الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الهروب إلى الجحيم.. ظاهرة الانتحار تحت عجلات "المترو" تدق ناقوس الخطر.. وخبراء: هروب من المشكلات النفسية والاجتماعية.. ومرض "الاكتئاب" أبرز الدوافع للتخلص من الحياة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحولت ظاهرة الانتحار تحت عجلات مترو الأنفاق خلال الآونة الأخيرة إلى ظاهرة تدق ناقوس الخطر، خاصة في ظل تكرارها أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الأمر الذي أرجعه خبراء ومختصون إلى الأمراض النفسية والمشكلات الاجتماعية التي تواجه الشباب، ما يدفعهم إلى التخلص من حياتهم لشعورهم بالعجز.



وخلال الأيام القليلة الماضية ألقت سيدة مجهولة بنفسها أمام أحد قطارات الخط الأول بمحطة عين شمس باتجاه حلوان، ما أنتج عن مصرعها بالحال، ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى من حوادث الانتحار التي انتشرت في الفترة الأخيرة، حيث انتحر شاب أمام قطار مترو الأنفاق، في محطة أحمد عرابي.
وألقى الشاب أشرف محمد 21 عامًا بنفسه أمام محطة مترو المرج، وقبلها ألقت فتاة تبلغ من العام 20 عامًا بنفسها تحت عجلات مترو، تدعى أميرة يحيى، في محطة مار جرجس ما أدى إلى صدمها ومصرعها بالفور، وأوضحت التحريات أن الفتاة كانت تمر بأزمة نفسية، ومشاكل أسرية بعد وفاة والدتها، وتهدي أخواتها عليها بالضرب المبرح.
وفي الـ20 من مارس الماضي انتحرت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا، ألقت بنفسها إمام محطة مترو الدقي، وأكدت التحريات أن وجود مشادة بين الأبوين هي التي أدت إلى انتحار الفتاة وإلقاء نفسها تحت عجلات المترو، وقام شاب بارتداء شوال وألقى بنفسه أمام مترو حدائق المعادي، ولم يكن معه إثباتات شخصية تحدد هويته، كما أقدم رجل سبعيني بالانتحار بمحطة مترو الانفاق، بعد أن شعر أنه يمثل عبء على أولاده لمعانتهم من احتياجاته، بعد وفاة زوجته.
ويقول أحمد علام الإخصائي النفسى، إن انتشار حالات الانتحار في الفترة الأخيرة يرجع إلى عدة أسباب، ويعتبر مرض الاكتئاب من الأكثر شيوعا لحدوث حالات الانتحار، لأن المصابين به يشعرون دائمًا بالمعاناة في حياتهم، وهو ما يجعل الفكر غير المنطقي يسيطر عليهم ويدفعهم إلى التخلص من حياتهم، لافتًا إلى أن، هناك أسبابًا اجتماعية وثقافية، وصعوبة طلب المساعدة عند الإحساس بالانعزال، ويؤدي رؤية حادث انتحاري في مجتمع الشخص إلى التحفيز الانتحار، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص لا يتناولون علاج أو متابعة مع طبيب أو علاج الصحة العقلية وحالات تعاطي المخدرات، اعتقادًا منهم أن الانتحار هو الحل الوحيد للمشكلة التي يواجهها الشخص.
ويوضح أحمد مصطفى، إخصائي علم الاجتماع، أن حالات الانتحار تتعدد أسبابها مثل وجود تاريخ عائلي مليء بالأمراض العقلية، أو الدخول في دائرة الحزن واليأس وعدم الرغبة في الحياة، مشيرًا إلى أن، المعاناة من مرض نفسي أو عقلي مثل اضطرابات التكييف وانفصام الشخصية، جميعها تؤدي إلى الانتحار.
وحذر الآباء والأمهات من إهمال أولادهم تحت أي ظروف، وعدم الانشغال فقط في أمور الحياة والعمل طوال الوقت دون تخصيص وقت للتحدث والتقرب إلى الأبناء مهما بلغ عمرهم، وهكذا الأمر بالنسبة للأبناء الذين يهملون والديهم عند الكبر ويسبحوا مع امواج الحياة وتاركين الأبوين دون رحمة ولعذاب كبر السن والأمراض، ما يؤدي إلى انتحار كبار السن أيضًا بعد الشعور بأنهم عبء على من حولهم ولا يهتم بهم أحد حتى أبنائهم.