الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مشورة أسرية عن "منطقة الراحة"

 إميل لبيب، خادم
إميل لبيب، خادم المشورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد إميل لبيب، خادم المشورة، أن أغلب من صدموا في الحياة هم الراكنون والمستقرون في منطقة الراحة الخاصة بهم، دائرة الراحة هي المنطقة الآمنة التي تجعلهم لا يخافون من تقلبات الحياة وتغيراتها المفاجئة فينعمون بالدفء والاستقرار ولا يفكرون في أي خطوة أو حركة خارج هذه المنطقة.
تتشكل هذه المنطقة عن طريق اعتياد أسلوب نمطي من التفكير والنمط الأحادي من الحياة وفكرة واحدة تتكرر مئات المرات كلما جد أي جديد، يعبرون عن مدى رضاهم بما هم فيه مثل مقوله إبراهيم سعفان في مسرحية «الدبور» عندما سندته الممرضة التي كانت تلعب دورها ليلي طاهر ليمشي: «أنا مرتاح كده.. أنا مبسوط كده».
لكن في المسرحية كانت هناك ممرضة أخرى ليست جميلة، عندما بدلت ليلي طاهر مكانها معها فى تسنيد المريض، اضطر إلى الاستغناء عنها ليمشي بمفرده، فالحياة ليست بالجمال أو الروعة التي يظنها البعض، خصوصًا عندما يأتي وقت الامتحان، تختبر وبقسوة لتكتشف من وعى الدرس ومن لم ينتبه له.
يتبنى المتنعمون في مناطق راحتهم هذه المقوله: «نغير ليه وإحنا مرتاحين، ونتعب أنفسنا ليه ولا داعي لذلك».. هناك داعٍ وأكثر لأن التغيير قادم لا محالة سواء أردنا أو أن لم نرد، استعددنا أو لم نستعد، وهذه أحد دروس الحياة، مستمرة دون أن تتوقف أو تلتفت لمن سقط أو تعثر فى الطريق، مناطق الراحة متعددة، مثل: «المكانة والمنصب والعمل المهم الذى يوفر لصاحبه الهيبة والثقة».
يوجد اكتئاب مرتبط بالوصول لسن الخروج على المعاش، بعض هؤلاء الناس يصاب بالأمراض ويعجز بمجرد تركه لوظيفته، البعض قد تكون منطقة راحته فى مرضه الذي يجد فيه وبه الاهتمام المفتقد في صحته، مثل الطفل مدعى المرض ليجد بجانبه أمه التى ترعاه وتهتم به، أكثر من الأوقات الأخرى التي يكون فيها غير مريض، فادِّعاء الحاجة والإعلان المتكرر للاحتياج قد يكون مستترًا وراءه رغبة في حب الراحة والتخلي عما هو مكلف به من مسئوليات وواجبات، وقد تكون منطقة الراحة في العلاقات والارتباط التي تجعل الزوجة ترى في زوجها كل الحياة، فهو الحبيب والاخ والصديق والسند وكل شيء، بعضهن تتعامل مع الحياة، وكأنها وقت ضائع أو بلا طعم أو ظلام عندما يتوفى الزوج في فيلم حبيبي دائمًا وفي المشهد الأخير، يودع نور الشريف حبيبته بقوله: «أنت كل الناس».
لا نستطيع لومه أو الاعتراض على تفكيره أو الحجر على مشاعره، فهو يتعامل من خلال الجانب الوجداني الذي يرى بالعواطف فقط ويعطل التفكير المنطقي، يفرض علينا المنطق أمور قد تكون صعبة في وقتها، لكنها مهمة لكي تستمر الحياة، تستمر من خلال ممارسة الدور المكلفين به الذي يحقق إنسانيتنا وقيامنا بواجبنا نحو أنفسنا وتجاه الآخرين.
قد يبدو الكلام صعبًا، لكنه حقيقي، ويستمد ذلك من كون أننا ما زلنا أحياء ونخطط للمستقبل، وكأننا سوف نعيش لمئات السنين، فبغض النظر عمن رحل وأهميته لنا وحبنا له، فهو مع كل أسف رحل، لا أتحدث فقط عن الأحباء الراحلين، لكني اتحدث أيضًا عن آمال وأحلام وطموحات رحلت هي أيضًا ولن تعود.
الجميع منا لهم أحلام لم تتحقق لو عاد بنا الزمان سوف نسعى بكل قوة لاستعادتها وعدم تركها تفلت من بين أيدينا، كم منا تمنى أن يعود الزمان به ليلحق بفرصته الضائعة أو يقول تلك الكلمة التى توقفت فى حلقه فى الوقت الذي كان يجب أن يقولها وعجز لحظتها عن التفوه بها.
قد تكون كلمة صغيرة مثل «لا مش بشرب»، أو «لا مش فاضى»، أو «لا أستني»، ولن يعود بنا الزمن، لكن ما زالت الفرصة متاحة، لكن نتغير فنغير.
الخروج من دائرة الراحة مخاطرة لا بد منها فإن لم نقرر بأنفسنا كان القرار من خارجنا، وكأننا بتقاعسنا وكلنا أحدهم لاتخاذ القرار عنا أقفز قفزة الثقة الخاصة بك.
تدريب عملى:
- ما منطقة الراحة الخاصة بك؟
- ما أسوأ احلامك نتيجة خروجك من منطقة راحتك؟
- ما أسوأ تغيير تخاف منه؟
- كيف تؤهل نفسك للتغيير؟