الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سمير أمين.. المفكر والاقتصادي

سمير أمين
سمير أمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واحد من أبرز دارسي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم، برز على ساحة الفكر التنموي والاقتصادي منذ ما يقرب من نصف قرن، له كثير من الكتب (معظمها بالفرنسية) والعديد من الدراسات والتقارير، ومسئولياته في الندوات والمؤتمرات العالمية، واحدًا من أبرز المدافعين عن حق المجتمعات في التطور.. إنه المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين الذي ولد في 3 سبتمبر 1931، وتوفي اليوم 12 أغسطس 2018. 
عمل أمين مستشارا اقتصاديا في مالي والكونغو برازافيل ومدغشقر وغيرها من الدول الأفريقية، كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي IDEP بداكار لعشر سنوات طوال السبعينات، حيث تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية، وشارك أثناء عمله هذا في تأسيس منظمات بحثية وعلمية أفريقية مثل المجلس الأفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا) ومنتدى العالم الثالث والذي ترأسه حتى وفاته اليوم.
وعن رأيه في ثورات الربيع العربي يقول: "ما جرى في مصر لم يكن متوقعًا. كنت أرصد غليانًا في الشارع توقعت أن يؤدي إلى إصلاحات، لكن الأنظمة لم تلتفت إلى ضرورة الإصلاح، فكانت الثورات". وقد كان في الأيام الأولى للثورة يقول وهو يضحك ان ما حدث: "هو مجرد خطوة ثورية، تليها خطوات أخرى. كي نسمي ما جرى ثورة، لا بد من تحقيق ثلاثة أشياء: العدالة الاجتماعية، ولن يحدث ذلك إلا بسياسة اقتصادية مختلفة عما كان سائدًا. ثانيًا، ديموقراطية حقيقية للمجتمع، وهذه أكثر من مجرد انتخابات بل دمقرطة للعلاقات الاجتماعية في العائلة والعمل. وثالثًا تحقيق استقلالية للوطن في المنظومة العالمية. وكان يرى أنّ الإنجاز الأكبر الذي تحقق يكمن في أنّ "العمل الجماهيري يمكن أن يعطي نتائج مهمّة طيلة أربعين عامًا من الحكم، فقد الناس الأمل في قدراتهم. وكان الشعار المعلن: ما فيش فايدة.. لكن الثورة أثبتت العكس". ويستطرد في توصيف الحالة المصرية ابان ما أطلق عليه الربيع العربي قائلا: "لاستمرار الثورة، يجب تأسيس برلمان مواز للبرلمان المقبل، يضم القوى الوطنية الساعية إلى أن تصبح مصر دولة مدنية، ويمثل قوة ضغط ومحاسبة للبرلمان المنتخب. وهو الأمر الذي يجعل جذوة الثورة مشتعلة دومًا". 
صدر لسمير أمين خلال نصف قرن تقريبًا كتبًا عدة، ألف بعضها بالعربية مباشرة، وبعضها بالفرنسية أو الانجليزية وترجم الى العربية. ومن أبرز كتبه: "التراكم على الصعيد العالمي" و"التطور اللامتكافئ" و"الطبقة والأمة في التاريخ". 
كما قدم مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، التبعية والعوالم الأربعة، ومحاولة لتجديد قراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج وخاصة في محاولته شرح نمط الإنتاج الخراجي في مقابل التحليلات الماركسية السائدة عن نمطي الإنتاج العبودي والإقطاعي.