الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

متى المسكين عن الرهبنة: علينا واجبات وليس لنا حقوق

متى المسكين
متى المسكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حول اختباراته الشخصية فى بداية رهبنته، كتب القمص متى المسكين؛ «أول شيء فى الحياة الرهبانية هى «الدعوة»، أنا كانت عندى حرارة روحانية بسيطة جدًا فى قلبى، وقد أعطيتها الفرصة، فظلَّت تزيد حتى خطفتنى من العالم، مع أننى كنتُ مُقيَّدًا بقيود لا تُفكُّ. فكَسَرَ المسيح كل قيودى وأخرجنى بعد أن أضجرتُه من كثرة صراخى وصلاتي! فقد قلتُ له: فُكِّنى، فُكِّنى، فُكِّني! فالدعوة تأتى فى شكل حرارة داخلية تظلُّ تزداد حتى تجعلنا نترك العالم. هذه الحرارة هى الدعوة إلى المسيح».
كما قال القمص متى المسكين عن نفسه أيضًا: «منذ أول يوم دخلتُ فيه الدير، دخلتُ الحياة مع الله بقوة وبساطة وعُمق وهدوء.. أحببتُ الله حُبًّا بكل ما أملك عن وعى وأصالة، ومقارنةً بعمالقة الآباء فى العهدين القديم والجديد».
وأضاف القمص الراحل: «فى بداية رهبنتى انفتح لى الإنجيل قليلًا قليلًا. ما وجدتُ فى الطريق كله مُعينًا ومُرشدًا لى فى حياتى مثل كلمة الإنجيل عندما ينحنى الإنسان برأسه تحتها، كما ينحنى لملك سماوى، ويطلب بإلحاح أن تُدينه الكلمة.. إذا أنت كرَّمتَ الكلمة وجعلتَها هى مُعلِّمك وطبيبك، فسترى نفسك سائرًا وراءها وأنت فى أمان».
ويضيف: «ابتدأتُ أشعر أن المسيح عملاقٌ، وفى استطاعته أن يُشبع كل مشاعر الإنسان وعواطفه! فلا أب ولا أُم ولا أخ ولا أُخت ولا أصدقاء ولا طبيعة ولا جمال ولا موسيقى ولا شيء إطلاقًا فى استطاعته أن يغوى النفس التى ارتوت من حب المسيح: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، ولكن مَن يشرب من الماء الذى أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذى أُعطيه يصير فيه ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» - يو ٥: ١٤،١٣»
ويتابع القمص متى المسكين: «فى بداية رهبنتى عشتُ كإنسان غريب، أشعر أن عليَّ واجبات، ولكن ليس لى حقوق أُطالِب بها. وأى خطأ منى كنتُ أسرع إلى الله وأعترف له به بصوت مسموع وببكاء، لأنه لم يكن فى الدير أب اعتراف.. وباعترافى للرب بكل غلطة أو هفوة، تكوَّنت علاقة حسَّاسة جدًا بينى وبين الله، فقد صار بالفعل أبًا لى. ففى كل ضيقة أو تعب أرجع إليه، وأشكو له، فيسمعنى.. فكان الله خير أب ومرشد لي».
وقال: «عشتُ بهذا المبدأ الذى به كنتُ أسعد إنسان حتى اليوم، وهو: «نحن علينا واجبات وليس لنا حقوق».. ووضعتُ هذه العبارة فى قلبى من أول يوم عشتُ فيه مع الله: أنا ليس لى حقٌّ فى شيء، وأى شيء يأتى إليَّ هو خير وبركة.. والله لم يجعلنى أحتاج شيئًا فى حياتى إطلاقًا».
ويؤكد: «الراهب هو مَن يرجع باللائمة على نفسه دائمًا، فهو يعلم جيدًا أن النمو الروحى المنشود مقياسه الحقيقى، ليس فقط هو الخدمة والبذل والتضحية من أجل الله والناس، بل أيضًا احتمال الإهانة ومحقرة الذات كل يوم. فقد قال أحد الآباء: «اليوم الذى لا ينالك فيه محقرة، لا تحسبه من أيام حياتك».