الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خطة "الصحة" لعلاج الأطفال من فيروس سي بالإنترفيرون.. فرص العلاج تصل إلى 100%.. وعز العرب: العقار أثبت فاعليته.. وخطورته على صحة الأطفال "أكذوبة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في محاولة من وزارة الصحة والسكان للقضاء على فيروس سى، استطاعت خلال عام 2017 علاج 2 مليون مصاب من المرضى ذوى الأعمار فوق الـ18 سنة، وتواصل الصحة محاولاتها للقضاء على الفيروس تحت شعار مصر خالية من فيروس سي، حيث تتجه لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس.



وكشفت الدكتورة منال حمدي السيد أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية بوزارة الصحة والسكان، أن هناك نسبة تتراوح بين 5% و7% من الأطفال معرضين للإصابة بفيروس سي نتيجة إصابة الأم الحامل.
وأضافت حمدي، أن نسبة الإصابة للأطفال في المتوسط حسب المسح الطبي القومي بلغت 0.5%، بينما تتراوح في العمر الأقل من 6 سنوات بين 2:3%، وتصل إلى 1% في عمر الـ18 عامًا، مشيرة إلى أن 50% من السكان أقل من 25 عامًا، بينما 33% من السكان أقل من 15 عامًا.
وأكدت عضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، أن اللجنة القومية لمكافحة فيروس سي قامت بوضع خطة المرحلة الثانية من المسح لفيروس سي، والتي ستتم على الأطفال في المرحلة العمرية من 12 إلى 18 سنة في حجم 35 كيلو، وسيتم علاجهم بالمراكز الفيروسية المجهزة، خاصة المراكز التابعة للمستشفيات الجامعية؛ فهم الأكثر تدريبًا على بروتوكول علاج الأطفال السابق بعقار الإنترفيرون، وسيتم تحضير جميع المراكز بالتوازي لاستقبال الأطفال المصابين وإجراء المسح على الأطفال الأكثر تعرضًا للإصابة.
ولفتت حمدي، بأن فرص علاج الأطفال من فيروس سي تصل إلى 100%، وأنها أشرفت على علاج أكثر من 300 طفل في مرحلة ماضية، كما أن هناك دراسات تتم على علاج المرحلة العمرية للأطفال من 6 إلى 11 سنة، للبدء في مرحلة الثالثة وهي المسح لطلاب المدارس، حيث يوجد عقار بالولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة التجريب، ومن المقرر تسجيله في منظمة الأمريكية للأدوية والهيئة الأوروبية للأدوية بدايات 2019، مما قد يسمح لنا باستعماله في مصر بعد إنتاجه بالمصانع المحلية.
بالإضافة إلى أن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بفيروس سي هم الذين تعرضوا إلى عمليات نقل الدم، والغسيل الكلوي، والعلاج بالكيماوي، وعمليات زراعة الأعضاء، والذين أجروا عمليات بالقلب والأسطرة، أو الأطفال الأكثر ترددًا على المستشفيات، بالإضافة إلى الأطفال المولودين من أمهات حاملة للفيروس، مشددة على ضرورة عمل فحوصات الفيروسات الكبدية سي وبي للأم الحامل، وإعطاء الأطفال الأمصال اللازمة بعد الولادة مباشرة.

الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، رحب بمبادرة الصحة لعلاج الأطفال من فيروس سي، وقال إن علاج فيروس سي في مصر كان يقتصر على البالغين من خلال حقنهم الإنترفيرون طويل المفعول مع ريبافيرين لمدة عام.
ويُضيف: "لكنه لم يكن هناك استجابة للشفاء بنسبة كبيرة، وذلك بسبب أن هناك 6 أنواع لمرض الفيروس سي في العالم، وينتشر في مصر النوع الجيني الرابع، حيث إن 92% من مرضى فيروس سي في مصر لديهم النوع الجيني الرابع، بينما في أمريكا النوع الجيني الأول، ولا يوجد أي اختلاف أو عامل خطورة بين حين وآخر، ولكن النوع الجيني الرابع الموجود في مصر كان مقاوم لعقار الإنترفيرون، لذلك تم استخدام السوفالدي في مصر، ومن ثم تم الاعتماد على السوفالدي اعتبارًا من أكتوبر 2014".
وتابع عز العرب، أن طريقة العلاج بالسوفالدي كانت تتم من خلال إعطاء المريض جرعات لمدة 3 شهور من السوفالدي والإنترفيرون والريبافيرن، أما الأشخاص غير المناسب لهم الإنترفيرون وهم من تأخرت حالتهم ووصلوا لمرحلة التليف الكبدي كان يتم علاجهم بجرعات لمدة 6 شهور من السوفالدي والريبافيرن.
وأوضح المستشار الطبي للحق في الدواء، أنه كان في البداية هناك مشكلة في علاج فيروس سي بسبب عدم وجود علاج آخر يعطى بجانب السوفالدي خاصة أن السوفالدي لا يؤخذ بمفرده خاصة أن الإنترفيرون كان يعطى لأشخاص معينين حسب السن، ولكن بعد الأبحاث ظهرت أدوية جديدة وتم اعتمادها من قبل هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، وتم البدء في مصر العلاج بالسوفالدي مع الدكلاتا سفير لمكافحة الفيروسات الكبدية، وأثبت هذا الدواء فاعليته وتم علاج أكثر من مليون و800 ألف مريض من عام 2014 حتى يومنا هذا، ولكن كان يقتصر على الأشخاص البالغين.
ويُكمل عز العرب: "لذلك لم نستطع إعطاء أي من تلك الأدوية للأطفال لعلاجهم من فيروس سي، بسبب عدم موافقة هيئة الأغذية والدواء الأمريكية على أي منها، ولكن منذ عام فقط تم الموافقة من قبل هيئة الأغذية والدواء والجمعيات الدولية للكبد على عقار "الهارفوني" الذي يمكن علاج الأطفال به من سن 11 عاما حتى سن 17 عاما، وتم استخدامه في مصر على الأطفال بسبب محدودة وأثبتت التجربة نجاح العقار".
وفيما يخُص الأطفال أقل من 11 عاما، قال عز العرب، إن هيئة التغذية والدواء الأمريكية لم تعتمد حتى الآن علاج مناسب للفئة العمرية أقل من 11 عاما، ولكن تم إجراء الكثير من التجارب الإكلينيكية على الأطفال أقل من سن 11 سنة، وهناك احتمالية كبيرة لاعتماد هيئة التغذية والدواء عقار "الهارفوني" لعلاج الأطفال من الفئة العمرية من 3 سنوات حتى سن 11 سنة ولكن بجرعات مختلفة.
وأكد المستشار الطبي أن ما أثير عن استخدام الإنترفيرون بالنسبة لهؤلاء الأطفال فهي تمت في عدة أماكن ولكن بدعم من جمعيات أهلية خاصة مثل جمعية رعاية مرضى الكبد في مصر، لذا يجب عدم تعميم أي علاج للأطفال أقل من 11 سنة بعقار "الإنترفيرون" أو غيره إلا باعتماد من هيئة التغذية والدواء الأمريكية لعلاج هذه الفئة العمرية وكذلك بالتوصيات العلاجية لجمعيات الكبد العالمية.