يصنف البعض كارلوس باعتباره ناشطًا ثوريًا يدعم قضايا الشعوب الساعية للتحرر كالقضية الفلسطينية، فيما تصنفه دول الغرب وبعض الدول العربية والبوليس الدولي باعتباره إرهابيًا دوليًا يتمتع بمهارات عالية في التخفي والتنكر.
وتلقى كارلوس تعليمه الجامعي في موسكو، وقد عاش فترة من صباه في لندن قبل انتقاله إلى لبنان، مدفوعًا بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، وانضم في لبنان إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتنق الإسلام في ١٩٧٥ أثناء وجوده في اليمن، وأطلق عليه لقب الثعلب وابن آوى، وقد ارتبط اسمه ببعض الحركات الثورية المسلحة، واشتهر بقيامه بالعديد من العمليات المسلحة بأسلوب شخصي مميز، وخلال نشاطه في صفوف الجبهة اضطلع بمهام قتالية عدة، أشهرها احتجاز وزراء النفط «أوبك» في ١٩٧٥ أثناء اجتماع لهم في فيينا، ونقلهم إلى الجزائر، علاوة على ارتكاب جرائم قتل أخرى في أماكن مختلفة من العالم.
ويقول نبيل عبدالفتاح، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن اعتقال كارلوس في السودان قد تم في عهد التوافق الثنائي بين الترابى، كممثل للاتجاه الإسلامي الراديكالي، وبين المؤسسة العسكرية الحاكمة، وكانت أنظمة عربية أو حركات راديكالية تستعين بكارلوس كثوري يساري التوجه، فلما تزايدت الضغوط العالمية على السودان بزعم إيوائها للإرهابيين وتعرضها لما يشبه العزلة الدولية كانت تطالب من هم على أرضها بالرحيل، أما تصرفها مع كارلوس فقد كان مغايرا، حيث قامت بتسليمه.