثقافي والفني الحامل للرؤى التنويرية".