السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مع احتدام الجدل حول "قانون الرؤية".. خبراء نفس واجتماع: الخلافات تؤثر سلبًا على نمو الطفل ذهنيًا.. "اضطراب التواصل" و"العزلة" أبرز الأمراض.. ولا بد من ضوابط تؤمن لقاء الآباء والأمهات بأبنائهم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شيرين عادل 
أثار قانون الرؤية الذي يتعلق بنحو 4 ملايين طفل، مع تزايد حالات الطلاق في مصر بشكل غير مسبوق، جدلًا واسعًا، فيما حذر علماء اجتماع ونفس، من تأثير الخلافات التي تحدث بعد الانفصال سلبًا على حياة الأطفال وصحتهم النفسية، مشيرين إلى أن لجوء الوالدين أثناء رؤية الطفل إلى تبادل الاتهامات والحديث في خلافات سابقة، يصيبه بـ"اضطراب التواصل" ويقوده للكذب والسرقة ويجعل منه شخصا عدوانيا وعلى المدى الطويل يصاب بالعزلة الإجتماعية.

وعلق عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر على القضية، موضحا أن أساس الصحة النفسية للأطفال هو الحياه في أسرة بين الأبوين مع مراعاة عدم إثارة الخلافات أمام الأطفال لكي يشبوا أسوياء نفسيًا، حيث إن إثارة الخلافات أمام الأطفال يؤثر بالسلب علي صحتهم النفسية.
وأضاف أن الآباء والأمهات المنفصلين يستخدمون أساليب السب سواء بطريق مباشر أو غير مباشر كحديث الأم مع أختها أو والدتها عن الأب بصورة تسئ اليه وكذلك العكس، مشيرا إلى أن هذا السلوك قادر علي تدمير الطفل كليا ويساهم في تنشئة جيل غير سوي.
وأكد "مدني" أن الغرب أخذ من شرعنا "التسريح بإحسان" لما له من فوائد كثيرة للأسرة والمجتمع والطفل، حيث أن الكثير من المشكلات التي تواجهنا حاليا بسبب الطلاق بالقوة الذي يتسبب في تحويل الطلاق الي مشاجرة ومشاحنات مدفونة يتحمل تبعاتها الأطفال.
وقال "مدني" إن الإستضافة أصح من الرؤية ولكن ينبغي أن يكون هناك تقارب في وجهات النظر بين الأب والأم كي لا يحدث تصادم، كما شدد على ضرورة أن يكون الأب بعد الأم في ترتيب الحضانة فالطفل يحتاج لأبيه وأمه أكثر من خالته.

ويقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن ديننا الحنيف أكد دومأ على تقديس العلاقة الزوجية ومبادلة الإحترام والود بين الطرفين، وإستكمال بنودها فى حالات الإنفصال أيضأ، منتقدا ما وصفها بـ"المهازل" التي تحدث عقب إقرار الطلاق وكأنهما أعداء.
وأضاف " فرويز"، فى تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن لجوء الوالدين أثناء رؤية الطفل لوالده بإحدى الحدائق على سبيل المثال للمنابذة بالألقاب، ومبادلة الإتهامات والحديث في خلافات سابقة، يصيب الطفل بـ"اضطراب التواصل" ويقوده للكذب والسرقة ويجعل منه شخصا عدوانيا وعلى المدى الطويل يصاب بالعزلة الإجتماعية، والإنطواء، منوها بأن المخرج من هذا المأزق يتمثل بمنح الأطفال قرار إختيار بقائه سواء مع الأب أو الأم حتى يتحمل الأبناء نتائج قرارتهم تجنبا لحدوث أزمات فى المستقبل.


في السياق ذاته، قال الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، إن الفوضى العارمة بالمجتمع المصرى تسببت بخلط المفاهيم الأخلاقية الإجتماعية لديننا لتمتد أواصرها للانفصال بين الأزواج، متناسيين وصايا المولى وعز وَإِذَا طَلقْتُمُ النسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُن فَأَمْسِكُوهُن بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرحُوهُن بِمَعْرُوفٍ، مطالبة بتوفير "قاضية" أو "قاض" فضلأ عن إخصائية إجتماعية لحضور جلسة الرؤية سواء بحديقة عامة أو غيرها لتوفير أكبر قدر من الأمان للطفل تجنبا لمحاولات بعض الآباء بالإعتداء الجسدى على أبنائهن، أو التحدث وإثارة الخلافات أمامه.