الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

د. إيمان يحيى يكتب: اسم يتردد في كل العالم

سمير أمين

د.إيمان يحيى
د.إيمان يحيى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عام 1982 وفى مدرج ضم مائتى طالب دراسات عليا سمعت اسم سمير أمين لأول مرة.. كان ذلك بمعهد الطب الأول «بافلوف» بمدينة ليننجراد- الاتحاد السوفييتي.. كنا ندرس مقرر الفلسفة الذى يمتحن فيه طلاب الدراسات العليا والذى لا بد من اجتياز اختباراته. جاءت سيرة سمير أمين عدة مرات فى المحاضرات كنموذج للتحريفيين والمراجعين للاشتراكية العلمية والماركسية من وجهة نظر علماء الاجتماع والفلسفة السوفييت..اهتممت بالأمر. لم يكن هناك كمبيوتر ولا إنترنت. وبعد بحث وقراءة فيما بين السطور لنقد السوفييت وسؤال الأساتذة المحاضرين، نظر لى أحدهم بتشكك وهو يخبرنى بأنه مصري، من بلدي.
تمر السنون، وألتقى بسمير أمين قبيل انهيار الاتحاد السوفييتى بعام، وأتحدث معه بشأن مقالات نشرت فى مجلة «الاقتصاد العالمى والعلاقات الدولية» التى تصدرها أكاديمية العلوم الاجتماعية (أهم عقل فى النظام السوفييتي) عنه وعن نقده للاشتراكية السوفيتية، فيهتم ويطلبها مترجمة.
سمير أمين المفكر العالمي، والاقتصادى المرموق لو ولد فى بلد آخر غير مصر، لكانت صورته على طوابع بريدها وعملتها.. سمير أمين اسم وفكر يتردد فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبين كل قوى التقدم والتحرر فى العالم.. ساهم بدراساته ومقولاته فى إثراء الفكر العالمي. نظرية التطور اللامتكافئ والتناقض بين المركز والأطراف، ومفهوم التبعية.. كل ذلك أعطى تفسيرات لما يحدث على مستوى الكوكب من ظواهر اقتصادية وسياسية واجتماعية.
الفجوة بين الشمال والجنوب، واستغلال الشمال للجنوب بغض النظر عن الرداء الأيديولوجى الذى يتدثر بها «الشمال».. هذه هى الحقيقة التى سلط عليها سمير أمين الضوء.
عندما رحل سمير أمين من مصر بعد احتجاز قصير أثناء حملة القبض على اليسار فى عام ١٩٥٩ حيث كان يعمل فى المؤسسة الاقتصادية مع الراحل العظيم إسماعيل صبرى عبدالله، لم يكن أمامه سوى العمل والعمل والعمل. باريس، أديس بابا، داكار، فيتنام، بكين، هافانا.
سمير أمين قمر مصرى أضاء أرجاء المعمورة.. قاد حركة مواجهة العولمة ومنتدى البدائل.. فخر لكل المصريين ولكل سكان الجنوب والمناضلين من أجل العدل الإنساني.
وداعا سمير أمين، ستبقى بأفكارك التى أنارت الطريق وأضافت كثيرا للعلوم الاجتماعية والإنسانية بما فيها علوم التاريخ والاقتصاد والاجتماع والفلسفة.
وداعا للمناضل والعالم والمفكر الفذ.