الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشباب العربي والبحث عن منصة للانطلاق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بجد منذ أن جئنا إلى الحياة، ونقرأ أو نسمع أن الدول العربية تشكل الوطن العربى، وأن الوحدة بينها عملية وقت، وأن هناك من الموروثات بأننا نملك كدول عربية تاريخا مشتركا بأحداث متداخلة، وأن اللغة أمر يسهل عملية الوحدة العربية، ناهيك عن عوامل الجغرافيا والدين وغيرها.
أذهب إلى كتاب التربية الوطنية أقرأ أن الوحدة قادمة وأستمع إلى الرؤساء أو الملوك أستمع لغزل فى هذا الأمر، وكأن الوحدة آتية لا ريب فيها.
كل الأنظمة السياسية فى عالمنا العربى تغنت بالوحدة العربية وبشرت بها، واحنا كشعب كنا وما زلنا مهيئين لها، اخترنا الأغانى والشعارات، وما زلنا ننتظر منذ عشرات السنين، وخلال الانتظار عاصرنا الوحدة بين مصر وسوريا، وبين مصر وليبيا والسودان، وبين مصر والأردن والعراق واليمن وبين دول الخليج، وأيضا عاصرنا فض الوحدة وتحطيمها، وتابعنا الهجوم المتبادل بين دولنا العربية، وكيف تحولت الوحدة إلى نكبة.
كنت وما زلت أسأل نفسى، لماذا لم تنجح تلك المحاولات الوحدوية بين بلداننا العربية؟ وكانت الإجابة التى توصلت إليها تدور حول عدم إيمان القادة بجدوى تلك الخطوة لهم، وبالتالى يسوقونها لشعوبهم..وأضيف أن معظم المحاولات الوحدوية جاءت من فوق أى فوقية برغبة الزعماء ودون مشاركة من الشعوب، ولأن الحكام هم صانعوها إذا هم أيضا من هدموها.
طيب أسأل هل هناك أمل فى أن نصنع وحدة عربية تستمر؟ أم أنها ماتت إلى الأبد؟.. أعتقد أن هناك ما زالت الفرصة موجودة، الحكاية أن الدول العربية صنعت لنفسها أسوار حماية طبقا للتقسيم الاستعمارى التاريخى، ومع الأسف الحكومات العربية زادت من قوة الجدار بإضافات خرسانية عميقة.. ده من حيث الشكل أما داخل البلدان ظهر من خلال الممارسات السياسية أن المجتمعات العربية كفرت بالوحدة تماما، ومن ناحيته محور الشر غرس داخل تلك المجتمعات بذور التمزق والفرقة والانقسام ولم تعد الدول العربية مشغولة بالمحافظة على حدودها فقط وهذا التوجه عام وسمة مشتركة. إذا أمام العالم العربى تحديات وتهديدات لمدة خمس سنوات وستراقب وتعاقب الدول العربية فيما لو وصلت حالة التعافى فيها لدرجة تهدد الغرب أو مصالحه أو إسرائيل، والحكاية أن الغرب بممارساته الظالمة تجاه الدول العربية بتجريدها من مصادر القوة بأنواعها وامتصاص الوفرات فيها، هو هنا حدد إقامتنا فى بلادنا وما زال يفعل ذلك بكل الصور المختلفة، إذ الحقيقة المؤكدة أن ظلت الظروف المعاكسة للوحدة العربية بما فيها الأخطار المحيطة بنا ستستمر فى محاصرتنا.. طيب وهنعمل إيه؟. وما هو المطلوب منا على الأقل لنحافظ على بلداننا موحدة؟ والمحافظة على ما لدينا من مقومات للوحدة فيما لو تغيرت الظروف؟.

د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذى لوزراء الشباب والرياضة العرب، وأثناء استراحة بين شوطى منتدى الشباب «بيت العرب»، والذى انتهى منذ يومين تلقى اقتراحا بضرورة أن يكون له دور فى حدوث هزة للمجتمع الشبابى بوصفه على رأس المنصب العربى، وكان رده مميزا وملفتا عندما قال: «أعلم أن هناك مشاكل وحواجز وممنوعات، ولكن سوف نبحث عن منصة ننطلق منها إلى ثوابت تحمى الحركة الشبابية العربية، ولتكن من تحت إلى فوق»، وهو هنا يؤمن بضرورة التحرك من الآن للبحث عن قواسم مشتركة حديثة ومختلفة وتتلاءم مع التغيرات التى ضربت العالم والشباب العربى لتوحيد الرؤى والأهداف، وبالتالى نخلق منه صيغ تعاون وتنسيق.
وزير الشباب والرياضة من الواضح أنه على دراية بالواقع المرير الذى يواجه بلادنا العربية ويعلم أن كل شىء منقسم وأيضا الحركة الشبابية العربية.
القاهرة ستلعب دورا كبيرا فى لم الشمل للحركة الشبابية ومن خلال أجندة برامج للشباب العربى ستشهد القاهرة أقوى وأكبر حزمة برامج تتوافر فيها الجدية والاستمرارية.. البرامج متنوعة ما بين ثقافة وفنون ورياضة ودراسات وصيغ حوارات من منتديات ولقاءات.
القاهرة عاصمة الشباب العربى 2018 من خلال متابعتى الدقيقة للعناوين وطريقة تنفيذ البرامج والمستهدف منها، أرى أنها محاولة مهمة من الوزير المصرى فى صناعة مبررات وقواسم مشتركه بين شباب عالمنا العربى قبل أن تضيع هويته العربية وتتراجع أحلامه وعلاقته ببلده.
أشرف صبحى أمام منتدى الشباب بيت العرب تحدث كعربى مهموم بما أصابه، وحلمه أكبر من المشاكل، الأهم أنه واثق بأن قوة الشباب فى وحدتهم هى الصخرة التى تتحطم عليها كل الأطماع والمؤامرات التى تحاصرنا كعرب.. أتوقع أن ينجح فى رسالته العربية.