داخل منطقة نائية يسود الهدوء أرجائها على مدار اليوم، وبين جدران غرفتها جلست الحاجة "أم
وائل" تحدث زوجها هاتفيا في تمام الساعة الواحدة مساءً، لتخبره بأن يجلب معه
بعض الأغراض أثناء عودته من العمل، لم يخطر في بالها أنها ستكون المرة الأخيرة
التي تحدث فيها زوجها قبل أن تلقي مصرعها ذبحا على يد زوجة
أخيها.
انتقلت "البوابة نيوز" إلى مجاورة 11 في مدينة مايو، حيث موقع حدوث الجريمة، والتقت بالدكتور مجدي شقيق
الضحية ليروي تفاصيل الجريمة النكراء التي تعرضت لها شقيقته في وضوح النهار،
قائلا: إن شقيقته تعيش بصحبة زوجها بعدما تزوج نجليهما "وائل
وولاء" وأصبحت تجلس أغلب الوقت بمفردها لحين رجوع زوجها من عمله.
وتابع: في يوم الحادث اتصلت بزوجها في
تمام الساعة الواحدة ونصف ظهرا لتخبره بشراء بعض المأكولات أثناء عودته من العمل،
وعندما انتهى الزوج من عمله ورجع للمنزل كان في حوالي الساعة
السادسة مساء، وأثناء فتح الباب وشاهد جثة زوجته ملقاة على الأرض وغارقة في دمائها ومصابة بجرح قطعي في الرقبة، وقام بالاتصال بأبنائه
وأخبرهم بالقدوم كما قام بالاتصال بمباحث القسم الذين حضروا على الفور، واجتمع الجيران الذين اندهشوا من هول المشهد.
وأشار إلى أن رجال المباحث
تمكنوا من كشف غموض الواقعة والقبض على زوجة شقيقه الأصغر "سماح" والتي قامت بارتكاب الجريمة بسبب مرورها بضائقة مالية أثناء تجهيز نجلتها للزواج
وقامت بشراء بعض الأجهزة الكهربائية بالتقسيط ولم تستطيع السداد وذهبت لشقيقته قبل
الحادث بأسبوع لتقترض منها مبلغ مالي وبالفعل قامت شقيقته بإعطائها الأموال
وأخبرتها أنها هدية لنجلتها ولا تريدهم مرة آخري، قائلا دي نهاية المعروف
"اتقي شر من أحسنت إليه"، فبرغم مساعدتها كان رد الجميل هو القتل.
وتابع أحد الجيران: بأنه لم يشعر بأي شيء مريب يحدث ولم يشاهد أي
أشخاص غرباء في المنطقة وقت الحادث ولم يسمع صوت استغاثة المجني عليها، وأنها المرة الأولى التي يحدث
بها جريمة قتل في المنطقة على مدار سنوات، وشك في أن الفاعل أحد أقارب المجني عليها
أو من الجيران لوجود كوب شاي ضيافة وقت اكتشاف الجريمة، ما يدل على أن الجاني من
المقربين لربة المنزل، وأكد أن القتل حدث بدافع السرقة لقيام الجاني قام بسرقة جميع المشغولات
الذهبية ومبلغ مالي ووجود بعثرة في محتويات الشقة، وعقب ذلك سمعوا خبر القبض على زوجة
شقيق المجني عليها بعدما رصدتها كاميرات المراقبة المعلقة بمدرسة المجاورة للعقار
لحظة دخولها شقة المجني عليها وقت حدوث الجريمة.
وتلقى المقدم أنور المناوي، رئيس مباحث قسم شرطة 15 مايو، بلاغا من
المدعو "أحمد سعد" 60 سنة صاحب مخبز فينو، ومقيم بمجاورة 11 دائرة
القسم، بلاغا مفاده، العثور على جثة زوجته مذبوحة داخل مسكنه أثناء عودته من العمل
واكتشافه سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية خاصة بزوجته، وعلي الفور، انتقلت قوة أمنية بقيادة الرائد محمد علي،
معاون مباحث القسم إلى محل البلاغ، وتبين من المعاينة وجود جثة ربة منزل في مقتبل
العقد السادس من العمر، ترتدي ملابسها بالكامل، ومصابة بجرح قطعي في الرقبة،
وبسؤال زوج الضحية أقر باكتشافه سرقة مشغولاتها الذهبية ومبلغ مالي قدره 55 ألف
جنيه يحتفظ به داخل المنزل، ولم يشتبه في أحد نظرا لعدم وجود خلافات شخصية بينه
وبين أحد من الجيران أو الأقارب، كما لا يوجد خلافات بين
زوجته وبين أحد، مشيرا إلى أنها طيبة السمعة بين أهالي المنطقة ولا تخرج كثيرا سوى لحضور بعض الدروس الدينية
بمسجد قريب من محل سكنهما.
وتم تشكيل فريق بحث ضم رؤساء مباحث قطاع جنوب القاهرة، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط موقع
الحادث، وأثناء تفريغها رصدت سيارة أجرة ماركة "رينو" تنزل منها سيدة
أمام منزل الضحية، وبتكثيف التحريات تبين أنها زوجة شقيق الضحية
وتدعى "سماح"، 44 سنة، ومقيمة
بمحافظة بني سويف، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض علي المتهمة.
وبمواجهة المتهمة اعترفت بارتكاب الواقعة بسبب تعثرها في سداد أقساط جهاز نجلتها التي على وشك الزواج
ويوم الحادث ذهبت إلى المجني عليها وطلبت منها إعداد كوب شاي ودخلت بنفسها لإعداده
وأستلت سلاح أبيض وأخفتها أسفل ملابسها وقامت بطعن المجني عليها من الخلف وللتأكد
من وفاتها قامت بذبحها وسرقة أموالها ومشغولات ذهبية ترتديها وقامت بغسل كوب الشاي
لمسح البصمات وغسل السكينة والاحتفاظ بها بحوزتها.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
