السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"المدينة الفاضلة" بمنيا القمح

المدينة الفاضلة
المدينة الفاضلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"حُب الوطن بيعيش، لما تعيش الوِحدة" هكذا ينطبق القول، على شباب مدينة منيا القمح، الذين أسسوا رابطة "شباب منيا القمح" بالشرقية، لخدمة مدينتهم بالجهود الذاتية، دون تحميل أعباء مادية إضافية على الجهات التنفيذية، وكان الترابط والمحبة فيما بينهم هو الأساس، حتى أثبتوا وجودهم على أرض الواقع، من خلال خدمات فعلية (تنموية وخيرية)، للارتقاء بمستوى مدينتهم، فثمرة جهودهم أينعت خلال 6أشهر منذ تأسيس هذا الكيان، الذي وضع قواعده المهندس "أحمد صيام"، وفي طريقهم لاشهار الرابطة رسميا.
أحمد صيام مهندس بقطاع البترول، محبا لوطنه الأصغر "منيا القمح"، اعتاد منذ صغره على مشاركته في العمل الخدمي التطوعي، قرر انشاء رابطة لخدمة "بلدته" بحصيدة خبرته على مدار الأعوام السابقة في العمل العام، عمد لعدم خلط السياسة بالعمل العام، انتقى أفضل الأشخاص المثقفون والمحبون لبلدتهم، مهندسون وأطباء وقيادات ذات ثقل في الدولة، ورجال أعمال وفنانون وطلاب، كلهم أبناء المدينة، للعمل على قدم وساق للنهوض بها، كل ذلك بمساعدة رئيس مجلس المدينة بتذليل العقبات لهم.
مرت 6 أشهر فقط على إنشاء الرابطة، بلغ عدد الأعضاء نحو 300 فرد، من بينهم 8 مؤسسين، كان أول إنجاز لهم، المساهمة بتوفير كافة المستلزمات الطبية الناقصة بمستشفى منيا القمح العام، وخلال 18 زيارة بلغت مساعدتهم المالية نحو 400 ألف جنيه، كل ذلك بالجهود الذاتية، وجنبا إلى جنب تسير المساعدات الخيرية، لم يتوانوا عن مساعدة تجهيز الفتيات المقبلات على الزواج الغير قادرات، وإجراء العمليات الجراحية للغير قادرين أيضا بالتعاون مع جمعية الأورمان، هذا بالإضافة لعمل صيدلية خيرية لصرف الدواء للمحتاجين بلا مقابل، كما يساهمون في فرش المساجد بالسجاد اللازم، وما زال العطاء مستمر، كل ذلك بتحقيق أهدافهم من خلال عمل ملفات خدمية، يختص بها مسئول من ذوي الخبرة، أبرزهم الدكتور أحمد حسن ورجلي الأعمال سامح زهران وأيمن النحال والعقل المدبر كابتن محمد عبد الحميد والفنان هاني الكحلاوي وبقية الأعضاء.
وفي الوقت الذي تعاني المدن كافة من تراكم القمامة، قرر أعضاء الرابطة تجميل الميادين والشوارع، بالرسم على الجدران رسومات مبهجة، غير أنهم نشروا نحو 104 صناديق للقمامة بكافة الشوارع، والأجمل هو تشجير الشوارع، بزرع 1000 شجرة بتكلفة 300 ألف جنيه، بدأوا منها ب100 لحين الاستكمال، كما نادوا بإنشاء ميدان للراحل الشهيد احمد المنسي ووافقت المحافظة على تنفيذه.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي محاولة منهم لتقنين وضع التوك توك الذي يعد صداعا في راس الاقاليم، خاصة الجرائم التي نسمع عنها كل حين، والمخالفات المرورية التي يقعوا فيها لعدم شرعية عملهم بالمحافظة، قررت الرابطة تقنين وضع 500 توكتوك من بين 3000 آخر، وترقيمهم لتسهيل الحصول على بيانات السائق، فضلا عن مساعدة الشباب الذين لا يملكون ترخيص بمبلغ أقل من المفترض من قبل المحافظة.
ويسعون لوضع الرقابة على الأسعار، بخلق روح المنافسة، بالاتفاق مع بائعي الخضروات والفاكهة والجزارين والفرارجية، بتوحيد التسعيرة رأفة بالمواطنين، ومنع التلاعب بالأسعار، كما أنهم وفروا أسطوانة غاز البوتاجاز بأسعار أقل للمواطنين، وما زالوا يواصلون رحلة العمل والاجتهاد من أجل القضاء على المشكلات التي تؤرق حياة المواطنين بمدينتهم منيا القمح.
غير أنهم يتعرضون لبعض المشكلات، وهي خوف بقية الشباب بالمدينة للانضمام لهم، خوفا من النقد رغم قدر وعيهم وثقافتهم، والرابطة في حاجة لانخراط الشباب لتحقيق مزيد من الانجازات، هذا بالإضافة لتعرضهم لمحاربات لإيقاف نشاط الرابطة، من قبل بعض التجار وأيضا بعض رجال السياسة بالمدينة خاصة بعدما حققوا نجاحات ملموسة على أرض الواقع، وكل آمالهم أن تسخر الجهات التنفيذية العقبات أمامهم لتحقيق ما يسعون إليه لتحقيق مبدأ المدينة الفاضلة.