الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل تحتفل السحابة السوداء بعيد الأرز هذا العام؟.. خبراء يتوقعون اختفاءها بعد قرار خفض المساحة المنزرعة.. و"البيئة" تكشف عن خطتها في القضاء على الظاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع دخول موسم حصاد الأرز بمصر خلال شهر سبتمبر من كل عام تنتشر حرائق قش الأرز، بخاصة في حقول الدلتا، وتتسبب هذه الحرائق بظاهرة ما يعرف بـ "السحابة السوداء"، حيث يقوم الفلاحين بحرق قش الأرز الناتج عن عملية جمع المحصول في حقولهم. وتبدأ عملية الحرق مساءا وتستمر طوال الليل فيحمل الهواء كميات كبيرة من الأدخنة ونواتج الاحتراق إلى التجمعات السكنية الملاصقة وصولًا إلى القاهرة. 
و بالرغم من صدور قانون البيئة سنة 1994 وتجريمه لتلك الممارسات الضارة وإلزامع المزراعين بعدم حرق هذه المخلفات، إلا أنه خلال سنوات مضت كانت تُشكل إشكالية ضخمة. لكن هذا العام يبدو أن الوضع سيتغير إلى حد ما، بسبب انخفاض نسبة المساحة المنزرعة بالأرز، إضافة إلى استراتيجية وزارة البيئة التي جاءت نتيجتها العام الماضي وتم التخلص نسبيًا من ظاهرة السحابة السوداء. 
كانت كمية قش الأرز الناتجة سنويًا تُقدر بنحو 6 ملايين طن يوجد معظمها فى محافظات الدلتا ولا يستفيد المزارع منها إلا بنحو 17% من جملة هذه المخلفات ويعتبر الباقى انتاج فاقد على الاقتصاد القومى بخلاف التلوث الحادث منه على البيئة، بحسب دراسة للدكتورة ألفت خلف عبد الرحمن. 


يقول الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة عين شمس، إن ظاهرة "السحابة السوداء" تحدث كنتيجة مباشرة لزراعة الأرز وما تنتجه من قش يقوم الفلاحين بإحراقه. 
ويُضيف لـ البوابة نيوز، أنه يتوقع أن تتضاءل مساحة وكثافة "السحابة السوداء" هذا العام بسبب آلية واستراتيجية وزارة البيئة التي وضعتها العام الماضي وأبرزها فرض الغرامات على المزارعين بسبب حرق قش الأرز، واستخدام المكابس الآلية في التخلص من قش الأرز، إضافة لتقلص نسبة المساحة المزرعة بمحصول الأرز هذا العام. 
وكانت وزارة الري والموارد المائية، قررت مطلع هذا العام خفض المساحة المنزرعة بمحصول الأرز من مليون و100 ألف فدان وهي النسبة المقررة خلال عام 2017 إلى 724 ألف و200 فدان فقط خلال العام 2018. 
ويُشير صيام إلى أن مصر أصبحت تُعاني من مشكلة "السحابة السوداء" منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، بسبب حالة العشوائية التي عاشتها قرى مصر، حيث فقد قش الأرز أهميته لأسباب كثيرة، وكان يُستخدم في كوقود للأفران البلدية في بيوت المزراعين، وكان يُوضع على أسطح المنازل، فضلًا عن استخدامه كعلف للمواشي وسماد في الحظائر. 
ويُتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي قائلًا:"إن استخدامات قش الأرز كثيرة أهمها دخولها في صناعات الورق والعلف، وهي صناعات تحتاج إليها مصر". 



من جانبها، تقول سماح عبده عضو المكتب الإعلامي بوزارة البيئة، إن وزارة البيئة دائمًا ما تمتلك خطة سنوية لمنع ظاهرة "السحابة السوداء" والتصدي لها، لافتةً إلى أن الوزارة ستعقد مؤتمرًا صحفيًا غدًا الإثنين ستُعلن فيه استعدادات الوزارة لمواجهة نوبات تلوث الهواء.
كما أن المؤتمر سيتضمن عرضًا لخطة الوزارة التي ستنتهجها هذا العام لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، من خلال مجموعة من الآليات والأنشطة، بالإضافة إلى عرض الحلول الجديدة المبتكرة التي ستتخذها الوزارة في التعامل مع المخلفات الزراعية والاستفادة من طاقات الشباب في هذا الأمر وخلق فرص عمل لهم.