عام ١٨٥٢ وتحديدا فى عصر محمد على باشا، أُنشئت أول مدرسة ثانوية فى مصر، وحملت اسم المدرسة الخديوية، ولكن لم تحمل الطبع المصرى الأصيل، ولم تحُل بين جدرانها الكثير من الطلبة المصريين، وكان طلابها من أبناء الشراكسة والأتراك، كان مبنى المدرسة فى منطقة قصر العينى بالقاهرة، وبعد أن مر ١١ عامًا على إنشائها نُقل المبنى إلى منطقة تسمى أبى زعبل، ولكن لم يدم هناك كثيرا حتى تم نقله للعباسية، واستقر فى حى السيدة زينب فى أحد دروبه.
وتميزت المدرسة بنظام صارم مع طلابها، وكان الطالب المذنب يتعرض لعدة عقوبات تدريجية، فى المرة الأولى يتم إنذاره فقط، وفى الثانية يكون الإنذار أمام كل تلاميذ ومعلمى المدرسة، أما إذا استمر الطالب فى فعل نفس المشكلة فيرتدى الزى الخاص بالمدرسة مقلوبا، ليعرف الطلاب أنه قام بفعل ذنب كبير، يتم بعد ذلك حجز الطالب فى غرفة وحيدا وتكون مظلمة، ويتم إبلاغ والده بذلك، وينتهى العقاب بأن يتم طرده من المدرسة لأنه لا يستحق أن يكون طالبا للعلم.
تخرج من المدرسة العديد من الأسماء التى كانت وظلت أعلاما فى التاريخ المصري، منها ثقافية وبعضها قاد حركة السياسة فى مصر، وآخرون حملوا لواء الفن، كان الزعيم الوطنى مصطفى كامل من أهم الطلاب الذين تخرجوا من هذه المدرسة.
