الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبير: مصر تضغط بقوة لإنجاز ملفي التهدئة والمصالحة الفلسطينية

الخبير الفلسطيني
الخبير الفلسطيني عبد المهدي مطاوع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الخبير الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع، الباحث في منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية: إنه لا يوجد إعلان رسمي حتى الآن عن وجود نتائج أو تقدم في ملف التهدئة؛ لأن الفروقات ما زالت كبيرة بين المطالب الفلسطينية والإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حماس تسعى للانفراد بعيدًا عن التمثيل الفلسيطيني الرسمي والدخول في مفاوضات مع إسرائيل، ما يضع الموقف الفلسطيني في حرج؛ لأنه يصبح هناك ازدواجية في التمثيل وهو أمر خطير على القضية الفلسطينية.
وأضاف مطاوع، في تصريحات، لـ"البوابة نيوز"، أن مصر لن تسمح بحدوث هذا الأمر فالقضية الفلسطينية تمر بلحظات فارقة وتمر بمفترق طرق فيجب أن تكون المصلحة الوطنية هي الهدف الرئيسي وعدم الانسياق وراء المصالح الحزبية الضيقة، والحل الأمثل والوحيد هو التوافق وتحديد آليات تضمن تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل في قطاع غزة، أي تنفيذ المصالحة الفلسطينية في المقام الأول قبل التهدئة أو متزامنين معًا لكن حماس غير ناضجة من أجل المصالحة لأنها تناور فقط حتى تستطيع أن تصبح هي الممثل للشعب الفلسطيني وهو هدفها الرئيسي طرح نفسها كبديل وليس كشريك.
وأوضح أن حماس تريد فقط من السلطة الفلسطينية أن تكون مجرد صراف آلي لدفع رواتب موظفي قطاع غزة، على أن تحكم حماس قطاع غزة وليست السلطة فلا ننسى تصريحات إسماعيل هنية عقب توقيع اتفاق الشاطئ عام 2014 عندما قال: "لقد غادرنا الحكومة ولم نغادر الحكم"، في إشارة منه واضحة إلى أن تظل حماس هي المسيطرة علي قطاع غزة وهو ما تسعى له أمريكا وإسرائيل وتتفهمه مصر.
وأوضح مطاوع أن السلطة الفلسطينية أعلنت في موازنتها المالية لعام 2016 أنها مستعدة لدفع رواتب 20 ألف موظف من حماس في قطاع غزة وأن السلطة مستعدة لحل أي إشكاليات في قطاع غزة لتمكين حكومة السلطة من ممارسة دورها الوطني في القطاع.
وأوضح الخبير السياسي الفلسطيني مطاوع أن الذهاب لإنجاز ملف التهدئة أولًا دون المصالحة هو أمر خطير تتفهمه مصر تمامًا؛ لأن مكاسب التهدئة وتنفيذ شروطها تصب في مصلحة حركة حماس فقط، لما تفرزه نتائج التهدئة من انفراجة في قطاع غزة والمستفيد حماس.
وتساءل مطاوع قائلًا: "من إذًا سيضمن حركة حماس حال فوزها بمكاسب من وراء التهدئة في غزة أنها ستذهب لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية بعد التهدئة مع إسرائيل؛ لأن حماس إذا أنجزت التهدئة قبل المصالحة ستطرح نفسها خلال ملف التهدئة كمفاوض وجيد للشعب الفلسطيني وهو ماتريده أمريكا وإسرائيل من تحويل غزة كقضية إنسانية ثم بالتدريج تدفع الأمور إلى فصل غزة عن الضفة وهي أمور تتفهمها مصر تمامًا، لذا مصر تضغط بكل بقوة لإنجاز ملفي المصالحة والتهدئة معًا في توقيت واحد؛ لأن مصر لديها خطوط حمراء وتعرف مصر ماذا تريد وماذا ستفعل لمصلحة الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه مهما كانت المؤامرات والترتيبات الخفية من أي طرف يجب أن تقترن التهدئة بالمصالحة ولن يقدم الشعب الفلسطيني الدماء مقابل تسهيلات إنسانية واقتصادية مقابل التهدئة والرهان الأكبر على الموقف المصري الذي أعلن مرارًا أن المصلحة الوطنية تقتضي تنفيذ المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة هذا هو هدف مصر الذي نراهن عليه جميعًا. 
وأضاف مطاوع أن النقاط الست المطروحة حاليًّا في القاهرة كانت مطروحة خلال عام 2014 وتم التوقيع عليها مسبقًا وهذا الشكل من البنود المطروحة يحمل صفات ذات صبغة إنسانية ولكي يصبح ذا صبغة سياسية حال تنفيذ المصالحة فقط وسيصبح الموقف الفلسطيني موحدًا وستكون هناك آليات فالرهان الحقيقي على الموقف المصري المعلن منه والمخفي منه يصب في خانة الحفاظ على المصالحة الفلسطينية؛ لأن مصر تخوض سباقًا مع الزمن من أجل إنقاذ غزة.