الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سوف آخذ القطار الموالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فذلكة
تلقى البصر فيرجع إليك بأناس يحكمون دون علم... يكتبون قبل تعلم أى قاعدة للكتابة... يتفرجون على التليفزيون ويرددون حماقاته على أساس كونها حقائق العالم... يتابعون الأكاذيب التى تكاد تخدش أذن السامع وتفقأ عين المتفرج ولا يملكون القدرة على الغربلة والنقد... يتكلمون أضعاف ما يستمعون أو يقرأون أو يتأملون... فإذا أوقفتهم سارعوا إلى كرهك... زمن القيمة الأساسية فيه هى الغرور والادعاء.
تنويعات
تلقى القلب إلى العالم فيرجع إليك خائبا... هو قلب منوط بالكتابة وأهم شىء فى عالمنا بالنسبة للكاتب هو شبكة العلاقات الإعلامية، ولوبى الدعاية، وليس الحياة الداخلية التى من المفروض أنها أهم ما يفرق بين الكاتب ومن سواه... هو قلب منوط بالساحة الثقافية، وكل من فيها مستضعف فى دولة البوليس ورجال الأمن الذين عملوا منذ أكثر من نصف قرن على قطع كل لسان وقهر كل نبضة أمينة أو دفقة روح مستقيمة تؤدى إلى خطاب متطور أو كلام مضاد للسلطة القائمة مطالب بكرامة العيش أو بالحرية، والحق فى التعبير وفى المشاركة فى القرار والتسيير... والنتيجة نلمسها اليوم: حلم جميع الجزائريين هو أكل الشواء بكميات مجنونة وبلا مذاق ثم العودة إلى بيوتهم سالمين من توقيف أى دركى لهم لسبب ما... وخطاب مدع للتدين – وحاشا الإسلام ثلاثا من كل خطاب من هذا القبيل – تبتكره مافيا مستحكمة لا تؤمن بأى دين، ويبتلعه ملايين الجهلة الذين كفوا عن الحلم بغد أفضل لكثرة ما امتلأ يومهم بصور الأمس الحالك الدامى.
تُلقى العقل إلى العقول التى تعول عليها فتجدها صامتة على مواقع التواصل تاركة الحبل على الغارب لكتاب لا يحركهم سوى السؤال الشيطانى الحاضر بقوة غريبة فى زمننا: عمَّن / وكيف سأقول كلاما سيئا اليوم باسمى المستعار؟ تجد العقول صامتة ومكبلة بقيود الشارة العصية «كاتب كبير» التى تتحول إلى حجاز مانع لكل نوع من الكلام... وينتهى الكاتب الكبير المسكين إلى ألا يقول أى شىء – وخاصة قناعاته الشخصية – مخافة أن ينقلب الكلام ضده أو يتغير الزمن سريع التغير فى الاتجاه غير المناسب، فيصبح على ما قاله / كتبه نادما...
تلقى حواسك الدينية اليقظة التى تربيت عليها ونميتها عن قناعة لا بالوراثة كما هى حال الملايين السلبية المحيطة بك... والخلاصة الحزينة لهذه الحواس، هى حيرة شديدة من فكر دينى مهيمن يستمر دون تغيير منذ القرن الثالث الهجرى، مصرًا على الابتعاد عن الواقع بشكل يقود إلى انسحابات حضارية كبيرة، تجعلنا نخرج من قرنين من الاحتلال بلا دروس هامة حول ما قد حدث. ميزة هذا النمط من الفكر الدينى هى رفضه للتطور دفاعًا عن ذكرى لحظة خالدة مضت، بدلا من البحث عن ميكانيزمات استعادة تلك اللحظة... هو تفكير يرتكز على الحنين لا على العقل... تفكير محوره القشور لا اللباب.
زبدة القول
زبدة القول هى أنك ستنتهى إلى أن تلقى الحلم فيرجع إليك خائفا وجلا من كوابيس تتربص به... كوابيس الخطأ فى التقدير... كوابيس الزمن الردىء الذى يحيط بك ويقيدك، فيما أنت تشعر بأنه ليس زمنك بالضرورة.
وتعود إلى نفسك صارخا: اذهبوا يا جماعة... سوف آخذ القطار الموالى...!!