الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصحات الإدمان مقبرة للمدمنين.. انتحار شاب ومصرع آخر ضربا حتى الموت.. قانوني: الغلق والمتابعة المستمرة وتغليظ العقوبة هو الحل.. وخبير نفسي: أصحاب الأماكن غير المرخصة يبحثون عن الثراء السريع

الدكتور وليد هندى
الدكتور وليد هندى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"العلاج هو الموت" شعار رفعته مصحات علاج الإدمان في الآونة الأخيرة والتي أصبحت مقابر لمن يريد العلاج من ذلك الوحش الذي ينهش في أجسادهم، فيدخلون تلك المصحات أملًا في العلاج فيلاقون الموت ينتظرهم.

وهذا ما حدث مع " محمد و" 19 سنة، الذي لقي مصرعه بعد أن تعرض للضرب علي يد بعض العاملين بأحدي مصحات الإدمان بمنطقة حدائق الأهرام والتي لم يكمل داخلها سوي 48 ساعة، وضبط ٥ متهمين من المشرفين بالمصحة، واضاف شهود العيان أن بعد قتل المريض بدأ النزلاء بكسر الابواب والهروب من المصحه وهرب المسؤلين والمشرفين خوفا من الشرطة.
وأيضا انتحر "هاني أ" 26 سنة، طالب، داخل مصحة لعلاج الإدمان بمنطقة الهرم، واتهمت اسرته، المشرفين بالاهمال ومعاملة نجلهم معامله سيئه داخل المصحة دفعته للانتخار، فالواقعتين لم يفصل بينهم فاصل زمن يتعدى البضعة أيام، الأمر الذي يدعي إلي القلق ووجوب المسألة عن هذه المصحات، العجيب في الأمر أن تلك المصحات غير مرخصة، وكان قد تم اغلاقهم في وقتًا سابق، وفي ضوء انتشار وتزايد ظاهرة المصحات الغير مرخصة وتفاقم أزمة موت الشباب بها "البوابة" تدق ناقوس الخطر من خلال عرض أراء خبراء علم النفس وبعض القانونين.

وفي سياق هذا الموضوع قالت فاطمة زغلول المحامية بالنقض، أن مصحات الإدمان غير المرخصة أصبحت تشكل عبئ علي المواطنين والدولة علي حدًا سواء، خصوصًا التي تقع في تجمعات سكنية كبيرة، والتي تؤدي إلي ازعاج وقلق وخوف مستمر من الأهالي تجاه تلك المصحة، فيقومون بإبلاغ الجهات الحكومية المسئولة، وبدورها تقوم بغلق تلك المصحات غير المرخصة، ولكن سرعان ما تعود هذه المصحات لمزاولة العمل مرة أخري لعدم وجود متابعة ومحاسبة صارمة لأمثال هؤلاء.
وطالبت "زغلول" بضرورة المتابعة المستمرة والتحرك السريع لغلق تلك المصحات وتشكيل لجان للمتابعة، حتي يتم العمل بشكل إيجابي أكثر، يالإضافة إلى ضرورة تشديد العقوبات علي أصحاب تلك المصحات غير المرخصة والتي يحدث داخلها العديد من الانتهاكات الانسانية للمرضي، الذين هم يعانون بالأساس، فالمعاملة السيئة لمثل هؤلاء تجبر بعضم علي الانتحار، بينما يلقي البعض الأخر مصرعه علي أيدي العاملين بتلك المصحات.

وفي سياق متصل قال الدكتور وليد هندى الخبير النفسي والاجتماعي، إن الاحصاءات الرسميه تشير إلى ان هناك 21 مليون ونصف مصرى تعامل مع المخدرات ما بين مدمن اومستخدم او متعاطى وهى نسبة كبيره بكل المقاييس تؤكد الزياده في تعاطى المخدرات وهو للأسف لم يقابلها بنفس السرعه والحجم من الاطباء والمتخصصين مهره، للتعامل المهنى السليم مع المتعاطي سواء في مرحلة العلاج او التأهيل او الاستشفاء.

وتابع: "لم يجد هذا العدد الهائل من المتعاطين والمدمنين الاماكن الصحية والطبية الكافية لاستيعاب هذا الحجم الهائل من المتعاطين، وهو ما جعل البعض من المتاجرين باحلام البشر وذو الرغبه في الثراء السريع واكتساب المال بغض النظر عن الطرق الحصول عليه باستغلال هذه الفئه والنصب عليها تحت ادعاء العلاج وتوفير بيئه صحية لهم تساعدهم علي الشفاء، فوجدنا العديد من هؤلاء المتاجرين بصحة البشر قد ذهبوا بعيدا عن أعين الرقابة والاشراف الطبي ووزارة الصحة، واقاموا مصحات باماكن بعيدة كسلعه للثراء السريع وعدم تقديم علاج مناسب وفقا لقواعد التشخيص الطبي لكل حاله لعدم وجود خطه علاجيه متقنه ناهيا عن العاملين منا يقدمون خدمات لهؤلاء المرضي من غير المؤهلين او الحاصلين علي تراخيص مزاولة المهنه وهو ما يدركة اهالي المتعاطين او المدمنين انفسهم الا بعد حدوث كارثه مثل التعذيب والضرب المبرح والصعق بالكهرباء والقتل".