الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كمال زاخر يدعو إلى تأسيس "الرهبنة الخادمة"

المفكر القبطي، كمال
المفكر القبطي، كمال زاخر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المفكر القبطي، كمال زاخر، إن موازين القوة فى الكنيسة القبطية حتى قبيل حادث قتل رئيس دير أبومقار الأنبا أبفانيوس، لم تكن فى صالح البابا تواضروس، واستشهد بقصة وردت فى العهد القديم أن أحد الأشخاص ويدعى هامان كان يضطهد آخر يدعى مردخاي، وقد أعد له الصليب حتى يصلبه، ولكن قبل النهاية انقلبت الموازين وظهر الحق وصُلب هامان على الصليب الذى أعده لمردخاي.
وأكد إنه ليس كل «متبتل» هو بالضرورة «راهبا فى دير»، فالبتولية هى واحدة فقط من أركان الرهبنة، وهناك خدام متبتلون لا يميلون إلى الانضواء تحت الشكل الرهبانى «التقليدى»، وهم يمثلون تيار «التكريس الشعبى» وهو تيار غير محدد المعالم حتى الآن، ولم يحظ فى غالب الحال بقبول تام من الكنيسة الرسمية، ومشاكل المكرسين والمكرسات تطل برأسها وتئن طالبة حلًا واقعيًا، ويحتاج إلى إطار تنظيمى تحكمه قواعد عامة وتحوله إلى قوة دافعة للخدمة بشكل مقنن.
وأضاف: الأمر فى تصورى يستوجب الاعتراف بالرهبنة الخادمة فى تواز مع الرهبنة التقليدية، وأتصور أن الرهبنة الخادمة هى: تجمع وسط العالم يضم المتبتلين من ذوى القدرة على الخدمة فيه. يطبق فيه القواعد الرهبانية المتعارف عليها فيما عدا العزلة والوحدة وبعض من الالتزامات النسكية الأخرى. تضمهم منشآت تقام وسط العالم بحكم طبيعة الخدمة الموكولة لهم. يخضعون فى التدبير لإشراف أسقف الإقليم، أو يرسم لهم أسقف عام لشئون الرهبنة الخادمة على مستوى الكرازة، أو يتبعون البابا البطريرك مباشرة على أن يعين لهم رئيسا مكرسًا منهم. ولا يحصلون على رتب أعلى من الشموسية، ويمكن أن يختار منهم لرتبة الأسقفية لخدمة الكنيسة العامة. يستعان بهم فى مجالات الخدمة ذات الطبيعة البحثية والتعليمية.
وأكد أن هؤلاء الرهبان فى «الرهبنة الخادمة» يمكنهم خدمة التعليم فى المناطق النائية أو فى المواقع التى تعانى من نقص كوادر المعلمين، أو لذوى الاحتياجات الخاصة والمعوقين. وكذلك خدمة المعوزين والمهمشين، وتنمية المجتمع، والارتداد، والقوافل الطبية، والكوارث الإنسانية.
وأشار إلى أنه يمكن فى تكوينها الأول، ولفترة محددة انتقالية، أن يسمح للإخوة الرهبان، ممن لديهم الميل للخدمة فى وسط العالم من الأديرة التقليدية، بالانضمام إليهم وهذا سوف يحقق أكثر من فائدة: توفير أجواء العزلة والسكينة فى الأديرة التقليدية للآباء الرهبان بدون مزاحمة، وتنقية التوجه الرهبانى ـ التقليدى ـ من شبهة محبة الخدمة فى العالم. تنظيم تيار التكريس فى مسار دافع للخدمة يحقق التكامل بين توجهات المكرسين واحتياجات الكنيسة، فك الارتباط بين الرهبنة فى شكلها الآبائى وبين الاختيار لمراكز التدبير العليا فى الكنيسة، مما يعيد للأديرة التقليدية سلامها، وللتوجه الرهبانى التقليدى نقاءه من شبهة التطلع لتلك المراكز، ويوفر للكنيسة خدامًا يعيشون الواقع ومؤهلين نفسيًا وخدميًا وكنسيًا لقيادتها، وعندما نتناول قضية «الرهبنة الخادمة» فلا بد من العودة إلى لائحة الرهبنة فقد ورد فى الفصل الثانى عن الراهب والخدمة، أنه لا يجوز خروج الراهب للخدمة قبل ١٠ سنوات رهبنة، ويمكن للبابا أو رئيس الدير استثناء ذلك حسب احتياج الخدمة، ولا بد على كل راهب فى الخدمة أن يقضى شهرا على الأقل فى الدير كل عام.
وتعد القرارات بعدم امتلاك راهب لشيء متوافقة مع لائحة تنظيم الحياة الرهبانية، فوفق ما ورد فى الفصل السادس باللائحة عن الراهب والممتلكات والميراث، قال إنه لا يجب أن يكون للراهب ممتلكات مالية داخل أو خارج الدير على أن يقوم الدير بسد كل احتياجاته الرهبانية، ولا ينبغى أن يمتلك الراهب شيئا نهائيا حتى لو أتى من أقاربه أو معارفه فى أى شىء هو خاص بالدير، والزهد فى استخدام التقنيات الحديثة أو على الأقل ترشيد استخدامها، وذلك بإشراف ومتابعة أب الاعتراف ورئيس الدير، ويستخدم الدير السيارات ويسجلها ويرخصها باسم الدير ولا يكون لراهب سيارة خاصة، ويستخدم الدير التليفونات بأنواعها، ولكن لا يجوز للراهب تركيب تليفون خاص بقلايته، ووسائل الاتصال الحديثة يكون بتصريح خاص من رئيس الدير وأب الاعتراف ولهدف محدد.